الأخبار: الجيش في مرمى نيران الجيش الحر

أصبحت الحدود اللبنانية ـــ السورية المتفلتة في جرود عرسال أكثر توتراً مع محاولات "الجيش السوري الحر" السيطرة على مواقع للجيش السوري على تخوم لبنان. وارتفعت نسبة التوتر إلى حدود غير مسبوقة فجر السبت الماضي، مع الهجوم الذي نفته عناصر مسلحة من "الجيش السوري الحر" على موقع للجيش اللبناني في جرود عرسال.

وكشفت مصادر أمنية لـنا أن الجيش السوري الحر يحاول بخطط متنوعة السيطرة على مواقع تعتبر استراتيجية وتسمح له بفتح منافذ نحو مناطق لبنانية صديقة توفر له إمداداً لوجستياً، كونها تمثل امتداداً لمواقع عسكرية سورية في رنكوس وعسال الورد وريف الزبداني وجديدة يابوس. وأشارت المعلومات إلى أن مجموعات من "الجيش السوري الحر" وضعت خطة للسيطرة على موقع المرصد السوري المشرف على أعالي جرود عرسال. و"المرصد" موقع استراتيجي، وفي حال السيطرة عليه، يصبح العبور من وإلى لبنان من ناحية الشرق أكثر أمناً للمجموعات التي تتولى مهمات نقل الدعم العسكري والمدني إلى سوريا.
وكشفت المعلومات أن اشتباك فجر السبت امتد الى الأراضي اللبنانية، حيث حصل تبادل للرصاص بين الجيش اللبناني ومجموعة من "الحر" تسللت إلى الأراضي اللبنانية. وبحسب معلومات مصدرها مقربون من المعارضة السورية، فإن الجيش اللبناني أوقف 10 مسلحين. وبعد ذلك، هاجمت قوة من "الجيش السوري الحر" موقعاً للجيش اللبناني، وحاصرته وخطفت 3 جنود لبنانيين، ما أدى إلى تحرير المسلحين العشرة، بعد مفاوضات "ميدانية أدت إلى تبادل للأسرى" صباح السبت في جرود عرسال.

مصادر عسكرية لبنانية، نفت لـنا رواية "الجيش الحر"، وقالت إن موقعاً للجيش تعرض لهجوم مسلح من عناصر سورية إثر هجومها على موقع المرصد التابع للجيش النظامي. وأوضحت أن الهجوم انتهى بفرار المسلحين نحو الأراضي السورية و"لم يقع أحد من جنودنا في الأسر". ونفت علمها ما إذا كان بين المهاجمين على موقع الجيش عناصر لبنانية. وأشارت المصادر إلى أن الجيش اللبناني يعزز يومياً وجوده وانتشاره على طول الحدود مع سوريا في جرود عرسال، وصولاً الى مشاريع القاع، كما سينشئ الجيش مواقع جديدة للجيش في جرود عرسال الوسطى.

وكانت قيادة الجيش اللبناني قد أوضحت في بيان أنه "للمرة الثانية في أقل من أسبوع، تدخل قوة من الجيش السوري الحر الأراضي اللبنانية في جرود منطقة عرسال، حيث هاجمت أحد مراكز الجيش اللبناني مدعومة بعدد كبير من المسلحين، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر المركز. وعلى أثر ذلك، تم استقدام المزيد من قوى الجيش الى المنطقة المذكورة، وباشرت بملاحقة المسلحين الذين فروا بعد الاعتداء باتجاه الجبال وبعض القرى والبلدات الحدودية". وأكدت القيادة "أنها لن تسمح لأي طرف كان باستخدام الأراضي اللبنانية من أجل توريط لبنان في أحداث الدول المجاورة". وجددت عزمها على حماية الأراضي اللبنانية والتصدي بقوة لأي خرق لها من أي جهة أتى.

وكانت مجموعات من "الجيش السوري الحر" قد هاجمت الأسبوع الماضي موقع المرصد واستتبعت هجومها باستهداف دورية تابعة للجيش اللبناني. وقالت مصادر متابعة في عرسال لـ"الأخبار" إن مجموعات "الجيش الحر" تهاجم يومياً مواقع سورية قريبة من الحدود مع لبنان، ومن ثم تتسلل الى الأراضي اللبنانية، ومنها تعود أدراجها الى الداخل السوري. وأوضحت أن ما يجري في أعالي جرود عرسال هو صراع عسكري للسيطرة على المعابر، كاشفة أن الجيش السوري عزز أمس وجوده العسكري وأقام مواقع جديدة مشرفة على الأراضي اللبنانية من ناحية جنوب ـــ شرق عرسال.

وفي سياق غير بعيد، أكد وزير الدفاع، فايز غصن، أن "الجيش لا يحتاج إلى إذن من حزب الله أو غيره لبسط سيطرته على المناطق اللبنانية"، وقال: "لا شيء تغيّر إلّا التوقيت والظروف".
وأوضح أن "حزب الله مثله مثل غيره من الناس المؤيدين للجيش اللبناني"، لافتاً إلى أن "أكبر برهان أن وزراء حزب الله كانوا أكثر من أيد خطة الجيش".
وعن دخول الجيش إلى الضاحية، أشار غصن إلى أن "حزب الله أكد أنه أين يرى الجيش خللاً أمنياً فلا مشكلة بدخوله".

من جهة أخرى، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أنه: "لو بذل بعض العرب نصف ما بذلوه من أجل تخريب سوريا لأقلقوا إسرائيل لعشرات السنين وجعلوها في حالة صعبة". وسأل: "ما هذه الحماسة عندما يقف نظام عربي أو أنظمة عربية فاشلة متخلفة ليس فيها حريات ولا احترام لكرامة الإنسان ولا لحقوقه لتسقط دولة عربية أخرى، وفي النتيجة تكون المحصلة لخدمة أميركا وإسرائيل؟".
في مجال آخر، يجمع الصرح البطريركي في بكركي اليوم الاثنين رؤساء الطوائف الدينية لعقد قمة روحية إسلامية ـــ مسيحية، بعد عودة البطريرك الماروني بشارة الراعي من زيارته للهند.

وأعلن رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي ـــ المسيحي عباس الحلبي أن القمة ستتناول موضوع الإساءة للإسلام والشأن الاقتصادي، من دون التطرق إلى الأمور السياسية. وكان حزب الله قد نظّم المسيرة الخامسة والأخيرة في الهرمل استنكاراً للتعرض للنبي محمد والمسلمين. وسبقتها مسيرة حاشدة للحزب ولحركة أمل في بنت جبيل أول من أمس.  

السابق
الحياة: لماذا التأخر في تسليم السيارة المصابة في صيدا الى الأدلة الجنائية ؟
التالي
اللواء: محاولة إغتيال عون: روايات مُلتبسة عن الحادث والمكان والزمان