جمعية العلا .. تجربة تربوية حديثة

ما الذي يجمع بعض مدارس القطراني والأحمدية الموجودتين على تخوم البقاع الغربي وجزين، مع بعض مدارس العباسية وزبدين؟ الا كونهن جميعا يتبعن لإدارة تربوية واحدة هي ادارة جمعية (العلا) التي يرأسها السيد خضر الموسوي بصفة مدير عام منذ تأسيسها عام 2010، والذي ورغم توسع مهامه الا انه يرى ان ذلك لا يتناقض أبدا مع أعماله الاخرى.
تتميز مدرستا العباسية وزبدين بكونهما مصنّفتان تحت عنوان (ستارز كولدج ( في الجمعية. فـ(العباسية ستارز)، و(زبدين ستارز) ادخلتا التعليم الالكتروني الذي يعتمد على اللوح التفاعلي وعلى الحاسوب المحمول لكل تلميذ وعلى شبكة داخلية، والشبكة العنكبوتية للتواصل مع المدّرسين والأهالي.

وما يجمع المدارس الأربع أيضا أن ثمة قرار اتخذته الجمعية مؤخرا وهو توحيد الكتاب المدرسي في مدارسها الاربع، إضافة الى توحيد المنهج التعليمي.
وحول سؤال كيف يمكن ذلك في ظل وجود فروقات في الاقساط بين هذه المدارس، يقول الموسوي:"الحل كان بالنسبة لنا عبر الحسومات انطلاقا من مبدأ انه من حق الفقير ان يتعلم. اما مدارس ستارز كولدج فامكانيات الاهالي جيدة".
و"تتميز مدارس (ستارز كولدج) بأنها توفر مختبرات علمية حديثة، اضافة الى الكمبيوترات، ومكتبة مميزة، وكافة انواع التجهيزات الرياضية والترفيهية والصحيّة".
و"الفرق بين ستارز كولدج والمدراس المجانيّة في الأحمدية والقطراني هو اننا ادخلنا ألـ(أل- سي- دي) وأخضعنا الأساتذة لدورات على (الأكتيف بورد) اي اللوح التفاعلي الذي اعتمدته ماليزيا منذ العام 1996، في حين لا زال في لبنان غير منتشر.

وعلى صعيد الامور التربوية العامة نجد ان المشتركات موجودة ككيفية التقييم، واجراءات الامتحان، وتوزيع المواد والحصص والدورات". وتختلف (العباسية ستارز) عن (زبدين ستارز) في مسألة ان الاولى تعتمد الانكليزية فقط كلغة أساسية، اما الثانية، فالاقبال على الفرنسية في المنطقة حتّم علينا استخدام الفرنسية والانكليزية اضافة الى العربية طبعا.

هذا المنهج في استخدام اللغتين الأجنبيتين كلغة أساسية في التعليم كافة المواد يعود الى ان طلاب المدرستين معظمهم من المهاجرين الذين يعودون الى لبنان بعد فترة غياب طويلة، وقد لحظت إدارة الجمعية بشكل مهم هذه المسألة، فاعتمدت في (العباسية ستارز) المنهج الاجنبي في التدريس ولجأت بفضل (الأكتيف بورد) الى التواصل مع الطالب حتى خلال سفره الى الخارج او خلال قضاء عطلة بحيث يظل التواصل قائما عبر الانترنت، فيدرس المواد من خلال المنهج الحديث الذي لا يمنع الطالب عن متابعة تحصيله مهما كانت ظروفه الاجتماعية والحياتية.

والملاحظ، والكلام لا زال للموسوي، "انه في التعليم الرسمي لا زال (الاكتيف بورد) ضعيفا رغم أن الوزير السابق حسن منيمنة أطلق العمل به، ولكن الجهود لا تزال ضعيفة".
وقد "تكلفنا كجمعية على كل صف حوالي 20 ألف دولار لتجهيزه بمحمول تبلغ قيمته 500 دولار لكل طالب، وندرس مسألة منحه للطالب في المرحلة المقبلة فيصبح مسؤولا عنه في البيت".
وميزة (ستارز كولدج) انه لا فروض ولا حقيبة مدرسيّة ترافق الطالب الى المنزل، ولا دروس خصوصية حيث نعتمد على إراحة الاهل والطالب معا. فيعيش حالة من التشويق في التعلم.
وتشكل الشبكة الداخلية فيما بين الأساتذة والطلاب والادارة دورا مهما في تسهيل العمليّة التربويّة عبر برنامج (اكتيف ويسبر) حيث يكون الاستاذ قد دخل عالم المعلومات مدّعمّا بكل جديد وحديث، اذا ان الدرس يتم خلال أقصر فترة من السابق، ويكون الوقت المتبقي ملكا للطالب لحلّ فروضه مع استاذه.

