المستقبل: الناتو: الأسد سيختفي

تسارعت وتيرة المؤشرات الميدانية والدولية ولا سيما من حلف شمال الأطلسي أمس، على قرب "اختفاء" الرئيس السوري بشار الأسد من المشهد السياسي في بلاده، بعدما بات عملياً خارج السلطة من جراء تمدّد السيطرة الميدانية للثوار الذين يستعدّ الاتحاد الأوروبي لدعمهم "بكل الخيارات الممكنة" حسب تعبير زعمائه في اجتماع بروكسل أمس.

وفي الشمال التركي قرب الحدود السورية، قرّرت الولايات المتحدة نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي، يضافون إلى عدد مماثل من الجنود الألمان وكذلك الهولنديين يرافقون صواريخ الباتريوت التي وافق الأطلسي أخيراً على نصبها على الحدود الشمالية لسوريا.

فمن موسكو، قال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أمس إن من المرجح اختفاء الأسد، وإن الحلف يجب أن يعد العدة مقدماً للحيلولة دون وقوع ترسانة نظام دمشق من الأسلحة الكيميائية في أيدي من قد يسيئون استخدامها.وقال الجنرال نود بارتلز رئيس اللجنة العسكرية في الحلف "مبعث قلقي ليس هو إذا ما كانت القوات المسلحة السورية ستستخدمها، لكن إذا افترضنا أن نظام الأسد سيختفي بشكل أو بآخر فمن سيتحكم في الأسلحة الكيميائية؟.. لذا فعلينا أن نفكر في كيفية مواجهة هذا في الوقت الملائم".

وقال الجنرال الهولندي في أكاديمية عسكرية روسية في أول زيارة له لموسكو، إنه لا يعلم متى ستضع الحرب الأهلية في سوريا أوزارها، لكنه أضاف "يمكنكم القول إني افترض أن الأسد سيختفي. أميل للاعتقاد أن هذا هو الوضع".

وأعلنت الولايات المتحدة أمس عزمها على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي في تركيا من أجل تعزيز دفاعات هذا البلد الحليف.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل إن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وقع الأمر قبل أن تحط طائرته في قاعدة انجرليك في جنوب تركيا، بعد جولة شملت أفغانستان.

وأضاف المتحدث أن "بانيتا وقع الأمر بينما كنا في الطريق الى تركيا. وينص الأمر على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 عسكري لدعم القوات التركية"، مشيراً الى أن العملية ستتم في الأسابيع المقبلة. وتابع ليتل أن تركيا "حليف مقرب" وأن الإدارة الأميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن أراضيها ضمن الحلف الأطلسي.

ورحب حلف شمال الأطلسي بقرار واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو "نرحب بمساهمة الولايات المتحدة عبر نصب بطاريتين لصواريخ باتريوت. كما نرحب بقرار ألمانيا وهولندا نصب بطاريتين لكل منهما" ورأت في ذلك دليلاً على "الالتزام القوي بلحمة وأمن الحلف".
ووافقت ألمانيا وهولندا على نصب بطاريات صواريخ باتريوت المصممة لاعتراض صواريخ كروز وصواريخ بالسيتية ومقاتلات جوية.

ورداً على أسئلة الصحافيين بحضور مئتي جندي أميركي في قاعدة انجرليك حيث تنتشر قوات جوية أميركية تحت قيادة الحلف الأطلسي وتركيا، أعلن بانيتا أن تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري "تطرح تحدياً". وقال "الأمر ليس سهلاً إذ ليس من الممكن التوجه الى هناك وتدميرها"، لأن ذلك سيولد دخاناً ساماً.

وتابع بانيتا "علينا أن نعمل بحيث لا يتم استخدام (الأسلحة الكيميائية) وألا تقع بين الأيدي الخطأ". وأضاف بانيتا أن بلاده يجب أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات.
وتابع "لا يمكن تصور أن يقوم نظام بذلك بحق شعبه لكن التاريخ يعج بقادة مماثلين اتخذوا قرارات شبيهة مروعة". ومضى يقول "علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات.. ونحن نقوم كل الإمكانات".

