الأخبار: جعجع يسوّق الدوائر الصغرى عند حزب الله وأمل

بعدما رمى تكتل التغيير والاصلاح كرة قانون الانتخاب في ملعب الفريق المسيحي، تواصل السجال بين مكونات هذا الفريق المنقسم بين المشروع الأرثوذكسي وبين الدوائر الصغرى، فيما كشف سمير جعجع عن اتصالات مع "حزب الله" وحركة "أمل" لتسويق المشروع الثاني
بينما بقي الوضع الأمني والاجراءات التي ينفذها الجيش في غير منطقة، ولا سيما في ما يتعلق بموضوع تحرير المخطوفين، احتدم النقاش في الوسط السياسي المسيحي حول قانون الانتخاب، وذلك عشية زيارة البابا إلى لبنان المقررة يوم الجمعة المقبل.

وفي السرايا، تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الوضع الأمني بمختلف وجوهه. وبحث ميقاتي وقهوجي في خطة تسليح الجيش وفي حادثة الكويخات. وأكد ميقاتي الثقة التي تضعها السلطة السياسية بالمؤسسة الوطنية، قيادة وضباطا وأفرادا. وأشار إلى ان الجيش "أثبت انه على مسافة واحدة من الجميع ويعمل لخدمة لبنان وشعبه من دون تمييز". واعتبر ان "الخطأ كل الخطأ أن يقحم البعض الجيش في الخلافات السياسية او في المزايدات التي تزدهر في المواسم الانتخابية، او من خلال الايحاء أن الجيش يمارس مسؤولياته في منطقة ويحجم عن ذلك في منطقة أخرى".
وأشار إلى أن أي خطأ يحصل، يعالج ضمن المؤسسة العسكرية ومن القضاء المختص، بعيدا عن المزايدات.

من جهة أخرى، جدد ميقاتي أمام ريفي تهنئة قوى الأمن الداخلي "على العمل الذي تقوم به، ولا سيما في كشف العديد من محاولات العبث بأمن الوطن، وآخرها كشف ما كان يخطط له لتفجير الأوضاع الأمنية في أكثر من منطقة".
وأكد ميقاتي أمام وفد من "لجنة إنماء عكار"، "أن الامن يتعزز في ظل الانماء المتوازن الذي تحرص الحكومة على تطبيقه في كل المناطق، وفي مقدمها منطقة عكار".
وفي الشأن الأمني، أكدت قيادة الجيش توقيف طبيب مصري وفتاتين من الجنسية السورية في مطار رفيق الحريري الدولي وبحوزتهم صحون لاقطة للاتصالات بواسطة الأقمار الاصطناعية، ممنوع إدخالها او استخدامها على الأراضي اللبنانية بناء على قرار وزارة الاتصالات. وأوضحت "ان الأشخاص المشار اليهم قد جرى توقيفهم بناء على إشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، ثم سلموا الى النيابة العامة العسكرية، وقد تركز التحقيق معهم على وجهة استعمال الصحون التي ضبطت بحوزتهم، خصوصا أنهم موظفون يعملون في هيئة الإغاثة للاجئين السوريين".
بدورها ذكرت قناة "المنار" أن الطبيب الموقوف اعترف بأنها ليست العملية الأولى التي يقوم بها وأنه كان يشتري من لندن أجهزة اتصال متطورة ويهربها من لبنان لسوريا.

