هل هذه ثورة الشعب السوري للتغيير ام ثورة البلهاء والتدمير؟

"خبر مؤكد بإذن الله: في اطار حملة تطهير الشام من رجس الشبيحة وعملاء النظام قامت كتيبة احفاد الصديق بتصفية الشبيح الممثل محمد رافع المعروف بابراهيم في مسلسل باب الحاة امام منزله وقد وجد معه سلاح وبطاقة امنية فهل من متعظ". بهذه الكلمات علق المجرمون على قتلهم للفنان الشاب محمد رافع، بتهمة حبه لسوريا بلا حرب، سوريا العيش المشترك وسوريا السلام.

استشهاد الشاب لم يكن المحاولة الاولى، فالارهابيين المعارضين يقتلون كل من هو معارض لرأيهم السادي، تحت لواء "الله اكبر". لقد سبق ذلك محاولة الاعتداء على سلوم حداد في مقهى الروضة، وتهديد جمال سليمان بالقتل، وتشليح أيمن زيدان سياراته في الدورشة، وتهديد سلاف فواخرجي، وحملات التشهير بحق الفنانة راغدة وحالات الخطف المتكررة لإعلاميي التلفزيون السوري… وصولا الى اغتيال رافع (1982/2012) نجل الممثل أحمد رافع، بعد خطفه من أمام منزله في حي مساكن برزة الدمشقي ثم تعذيبه وقتله والتمثيل بجثته على يد كتيبة مسلحة تطلق على نفسها اسم "أحفاد الصديق". سارعت هذه الأخيرة إلى نشر نبأ تصفية الممثل السوري على صفحة تنسيقية مساكن برزة على فايسبوك، مشيرة إلى أنّه "ضمن الحرب على النظام وشبيحته، فقد تمت تصفية الممثل محمد رافع بعدما عثر معه على سلاح فردي مرخص من فرع المخابرات الجوية"، إضافة إلى نشر صورة عن ورقة قيل إنّه عثر عليها معه وقد كتب عليها أسماء ناشطين سوريين وبعض أفراد المعارضة المسلحة.
تسلّمت عائلة الممثل الشهيد، جثته بعد أن تلقّوا اتصالاً من مجهول عبر Private Number يُبلغهم أنّ جثة ابنهم مرمية في البساتين، فراحوا يبحثون عنه في كل البساتين المجاورة إلى أن وجدوه جثّة هامدة عليها آثار التعذيب والتنكيل والضرب والتشويه. وفي اتصال مع الممثل أحمد رافع والد الممثل المذبوح على يد من يدعون "ثورة" نعاه: ابني شهيد الوطن، ازفه الى مثواه الاخير غداً في موكب شعبي مهيب يبدأ من مشفى تشرين باتجاه جامع القزاز ومن ثم باتجاه مقبرة الدحداح أي مقبرة الشهداء.. كونوا معنا.. سنزف العريس.

على الفور، اشتعلت الصفحات الإلكترونية بالخبر، خصوصاً لدى نجوم الدراما السورية. علقت الفنانة سلاف فواخرجي قائلة: "اذا كانت الرساله إلى فنانين سوريا فلقد زدنا به شرفا وقوة وصمودا فما أجمل أن نزف إلى السماء ملتفه أجساد بالعلم السوري.."
وكتبت الممثلة نسرين الحكيم على صفحتها: "لو وقفنا دقيقة صمت لروح كل شهيد سوري، لبقينا صامتين مدى الحياة. لا تنتظروا من الحروف أن تترجم حزننا وغضبنا. الرحمة لروحك يا محمد، يا رافع علم بلدك والرحمة لكل شهدائك سوريا". أما الممثلة شكرا مرتجى، فقد نعت زميلها باكية على سوريا وما يحصل من عنف غير مبرر وقتل وتنكيل بالجثث، ونعت زميلها قائلة: "الجريمة الوحيدة لمحمد من وجهة نظر قاتليه هي محبته لوطنه". في حين كتبت النجمة كندة علوش على صفحتها على الموقع الأزرق "لا للتشبيح والتشبيح المضاد، لا للعنف والعنف المضاد. لا لمقابلة الجريمة بالجريمة مهما كانت جريمة الفنان محمد رافع (…) هناك مئة طريقة للتعامل مع الأمر غير الانتقام الدموي والتشفي. لنحكّم العقل وإلا فسننحدر إلى درك لا رجعة بعده". ثم أردفت بتعليق آخر تترحم فيه على زميلها لدى تأكيد الخبر. إلا أنّ للمحرضين على الفتنة رأياً آخر، إذ سرّبوا خبراً مفبركاً يقول إنّ علوش ظهرت على قناة "فرانس 24" وصرّحت بأنّ محمد رافع كان شبيحاً لدى النظام وكان يهدد الممثلين المعارضين وكان مجرماً.

صدقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في حديثه عن الارهاب والتعصب السلفي والجنون التي تعانيه المعارضة السورية، فاذا بات التعبير عن الحرية والديموقراطية والكرامة بالقتل والذبح فالافضل ان نبقى في ديكتاتورية مطبقة.
هكذا يريدون أن يحكموا سوريا المستقبل بالقتل والتشويه ونشر الفكر الهمجي، فهل هذه ثورة الشعب السوري للتغيير ام ثورة البلهاء والتدمير؟

السابق
“توافق” أم تعديل أم حياد.. أم تصريف أعمال؟
التالي
هولاند اتهم صراحة النظام السوري بإغتيال الحسن