أمن لبنان

تعرّض لبنان لزلزال أمني وسياسي بجريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وتستمر تداعياته الداخلية والمخاوف من نتائجها، وهي التي دفعت إلى حراك عربي ودولي سريع تأكيداً على وجوب مواجهتها بما يجنّب الوطن الفوضى والانقسام والغرق في مستنقع ما يدور حوله من اضطراب أزمة إقليمية أو دولية، وقد تم التجاوب الداخلي للحفاظ على الوحدة والمؤسسات التزاماً بما يبقي على قدرة المواجهة والتصدي لرياح عاتية تهبّ عليه.
وإذا كان تغييب اللواء الحسن جريمة مروعة فإن رفاقه ومن كانوا معه بالهمة والعزيمة نفسها ماضون في أداء واجبهم وقد أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي عن المضي في حمل الراية وإكمال المسيرة وإذا دعا الواجب سنجود بالدم، إضافة إلى اهتمام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بمواصلة درب إنقاذ لبنان والحفاظ على استقلاله وسيادته وتجنيبه الانزلاق نحو مستنقع الأزمات الإقليمية والدولية مع تمسكه بإنجاح مهمة هيئة الحوار الوطني.
وهذا ما يضع المخلصين لبلدهم أمام المسؤولية الكبرى غير العادية في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة وذلك بتعزيز التوحد والانصهار في بوتقة العمل الوطني المشترك، وهذا ما يتم التركيز عليه وإن اختلفت النظرة بالنسبة لإقالة الحكومة أو بقائها منعاً لفراغ يجري الحديث عليه داخلياً وخارجياً باعتبار منطقة الشرق الأوسط تمر في مخاضات عسيرة وظروف غير عادية تعززها مناورة واسعة على مدى شهر بمشاركة أميركية لافتة للقوات الاسرائيلية وسط قرع طبول عدوان جديد يتخوف أصحابه من نتائجه المدمّرة.
ويمكن تدارك ردات الفعل الغاضبة لاغتيال رجل مميز في إقدامه وبطولاته وكشفه مؤامرات التعامل مع العدو والعديد من الخطط المرعبة للبنان ككل، بالوعي الوطني والتجاوب مع إصرار من احتشدوا في وداعه على كشف من خطط ومن ارتكب جريمة الاغتيال، وترك استقالة الحكومة لما تقول به إرادة التوافق، وهذا غير متاح بفعل الخلاف السياسي والنظرة المتفاوتة إلى هذا الموضوع، ويبقى المخرج من تعاظم ارتدادات الأزمة متوافراً عندما يدرك الجميع أنهم في مركب واحد. 
 

السابق
الشرق: الحريري والجيش يلملمان تداعيات اغتيال الحسن
التالي
قنبلة مضيئة من مخلّفات حرب تموز في بلدة الوزاني