السجال الانتخابي
على الصعيد الانتخابي، كشف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن اتصالات يجريها مع الكتل النيابية كافة بما فيها "حزب الله" وحركة "أمل" لتوفير مقومات النجاح لمشروع الدوائر الصغرى الانتخابي. واعلن عن مهلة عشرة أيام منحت للجنة بكركي قبل الالتئام مجددا ليتسنى للقيادات السياسية التواصل حول هذا الاقتراح.
وإذ اتهم "التيار الوطني الحر" بمحاولة التملص من الاقتراح، أكد أن البطريرك بشارة الراعي تمكن من اعادة الامور الى نصابها في اجتماع اللجنة معه أول من أمس "باعتبار ان هذا المشروع يوفر التمثيل الاوسع والاصح للبنانيين كافة".
من جهته، أوضح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بعد اجتماع التكتل أن "اللقاءات في بكركي وبعد جلستين او ثلاث وتوصلنا الى مقررات وتبين بالتقرير الذي معي وسأقرأه لوضع حد للكذب: توصلت اللجنة الى تقييم مشترك لقوانين مشاريع الانتخاب، ما يعني ان المسيحيين انجزوا نقاشهم وجاهزون للذهاب الى نقاش مع مكونات المجتمع الاخرى"، لافتاً الى ان "الاشكالية لم تعد في الاتفاق بين المسيحيين حول الصيغة بل هي حول اية صيغة يمكن للمسيحيين الوصول اليها من خلال نقاشها". وأكد أن مشروع اللقاء الأرثوذكسي يؤمن مناصفة حقيقية في المجلس النيابي.

من جهة أخرى، سأل عون تيار "المستقبل" :"هل يمكنهم أن يحلوا عن الجيش؟ ماذا يريدون؟ ان يأتي جيش سوريا الحر؟ ام يريدون القاعدة؟". وفي موضوع النفط، أمل ان "تسرع الدولة اكثر بقليل من "البزاقة" وتعلن عن تلزيم استخراج النفط".
ورداً على سؤال قال عون: "إسرائيل تريد ضرب إيران وسوريا وحزب الله، وهي تعلن عن ذلك باستمرار، فإن كان حزب الله ذكيا، يبدأ معهم، فإما ان يسقطوا معا وإما أن يربحوا معا، مشيراً إلى أنه "عندما تقوم إسرائيل بمناوراتها، تعلن بوضوح أن هذه المناورات هي ضد إيران وسوريا وحزب الله".
وفي الموضوع الانتخابي أيضاً، رأى عضو التكتل ألان عون أنّ من الصعوبة أن نستكمل المشاورات مع الفريق الآخر في هذا الجو التضليلي. وقال: "لدينا مشكلة مع تزوير الحقائق والوقائع من قبل حزبي الكتائب والقوات اللبنانية في جو بات من الصعب الاستمرار في التواصل، وبات لدينا شعور بأن هناك محاولة لمضيعة الوقت من أجل فرض قانون الستين".

واستغرب النائب سامي الجميّل كلام عون عن ممارسة التضليل من قبل الكتائب في مسألة بحث القانون الانتخابي، وقال: "منذ اليوم الأول لم نكن مقتنعين بالنسبية، لكن قلنا إنه إن كان هناك اجماع نقبل بها، ولكن اليوم أرى أن الدوائر الصغرى تضمن التمثيل الصحيح".
وأكد أنه بين النسبية وقانون الستين نختار النسبية، لافتاً إلى ان القانون الأرثوذكسي أفضل قانون بالنسبة للكتائب.
وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي التحضيرات للانتخابات المقبلة. وأشار بلامبلي إلى أنه أبلغ بري "أن الامم المتحدة تقوم بتشكيل وحدة تقنية للدعم التقني والفني، والنصيحة في هذا المجال لوزارة الداخلية، كما في الانتخابات السابقة في لبنان". وقال: "ونتطلع الى العمل مع الجميع في لبنان لضمان انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في السنة المقبلة".

"المستقبل" لن يستكين
على صعيد آخر، استغربت كتلة "المستقبل" "الخطوة المرفوضة" والتي تمثلت في "التوقيت الملتبس لاطلاق الضباط الذين كانوا موقوفين في جريمة اغتيال الشيخين احمد عبد الواحد ومحمد حسن مرعب". وأكدت انها "وعائلتي الشيخين واهالي الشمال وعكار وقوى الرابع عشر من آذار لن تسكت او تستكين او تسمح بأن يتم تجاوز الحقوق الطبيعية للشهداء في محاكمة المجرمين ومحاسبتهم، وستكون الايام المقبلة بعد انتهاء زيارة قداسة البابا الى لبنان على موعد مع عدة خطوات لمتابعة هذا الموضوع واعادته الى الطريق الصحيح"، وجددت مطالبتها بتحويل هذه القضية إلى المجلس العدلي.  

السابق
ماهر المقداد ؟؟
التالي
كوندي في لبنان !!