خطة لمنع عودة الحريري للحكومة

في معلومات خاصة لنا من مصادر ديبلوماسية عربية مطلعة ان قيادة "حزب الله" اتخذت قرارا لتعويم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وجه "تيار المستقبل"، في مقاربة استراتيجية للانتخابات النيابية المقبلة. وتنطلق المقاربة من قرار وصف بانه نهائي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله برفض عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، ايا تكن الظروف، ونتائج الانتخابات، خصوصا بعد تأكيد الحريري المتكررعبر "تويتر" وتأكيد حليفه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انهما لن يوافقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولن يقبلا بعودة الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب في حال تمكن فريق "14 اذار" من تحقيق اكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة.

رأت المصادر لنا ان منع عودة الحريري في كل الظروف الى السراي يتطلب ضمان خرق ميقاتي في الانتخابات المقبلة في طرابلس، وإن منفردا، اي لائحة يشكلها "المستقبل". ولذلك كلف المتابعة مطبخ ضيق عماده معاون الامين العام لـ"حزب الله" حسين خليل ومجموعة قيادية في الحزب. وبناء لاستطلاعات رأي تظهر ان نقاط ضعف ميقاتي تكمن في التصاقه بالنظام السوري خلافا لتوجهات السنّة، قدم هذا الفريق عددا من الاقتراحات:

– الأول يقضي بتحضير حملة إعلامية واسعة ضد الحريري في الشارع السني والطرابلسي تحديدا، تقوم على إظهار فكرة ان الحريري "نام في سرير بشار الأسد" في دمشق عام 2010، بينما لم يقم ميقاتي بزيارة واحدة لدمشق منذ تكليفه تشكيل الحكومة، ولا بل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وبناء عليه، يجري العمل على طباعة ملصقات تحمل صورة الحريري مع الرئيس السوري بشار الاسد لاستغلالها في الحملة عليه.

– الثاني يقضي بمساعدة ميقاتي في خرق الحظر العربي عليه عبر السماح له بمناورة اظهار نفسه الوجه الآخر لسعد الحريري امام مَن يلتقيهم من رسميين وعرب واجانب، والقول انه والحريري "يمثلان المبادئ نفسها بأساليب مختلفة" مع التركيز امام عرب الخليج بشكل خاص بأن "الهم هو مساعدة اهل السنّة في لبنان على مواجهة المد الشيعي، بصرف النظر عمَّن يكون في واجهة السلطة في السراي".

لفتت إلى أن المناورة تقضي بالسماح لميقاتي بتبني منطق الحريري نفسه في الجلسات المغلقة، مع وصف الحريري بأنه "حصان قوي ومقيّد لا يمكنه القيام بخطوة واحدة" واظهار نفسه بانه "الحصان القادر على التحرك في الاتجاه نفسه الذي يريده الحريري، والواجب دعمه تاليا. كما تقضي المناورة بأن يتجنب ميقاتي اي انتقاد للحريري، بل بتقديم نفسه على انه وجه تكتيكي آخر للخط نفسه، يجب على العرب دعمه بقدر دعمهم للحريري، "تماما كما ان ايران توزع الادوار في لبنان بين لاعبين عدة من الطائفة الشيعية"، لأن دعم الخيار العروبي السني في مواجهة المد الايراني اكبر بكثير من مجرد اشخاص.

تابعت المصادر لنا ان مسؤولا رفيعا في الحزب ابلغ ميقاتي بهذا التوجه قبل زيارته لمقر الامم المتحدة في نيويورك، وأكد له عليه قبل توجهه الى الدوحة قبل ايام. وفي هذا السياق، طبق ميقاتي فكرة استدراج القطريين لدعمه من الباب الاستثماري تحديدا، عبر عرض مشروع اعادة تأهيل مصفاة طرابلس وتشغيلها عليهم، غير أنه اشترط ضمان موافقة "حزب الله" بأن الاستثمار القطري لن يتعرض لأي تهديد من باب ابتزاز قطر لتغيير موقفها من الثورة السورية، فكان له ما أراد.

 

السابق
ما الجديد في ملف المخطوفين في سوريا؟
التالي
استراتيجيا.. الطائرة أيوب تمنع الحرب أم تستدعيها؟