عقاب صقر.. نائب بلا وطن؟

لا مجال للإنكار، فالأدلة واضحة وبصمات أصحاب الأفعال متطابقة تماماً مع البصمات المرفوعة عن ساحة القتال في سوريا، لكن في انتظار أن يقول القضاء كلمته، يأمل الحاضرون في قاعة المحكمة أن ينال عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب عقاب صقر حكماً تخفيفياً، إن لم يكن بالبراءة، لأن نيته عُقدت على مساعدة المظلوم ضد الظالم.
لم تعد لكملة النّأي بالنفس أيّ مكان في قاموس السياسة اللبنانية وتحديداً في معجم الحكومة الفاقدة وعيها، وعلى هذا الأساس، تُخرق الحدود اللبنانية مرّات عدة يومياً في الاتجاهين أي من سوريا إلى لبنان، ومن لبنان إلى سوريا.

كل ذلك وأركان الدولة يَغطّون في سبات عميق، أما من بقي منهم صاحياً تجده هو الآخر منشغلاً في التخطيط لمشروع يفصّل فيه ما تبقى من مساحة الوطن على قياسه تمهيداً لإعلان إمارته الخاصة.

في الأمس حلّق "الصقر" في سماء الغربة معترفاً بدعمه الشعب المقهور في سوريا لتتوالى بعدها ردود الفعل بين جهات مؤيّدة وأخرى مستنكرة. وفي وقت لم تأتِ الجهة المستنكرة بجديد في موقفها الذي أعلنته على الشاشات وصفحات الجرائد، إلا أنّ ما خفيَ وما لم تفصح عنه كان أعظم: "عقاب صقر ممنوع من العودة إلى لبنان إلّا على جثثنا، وعلى المجلس الإسلامي الشيعي أن يتداعى إلى اجتماع لدراسة إمكان التبرؤ من شيعيته.

عقاب صقر يجب أن يُقتل. إهدار دمه واجب". كلّ هذه الدعوات خرجت من أوساط تُعتبر مُقرّبة من "حزب الله" بعد اعتراف صقر في حديث صحافي أن التسجيل الصوتي عائد له فعلاً.

وتقول الأوساط نفسها: "نحن في الأساس قلنا إنّ صقر ومِن ورائه تيار "المستقبل" يعملون على زج لبنان في الصراع الحاصل في سوريا، وقلنا أكثر من ذلك، فصقر أصبح عرّاب الثورة السورية لجهة تسليحها ودعمها بالمال الخليجي، وهناك معلومات تقول إنه اختير للقيام بهذه المهمة بعد محاولات زميله في "التكتل" النائب جمال الجرّاح الفاشلة لتهريب السلاح إلى المسلّحين السوريين"، سائلة: "هل دُفع بصقر للقيام بهذه المهمات لكونه خبيراً في هذه الأمور، ووطنياً عروبياً يريد نصرة الفقير؟ أم فقط لأنه ينتمي إلى مذهب يعتبرونه حليفاً للنظام السوري، وبالتالي عند محاسبته يتبرأ منه الجميع مثلما رأينا في تياره السياسي؟".

بعدما أُلقي القبض على تسجيلات لـ "الصقر" تُثبت دعمه الثوار في سوريا من خلال مكالمة مع المسؤول الإعلامي في "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد رصدتها أجهزة تعمل على خط طائرة "أيوب" نفسه، خرجت أصوات أخرى مؤيدة لعقاب تقول: هذه أفعال لا يقوم بها إلّا من امتلك السماء وجعلها مطواعة لجناحيه كطائري العقاب أو الصقر، فكيف إذا اجتمع الطائران في شخص واحد.

في المقابل، تؤكد مصادر رفيعة في تيار "المستقبل" لـ "الجمهورية"، أنّ "لا علاقة لنا على الإطلاق بما يقوم به صقر، ونحن كنا وما زلنا ننأى بأنفسنا عمّا يحصل في سوريا وليس لنا إلّا الكلمة لنعبّر فيها عن دعمنا الشعب السوري الملاحَق، حتى وإن كان هناك من يصف مبادرة صقر بالتسليح بأنها مباركة".

وتكشف المصادر أنّ "الحديث الذي بُثّ بين صقر والمقداد صحيح ولسنا في معرض إنكاره، لكننا في الوقت عينه، ننفي أن يكون الرئيس سعد الحريري يتحدث مع صقر في المقلب الآخر، وربما قصد صقر إيهام محدثه بأن الأمر جدي ويجب أن يُحسم".

وتسأل مصادر "المستقبل": "كيف يتنطّح إعلام قوى "8 آذار" ويتهمنا بتمويل المعارضة السورية بالسلاح، وفي الوقت نفسه يتهمون الرئيس الحريري بعدم دفع رواتب موظفيه؟ ألا يحتاج السلاح إلى مال لنشتريه أم أنّ الدول توزعه علينا مجاناً؟"، مضيفة: "نحن مستعدون للمحاسبة والمساءلة في حال ثَبُت تورطنا في النزاعات السورية، كما هو الحال مع "حزب الله"، ونتحدى الحزب أن يعطينا دليلاً واحداً على تورّط الرئيس الحريري في التسليح، في وقت نستطيع إعطاءه مئة دليل على تورطه في قتل الشعب السوري".

السابق
اللواء: ميقاتي لم يعلق لا سلبا ولا ايجابا على موضوع صقر
التالي
كلينتون: نعرب عن قلقنا حيال الصواريخ الكورية الشمالية طويلة المدى