ووافق النواب الألمان أمس بأغلبية واسعة جداً على إرسال صواريخ باتريوت الى تركيا، ما يفتح الباب لنشر ألمانيا بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي ألماني في جنوب تركيا، بطلب من أنقرة.

ووجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة تحذيراً جديداً لنظام الأسد، مؤكداً أن "الجمود واللامبالاة ليسا خياراً".
وعبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قناعته بأن الحرب في سوريا تتحرك ضد مصلحة بشار الأسد.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أمس على هامش اليوم الثاني من القمة الأوروبية المنعقدة حالياً في العاصمة البلجيكية، وأضاف أن "ما يجب فعله حالياً هو العمل على جعل بشار الأسد يرحل بسرعة".

وتبنى قادة دول الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم بياناً يؤكد أن الأوروبيين "مستاؤون من الوضع الذي يتدهور أكثر فأكثر في سوريا"، مؤكدين أن "كل الخيارات" مفتوحة "لدعم ومساعدة" المعارضة السورية وحماية المدنيين.

وأكد رؤساء الدول والحكومات الأوروبية أنهم يرغبون في رحيل الأسد "ونظامه غير الشرعي"، مؤكدين "ضرورة" إجراء عملية انتقالية في سوريا.

وغداة قول نائب وزير الخارجية الروسية المكلف الملف السوري ميخائيل بوغدانوف إن السلطات السورية تفقد "أكثر فأكثر" السيطرة على البلاد وتحدث عن إمكانية انتصار للمعارضة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الجمعة "أننا لم ولن نبدل موقفنا".

وأفادت تقارير استخباراتية أميركية بأن هناك "مؤشرات محدودة" على أن الأسد يرغب في التنحي وربما يبحث عن "خروج آمن" للتخلي عن السلطة.

ووصف أحد هؤلاء المسؤولين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأنهم غير مخولين بمناقشة المعلومات الاستخباراتية مع وسائل الإعلام، نظام الأسد بأنه "في أدنى مستوى له الآن." وقال المسؤول نفسه وهو على اطلاع مباشر على التقارير الاستخباراتية الأخيرة حول تقييم الوضع الراهن في سوريا، إن الاستخبارات الأميركية على يقين بأن المنحنى أخذ في الانحدار بشدة خلال الأسابيع القليلة، وأضاف بقوله إن "الأمور أصبحت تتحرك بسرعة أكثر مما كانت عليه في أي وقت من قبل".

ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة داخل كلية الشؤون الإدارية العسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا بعد أن اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل ظهر أمس، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت الاشتباكات بدأت منذ الصباح وقتل فيها تسعة مقاتلين معارضين وثمانية عناصر من قوات النظام.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب وهي لا تضم عدداً كبيراً من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها". وأوضح أن الطلاب توقفوا عن ارتياد الكلية منذ أشهر بسبب أعمال العنف، وأن العناصر المتبقين في المكان هم من الحرس وعناصر حاجز واحد في المكان، ويقدر عددهم بالعشرات.

وأشار المرصد الى استمرار مقاتلين من كتائب أخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم حوالى ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، يترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب بأضرار بالغة في المباني.

وفي العاصمة ومحيطها حيث قتل الخميس حوالى مئة شخص، تواصلت العمليات العسكرية أمس، وقد تعرضت الأحياء الجنوبية للعاصمة للقصف من القوات النظامية. ووقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وفلسطينيين موالين للنظام السوري لليوم الثاني على التوالي في مخيم اليرموك (جنوب).

وقتل 91 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة هم 30 مدنياً و31 مقاتلاً و30 جندياً، بحسب المرصد الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية.
وأعلن المرصد أمس، ارتفاع عدد الضحايا في سوريا الى أكثر من 43 ألف قتيل في 21 شهراً من النزاع.
  

السابق
الديار: بيان دولي يقلب موازين القوى صدر في بيروت روسيا الصين ايران وسوريا
التالي
الأنوار: اهالي شهداء تلكلخ في طرابلس يهددون بالنزول الى الشارع الاثنين