عبارات إباحية وشعارات لا أخلاقية على ملابس أولادنا

شعارات غير أخلاقية، وكلمات إباحية يحملها شبابنا على أجسادهم دون أن يدركوا ذلك حتى، ثقافة غربية تنشر في مجتمعاتنا على أنها تقدم ومجاراة للموضة، عبارات لا تمّتُ لقيم مجتمعنا بصلة، تجدها على ثياب الشباب وأحذيتهم، ظناً منهم أنها آخر الصيحات الشبابية، غير مدركين لمعانيها وما تحتويه من مضامين.
ظاهرة يمكن إعتبارها نوعاً من الغزو الثقافي، ومكيدة جديدة تصطاد أبناءنا وتطرح العديد من علامات الاستفهام التي لا نجد إجابات مناسبة لها. لماذا لا يعمد أصحاب المحال التجارية الى الالتفات لهذه الشعارات؟ وأين الدولة من تطبيق رقابة على الألبسة التي تدخل الى أسواقنا الوطنية،ولماذا يعمد الشباب الى إرتدائها؟
آفة إجتماعية تحمل أبعاداً خطيرة
عن الأهداف التي يحملها اصحاب هذه المنتجات تقول الأخصائية الاجتماعية نسرين نجم: " وضع هذه الشعارات على الألبسة يهدف الى غزو عقول الشباب العربي بالطريقة الاسهل، والتي تحاكي اعمارهم الا وهي الالبسة، عبر وضع شعارات وعبارات تضرب وتخلخل قيم وعادات وتقاليد مجتمعاتنا وتولد الهوة بين الشباب ومجتمعاتهم، يدخل فيها بالطبع أهداف سياسية، ثقافية تسلخ الشباب عن دينهم وعن اخلاقهم، بحيث يصبح كل شيء ممنوعاً من الناحية الأخلاقية والدينية متاح لهم، لذا من الضروري الوقوف عند هذه الآفة الإجتماعية وإيجاد الحلول السريعة لها.
شباب العرب وعبارات الغرب
الأخصائية نجم إعتبرت أن " الشباب يريدون ان يعبروا عما في داخلهم، يريدون ان يبرزوا انهم متميزين في الكثير من الأحيان وانهم هنا، لديهم وجودهم في هذا المجتمع الذي لم يعد يعرف ماذا يريدون، لذا يلجأون الى شراء بعض الألبسة التي يوجد عليها شعارات تحمل وجعهم، تحمل رفضهم لواقعهم، واحياناً كثيرة لا يفهمون معنى الشعار الموجود سوى ان الأحرف مطبوعة بشكل مميز وان رمز الحروف ملفت. نعم هناك حالة استلاب ثقافي نتيجة الفراغ الذي يعيشه شبابنا، ونتيجة غياب شبكة الأمن والأمان."
مخطط يستهدف شبابنا
وعن الجهة التي تقف وراء هذه الأفعال وتسعى بشكل مستمر لإنحراف شبابنا تقول نجم:" لا يمكن ان ننس ان الصهيونية تعمل بشكل مدروس وممنهج على وضع الرموز والشعارات التي تشير بطريقة او بأخرى إليها، للأسف هناك نسبة كبيرة من شبابنا يرتدونها دون ان يعووا إلام ترمز، مثال على ذلك(ynagogue كنيس يهودي،zion أو شعار 666 لعبدة الشيطان،..)"
أنظمة عربية متراخية وعدو يعمل..
أين الانظمة والشعوب من القضايا العربية؟ هل لا تزال قضية فلسطين في وجداننا؟ هل لا يزال عدونا واحد؟ إشكاليات وتساؤلات ولدت لدى شبابنا صراعاً و نقمة على مجتمعه البعيد عن شؤون وشجون ابنائه، لذا نراه يتوجه او بالأحرى يهرب الى الآخر المختلف عنه، الذي يحاكي في سلوكياته وفي تحرره المكبوتات والرغبات الكامنة في اعماقه، على الرغم من ان مجموعات من الشباب العربي وبعد حصول ما يسمى بـ(الربيع العربي) عادت صورة وقضية فلسطين الى وجدانهم، فبدأوا بعرض الكوفية الفلسطينية وارتدائها، او حتى "القدس لنا" ولكنها ظلت في اطار محدود وخجول، كما تقول نجم.
مواجهة الغزو وطرق الحل
تطرح نجم هنا سبلاً للحل فتعتبر أن "البديل ان نواجه هذا الغزو او بالأحرى هذا الاجتياح بموضة أفضل ولا أتحدّث هنا عن العودة الى ارتداء الشروال(على الرغم من ان بعض دور الازياء اعادت انزاله الى السوق ولكن على الموضة)، والأهم هو اعادة انتاج ثقافة تحاكي تطلعات الشباب وامالهم وتقف عند شؤونهم وشجونهم لنصل عندها لتأمين البديل، يعني من الهام جداً توجيه الخطاب نحو العقل ليؤثر بالتالي على السلوكيات وليقف بوجه هذا الغزو الهجين على مجتمعاتنا."
شركاء في المسؤولية
هناك حلقة كاملة متكاملة تقع المسؤولية عليها ابتداءاً من البيت (الأسرة)، وصولا الى المدرسة، الشارع، المجتمع الاوسع، الاعلام، وبالطبع سياسة الحكومات، كلها تلعب ادواراً في منع انتشار هذه الثقافة والوقوف في وجهها، وكل مؤسسة من هذه المؤسسات لديها وظائف توعوية تثقيفية، ويجب ان تمتلك الوعي والادراك الكافي لإيجاد الحلول والتي هي سهلة ولكن عنوانها العريض هو "الارادة".
متابعة الأهل لأولادهم ضرورة ماسة
تعتبر الأخصائية الاجتماعية نجم أن متابعة الوالدين بالخصوص لأطفالهم أمر ضروري جداً، "فعلى الاهالي ان يتسموا بوعي وان يكونوا اصدقاء لابنائهم وليسوا مراقبين عسكريين، وأن يعوا بأن زمانهم يختلف عن زمان أبنائهم، لذا يجب ان يكون هناك الحوار اللطيف والهادىء بعيداً عن النصائح وعن المثاليات".
نماذج من بعض العبارات المكتوبة على ثياب شبابنا و الموجودة في أغلب أسواقنا العربية:
nude أي عارية – hussy أي فاجرة وقحة – I’m ready for for ***ual affairs أنا مستعدة للزنا – follow me اتبعني – lusts شهوات – Eccentricity شذوذ. ومن الكلمات التي لها علاقة بالخمر spirit أي مشروب كحولي، Braday مشروب مسكر، Brew إعداد البيرة. ومن المذاهب المشبوهة: ماسوني 666 Mason / أو FFF من رموز عبدة الشيطان .
وختمت نسرين نجم كلامها بالتأكيد على أن هذه المسألة ليست ظاهرة، بل تعدّتها الى حدود الآفة الاجتماعية، وبالتأكيد على ضرورة إتخاذ الإجراءات المناسبة بأسرع وقت.
  

السابق
تلميذ ميت يعود إلى المدرسة
التالي
أرزاق صيادي الناقورة.. في العاصفة