كما اهتمت الجمعية بالتربيتين الرياضية والغذائية عبر نشاطات متعددة كألعاب القوى والحركات السويدية والمسابح. ومن خلال الكافيتريا بإشراف صحيين وأطباء.
هذه الميزات متوفرة ويمكن للاهالي التعرّف عليها كل أيام السنة من خلال )الأوبن دايز( الدائمة، وليس كما هو متعارف عليه في بعض المدارس حيث تحدد ايام معينة لزيارة الاهل.
وعن المعلمين يقول الموسوي:"انهم من حملة الإجازات مع اتقانهم اللغة الانكليزية والانترنت واستخدام (الاكتيف بورد)، حيث دربهم على استخدامه المهندس ربيع بعلبكي. ولكن من الناحية التربوية تتولى الجمعية ذلك من خلال مديرية الاشراف التي يترأسها الدكتور جهاد سعد، مع استمرارالدورات طيلة العام.

ويضيف الموسوي:"رغم كل التقنيّات وكلفة التعليم الا ان الاقساط تعتبر مقبولة ومدروسة نسبة لمدارس أخرى، فأقساط قسم الروضات تبلغ 3000 دولار سنويا، اما الحلقة الاولى والثانية 3500 دولار، والحلقة الثالثة والثانوي 4000 دولار. ويؤكد انه:"ثمة حسومات متنوعة وكثيرة تصل الى ما نسبته 25 الى 30 بالمئة".
علما أن مدرستا الأحمدية والقطراني تقدم حسم 50% رغم كونهما مجانيتان. وعن توجه مدارس (ستارز كولدج) الديني يقول الموسوي:" انه لا فرض أو إلزام بالحجاب، لكننا نحييّ كل النشاطات الدينية، ونقيم حفل تكليف لمن تتحجب، كما اننا نُحييّ المناسبات الوطنية والعامة".
ويشير الى ان :" محيط مدارس (ستارز كولدج) يمتد الى حوالي 35 قرية في الجنوب، فعدد التلامذة في (العباسية ستارز) يبلغ 281 تلميذ، اما (زبدين ستارز) فيبلغ 374 تلميذ. وفي القطراني 189 تلميذ، والاحمدية 340 تلميذ.

مع العلم ان 60% من تلامذة الأحمدية هم من بلدة الخيام. ويتنوع التلامذة ما بين سنّة ودروز ومسيحيين وشيعة.
وعن نشاط الجمعية المستقبلي، يذكر الموسوي ان:" الجمعية تسعى لإقامة فروع لها في كل من مدينة صيدا ومحافظة البقاع".
ويتمنى على المدارس كافة ادخال اللوح التفاعلي كون الاجيال تعشق التكنولوجيا. ويعلن ان الجمعية تسعى لانشاء جامعة خاصة في الجنوب لأن حوالي عشرة آلاف طالب جامعي يقصدون بيروت للدراسة الجامعية.

وعن الهوّة التي ستحصل بين خريجي مدارس (ستارز كولدج) والجامعات في لبنان التي لم تدخل التكنولوجيا اليها بعد والتي لا زالت تعتمد على الورق والكتاب؟ يقول الموسوي:" نأمل من الدولة تعويض ذلك والا فان طلابنا عرضة للهجرة الى الخارج لتكملة اختصاصاتهم".

هذه الجمعية التي تعتمد الدعم التربوي لنجاح الطالب، تعتمد ايضا على مجلس ادارة مؤلف من مدراء المدارس، والأمين العام، وهيئة ادارية مشرفة، واساتذة من كل التوجهات.
ويؤكد الموسوي ختاما انه:" لا شروط على أي كان للدخول الى ملاك التعليم في (ستارز كولدج) سوى الكفاءة والخبرة الشرطان الوحيدان والأساسيان.
 

السابق
بوارج من 25 دولة تتقاطر على مضيق هرمز.. لردع اسرائيل!!
التالي
خريس: لم أر واسمع عن الحرس الثوري في أي منطقة