الأنوار: مخاوف رسمية من امتداد الاشتباكات الى خارج طرابلس

أثار فشل مساعي تهدئة الأوضاع في طرابلس وتثبيت وقف اطلاق النار – بحسب مصادر حكومية – مخاوف من احتمال توسّع رقعة الاشتباكات وتمددها الى مناطق أخرى. وقالت المصادر ان عوامل التفجير يبدو انها قادرة على مواجهة وتحدّي أي اتصالات سياسية أو اجراءات أمنية.
وقد أدت أعمال القنص والتراشق أمس، الى سقوط أربعة قتلى و15 جريحا من المدنيين، اضافة الى عدد من عناصر الجيش أصيبوا برصاص القنص. كما تمّ احراق عدد من المنازل والمحلات في جبل محسن والتل وشارع الراهبات.
والقتلى الأربعة هم: الشيخ خالد برادعي، عصام معرباني، وليد مصمص وشحاده قداح.
أعلن مدير المستشفى الحكومي في طرابلس ناصر عدرا أن 15 جريحا أدخلوا المستشفى، من بينهم 11 عسكريا في الجيش اللبناني، 3 منهم اصابتهم متوسطة، و8 غادروا. كما أدخل 3 جرحى مدنيين ما زالوا يخضعون الى العلاج، وقتيل واحد يدعى عصام معرباني.
ولم يسلم الجسم الإعلامي من رصاص القنص الذي طاول دوار أبو علي، حيث يتواجد الصحافيون الذين سقط منهم جريحان هما: مهندس البث المباشر في قناة سكاي نيوز حسين نحلة ، والصحافية الكندية ماريا مور، وتم نقلهما بواسطة ملالة عسكرية إلى المستشفى الخيري الإسلامي.
وفي خضم هذه التطورات الميدانية وسّع الجيش اللبناني إنتشاره في مناطق الإشتباكات وردت وحداته على مصادر النيران وسيرت دوريات مؤللة في شارع سوريا والقبة وطلعة الشمال وحارة البقار، وأقامت حواجز ثابتة عند مفترق الشوارع الرئيسية في المدينة وعند مستديرة عبد الحميد كرامي على مدخل المدينة من الجهة الجنوبية وداهمت عددا من المنازل.
وقال وزير الداخلية مروان شربل أمس ان خطة أمنية محكمة ستنفّذ خلال 48 ساعة في طرابلس بحيث يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار في كل النقاط التي تمكنه من القيام بالاستطلاع اللازم بين منطقتي جبل محسن والتبانة لتحديد مصادر النيران للرد عليها واسكاتها.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية: ان مصادر امنية حذّرت من تطورات الوضع، خصوصا في ضوء المعلومات التي تحدثت عن انتشار مسلح لعناصر من خارج المنطقة وقالت ان الجيش يقوم بالمهام الموكلة اليه، ولا يمكن الا ان يستخدم القوة مع مجموعات المسلحين، ذلك ان التجارب السابقة لجمع السلاح وسحب المسلحين من الشوارع لم يكتب لها النجاح، والاتفاقات التي تمت متتالية على وقف اطلاق النار، لم تكن لتسقط لو ان القرار السياسي موحد في المدينة.
واشارت الى ان الاتصالات التي اجراها وزير الداخلية في اعقاب الاجتماع في دارة الرئيس ميقاتي أمس الأول، لم تحرز تقدما ملموسا، اذ ان اجواء انعدام الثقة ما زالت تتحكم بالوضع، وتعتبر من الاسباب الاساسية التي ادت الى استمرار اطلاق النار.
واعتبرت المصادر الأمنية ان مقتل الشيخ خالد البرادعي برصاص القنص فجر أمس شكل عنصرا اساسيا في ارتفاع حدة التوتر وتسبب بعمليات حرق بعض المحال في باب التبانة.
على صعيد أمني آخر، أقدم مجهولون أمس على احراق 11 خيمة يقطنها نازحون سوريون في بلدة تل حميري والقريبة من العبودية في عكار.
كما أقدم خمسة مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفع من نوع غراند شيروكي، على خطف السوري عطا حسن علوش 32 عاما والدته أمونة، عند السادسة والربع من مساء امس، من داخل خيمته الزراعية عند مفرق بلدة إيعات في بعلبك، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وفي الاطار الأمني اطلق مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم جملة مواقف امام وفد مجلس نقابة المحررين أمس ، أعلن خلالها الى ان ما يجري على الساحة الداخلية لن يؤدي الى حرب اهلية طالما ان الظروف المؤدية اليها غير متوافرة، واللبنانيون لن ينجروا اليها. واكد ان التعامل مع قضية المخطوفين يتم من دولة الى دولة، مبديا ثقته بأن طريق المطار لن تقطع بعد اليوم ولا اي طريق اخرى، ونافيا وجود قواعد تدريب للجيش السوري الحر في لبنان.
قضية رفع الحصانة
على خط آخر، وفي ردات الفعل على طلب رفع الحصانة عن النائب معين المرعبي، دعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الرئيس نبيه بري الى رد الطلب لمخالفته الدستور، متخوفا من ان يستغل البعض نتيجة التصويت عليه لإثارة الفتنة، خصوصا ان اكثر من نصف نواب المجلس على الاقل يرفضون الطلب كونه سابقة خطيرة لجهة ملاحقة نائب بسبب آرائه السياسية. ولاحظ ان الوزير شكيب قرطباوي تصرف باستنسابية فاضحة، مطالبا بحماية الشعب من خلال اعطاء الحصانة للجيش وتحصينه بقرار سياسي حازم.
من جهته قال وزير العدل انه لم يخالف المادة 39 من الدستور وهو قام بالدور المنوط به، معتبرا ان من يتهمونه بمخالفة القانون هم الذين يخالفونه لأنهم يريدونه ان يحل محل المحكمة.
وفيما اعلن قرطباوي عن محاضر مفتوحة للحوادث التي حصلت في صيدا وطريق المطار وطرابلس مؤكدا ان القضاء يقوم بواجبه، سطر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر استنابات قضائية الى كل من الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي لمعرفة الاشخاص المسلحين في حوادث طرابلس الاخيرة وكشف هويتهم وملاحقتهم وتوقيفهم لا سيما من ظهر منهم على شاشات التلفزة.  

السابق
المستقبل: مكاري يدعو برّي الى ردّ طلب رفع الحصانة عن المرعبي
التالي
اللواء: ظهور سلفي مسلّح في شوارع الفيحاء… والسنيورة ضد الاحتكام للسلاح