في ظل غياب الدولة… آل المقداد تتسلم وتطبق مهامها


ما قامت به بالامس عشيرة المقداد يضع السلطات الرسميّة اللبنانيّة كما الاجهزة الأمنيّة امام اختبار حقيقي لمدى قدرتها على احتمال هذا الحجم من الفلتان على قاعدة "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم". هذه القضية من شأنها ان تشكّل مساً بهيبة الدولة التي لم تستطع حتى الآن ترميم التصدع الذي أحدثه الشيخ أحمد الاسير طوال شهر وإغلاق مدينة صيدا لاسباب في نفس يعقوب. هذا المشهد سيكون بمثابة خلط للأوراق في المشهد اللبناني الذي بات مهددا بالانزلاق اكثر فأكثر في أتون العاصفة السورية.

وتحت شعار "كما تعاملونا نعامِل"، اعتمد الجناح العسكري في العائلة مبدأ "الخطف بالخطف" للردّ على توقيف ما يسمى "الجيش السوري الحر" احد افرادها حسان في دمشق فقامت بالقبض على ما لا يقلّ عن  30 عنصراً قالت انهم من الجيش الحر في أكثر من منطقة لبنانية في بيروت والشمال والبقاع لمبادلتهم بابنها الذي كان ظهر في شريط فيديو وهو في قبضة خاطفيه معلناً انه "قنّاص" ينتمي الى "حزب الله" وأنه أرسل الى سورية مع 1500 عنصر آخرين للمشاركة في القتال بجانب نظام الرئيس بشار الاسد. وفي الحقيقة هو موظف في "الوكالة الاميركية"usaid.

 "الوعد العشائري" بالردّ المؤلم ما لم يتمّ الافراج عن حسان خلال 24 ساعة، لم يكتمل بخطف السوريين انما ايضا تركي الذي ظهر على التلفزيون مؤكدا حسن معاملته، واكملت اعشيرة المقداد تهديدها واعدين بتوسيع "رقعة الخطف" لتشمل رعايا سعوديين وقطريين وأتراك في لبنان "وحتى ديبلوماسيين".. وإزاء هذا التهديد المباشر سارعت كل من قطر والامارات والسعودية الى مطالبة رعاياها بترك الاراضي اللبنانية بأسرع وقت ممكن. وقال السفير السعودي  علي عواض عسيري  "إن هذه الإجراءات تأتي حرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة على سلامة وأمن المواطنين السعوديين خاصة في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها المنطقة حالياً".

 لفت آل المقداد في هذه القنبلة المدوية التي أطلقتها عن حجم الفلتان الامني في لبنان من جهة، وعن مدى ارتباط جهات لبنانية بالازمة السورية من جهة ثانية. والملفت أكثر هوبروز علامات استفهام كبيرة في الشأن السوري والضياع الكبير الذي يعيشه الجيش السوري الحر، حيث برز أكثر من تعليق وكل منه مختلف عن الآخر، فمرة لا علاقة لهم بقضية الخطف ولا المخطوفين ال11، ومرة خطف حسان المقداد والاخرين لانهم ينتمون الى "حزب الله"، على قاعدة أن أي أجنبي غير سوري ينتمي الى الطائفة الشيعية هو حكما عنصر من عناصر "حزب الله"، وحتى الاعلامية  في قناة "العربية" هنا ابراهيم أعتقلت بعد معرفتهم انها من الجنوب اللبناني!!

، وسط علامات استفهام حول ما تخبأه الايام المقبلة، وما ينتظر لبنان شعبا وحكومة، في ظل حالة من توازن الرعب التي خلقتها عشيرة المقداد وبالتآلف مع باقي العشائر اللبنانية وعلى رأسها آل جعفر، نأمل ان يكون المخطوفين الـ11 أحياء وأن تحل هذه الازمة بأقل خسائر ممكنة وقبل ان "يفلت الملق".

السابق
لماذا تواصل وسائل الاعلام الاسرائيلية التنبؤ بحرب وشيكة على ايران؟
التالي
البطالة بغزة 28 % وفي الضفة 17 %