النهار: الحريري ردّ على نصرالله: لبنان ليس طائرة من دون طيار

مع تسجيل تراجع كبير في المشاورات والاتصالات السياسية المتصلة بملف قانون الانتخاب، غلبت على المشهد الداخلي في الساعات الاخيرة ترددات المواقف التي اعلنها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء الخميس ولا سيما منها الانعكاسات التي تركها تبنيه اطلاق طائرة من دون طيار فوق اسرائيل على موضوع الاستراتيجية الدفاعية.
وبدا واضحا ان هذا الموقف، الذي اثار اعتراضات لدى فريق 14 آذار، زاد تلبد العلاقة الباردة الناشئة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان و"حزب الله" وخصوصا بعد المواقف الرئاسية من التمييز بين سلاح المقاومة وسلاح الحزب في الداخل التي اتخذها سليمان خلال زيارته الاخيرة للارجنتين والتي رد عليها الحزب.
وفي ما بدا انتقادا ضمنيا لعملية اطلاق طائرة الاستطلاع وموقف نصرالله منها، رأى سليمان امس ان "عملية ارسال طائرة من دون طيار فوق اراضي العدو الاسرائيلي تظهر الحاجة الى اقرار استراتيجية دفاعية تنظم مسألة الافادة من قدرات المقاومة للدفاع عن لبنان ووضع آلية لاصدار القرار باستعمال هذه القدرة بما يتلاءم مع خطط الجيش وحاجاته الدفاعية والمصلحة الوطنية حصرا في اي ظرف من الظروف". كما لفت الى ان الخروق الاسرائيلية اليومية للسيادة والاجواء اللبنانية "هي موضع شكاوى لبنان الدائمة الى مجلس الامن".
وقالت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية لـ"النهار" ان موقفه من عملية ارسال طائرة من دون طيار فوق الاراضي الاسرائيلية واضح وينطلق من واجب لديه بتوضيح موقف معين في ضوء ما حصل مما يبرز الحاجة الى اقرار استراتيجية وطنية للدفاع.
واشارت الى ان هذا الموقف سيكون مطروحا في هيئة الحوار في جلستها المقبلة المقررة في 12 تشرين الثاني.
الحريري
وتلقى الرئيس سليمان اسنادا فوريا لموقفه من الرئيس سعد الحريري الذي قال في تصريح خص به "النهار" ليل امس:
"إنني ارحب بتوجهات فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التي تعبر عن قلق عميق يعتري جميع اللبنانيين جراء المغامرات غير المحسوبة التي يريد حزب الله جر لبنان اليها".
واضاف: "في هذه الساعات الحرجة في المنطقة، على جميع اللبنانيين المخلصين والرافضين لكل تهديد لمصلحة لبنان الوطنية وكل تلاعب بسيادة لبنان واستقراره وأمنه ومستقبل ابنائه، سواء كان ذلك تجاه التزامات لبنان الدولية، وبخاصة القرار 1701، او تجاه توريط اللبنانيين في تحويل القتال الى جانب النظام السوري بنداً مستجداً من بنود اعمال المقاومة المسلحة والجهاد، ان يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية لكي يفهم الجميع مرة واحدة وأخيرة ان لبنان ليس طائرة من دون طيار".
وفي سياق ردود الفعل السلبية لدى قوى 14 آذار على موقف نصر الله، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت لـ"النهار" ان "نصرالله اعاد الاهتمام الداخلي الى المسألة الاساسية وهي الى أين يأخذ "حزب الله" لبنان؟".
واعتبر ان نصرالله "يريد لبنان منصة لايران وقضية الرد على خروق اسرائيل من اختصاص الجيش اللبناني. وواضح ان الحزب يسعى الى جر اسرائيل الى مغامرة عسكرية تشعل المنطقة كي يحول الانظار عما يجري في سوريا وعن دور "حزب الله" فيها". واتهم فتفت الحكومة بانها لم توعز الى الجيش وقوى الامن باقفال الحدود لمنع تهريب السلاح والمسلحين "رغم مطالبات قوى 14 آذار ومناشداتها كي يبقى حزب الله قادراً على ادخال السلاح والمسلحين. واذا كان الحزب يتذرع بالدفاع عن لبنانيين وراء الحدود فهناك لبنانيون مقيمون في سوريا قبالة منطقة وادي خالد فلماذا لا يدافع عنهم؟".
بري
اما في ملف قانون الانتخاب الذي يحكمه جمود نيابي وسياسي، فلم يطرأ جديد بارز، فيما قالت اوساط نيابية ان مرحلة اختبارية جديدة ستبدأ في هذا الصدد مع تجربة اللجنة النيابية المصغرة المنبثقة من اللجان النيابية المشتركة لدرس المادتين الاولى والثانية في مشروع القانون الذي احالته الحكومة على مجلس النواب والمتعلقتين بتوزيع الدوائر والنظام الانتخابي. وستعقد هذه اللجنة اجتماعها الاول الثلثاء المقبل برئاسة نائب رئيس المجلس فريد مكاري.
وسألت "النهار" امس رئيس مجلس النواب نبيه بري عما سيؤول اليه هذا الملف في ظل الاتصالات السياسية والنيابية، فأجاب: "اننا نسعى وندرس كل المشاريع المطروحة وسنستفيد منها جميعا لنطرح المشروع الذي نراه مناسبا. وكل ما اقوله الان هو ان هذا المشروع هو من خارج كل هذه المشاريع".
وعلق على المشاريع المطروحة: "اي مشروع يوحي بترجيح انتصار فريق سياسي معين سيلقى معارضة من الفريق الآخر، وهكذا دواليك.
لذا علينا ايجاد مشروع يطمئن اليه الجميع ولا يوحي بترجيح كفة فريق على آخر".
وقال ردا على سؤال: "تبين لنا وفق احصاءات اجريناها ان قانون الخمسين دائرة الذي طرحه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يعطي نوابا مسيحيين منتخبين كليا بأصوات المسيحيين اقل من المشروع الذي تقدمت به الحكومة. مشروع الحكومة يعطي المسيحيين عددا اكبر من النواب المنتخبين بأصوات المسيحيين".
وعن احتمال عدم التوصل الى تفاهم على مشروع قانون جديد للانتخابات، قال: "سيعني ذلك عدم اجراء الانتخابات".
ولم لا تجرى الانتخابات على اساس القانون الحالي، قانون الستين؟
اجاب: "معاذ الله. هناك حرم كنسي على قانون الستين لن نتجاهله على الاطلاق".
اما عن الوضع الحكومي، فلاحظ بري ان "هذه الحكومة لا بد منها وعندما كان البعض يقول ان حكومة جديدة ستشكل للاشراف على الانتخابات كنت اقول ان هذه الحكومة باقية الى ما بعد الانتخابات واكرر ذلك اليوم".
وعن الوضع في سوريا، قال: "يبدو ان القصة طويلة، وانا اخشى مشاريع تقسيم في سوريا، ونتمنى ان تتوقف المواجهات الدامية في اقرب وقت".   

السابق
خامنئي بين نبوءة مترنيخ ومصير نابليون
التالي
السفير: سجن روميه “إمارة” لتنظيم “فتح الإسلام”!