الأخبار: سليمان ممنوع من دخول مكة

لن يحضر رئيس الجمهورية مؤتمر "التضامن الإسلامي" في مكة لأنه ممنوع عليه دخولها لكونه مسيحياً، فيما ينتظر أن يواجه لبنان ضغوطاً خليجية على خلفية موقفه من الأزمة السورية
ينتظر أن تستكمل في بحر الأسبوع الطالع الانفراجات التي سجلت على أكثر من صعيد سياسي ونقابي، باتصالات ولقاءات بين الأكثرية الحكومية، لترجمة ما اتفق عليه و"فتح صفحة جديدة" يرغب الجميع فيها. لكن لملمة الوضع الداخلي لن تغلق أبواب التداعيات السورية التي ستتزايد في المرحلة المقبلة.

في غضون ذلك، علمنا أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لن يشارك في مؤتمر التضامن الاسلامي الاستثنائي الذي دعت إليه السلطات السعودية في منتصف آب الجاري، بسبب منع دخول غير المسلمين إلى مدينة مكة حيث سيُعقد المؤتمر. ولهذا السبب، سيمثل لبنان في المؤتمر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بحسب ما أكدت مصادر وزارية لـ"الأخبار".

من جهة أخرى، رفض لبنان تلبية دعوة إيران إلى حضور مؤتمر تشارك فيه حوالى 30 دولة، تحت عنوان "دعم مبادرة كوفي أنان في سوريا"، في التاسع من الشهر الجاري. ووجِّهَت الدعوات إلى هذا المؤتمر قبل استقالة أنان من منصبه كمندوب أممي ــ عربي إلى سوريا. وقد تقرر عدم المشاركة بعد مشاورات أجراها الرؤساء الثلاثة في ما بينهم، علماً بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان مؤيداً للمشاركة، بحسب مصادر وزارية. وأضافت المصادر أن سليمان وميقاتي قالا إنهما ينظران إلى هذا المؤتمر كنقيض سياسي لمؤتمر "أصدقاء الشعب السوري"، وبالتالي فإن سياسة النأي بالنفس تقضي بمقاطعته أسوة بمقاطعة نقيضه.

وفي السياق ذاته، يُنتظر أن يواجه لبنان ضغوطاً من دول خليجية تدعوه إلى التخلي عن رئاسة دورة وزراء الخارجية العرب التي تبدأ في الخامس من أيلول المقبل، وتمتد لستة أشهر. وفي حال تخلى لبنان عن رئاسة الدورة، فستتولاها ليبيا. ولفتت مصادر دبلوماسية عربية إلى أن الدول الخليجية تنظر إلى رئاسة لبنان لهذه الدورة كعامل معطل لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي تستخدمه الدول الخليجية لمواجهة النظام السوري. لكن مصادر وزارية لبنانية قالت لنا إن أي دولة عربية لم تتصل بلبنان في هذا الشأن، مؤكدة ان الرؤساء الثلاثة سيناقشون هذه القضية خلال الأسابيع المقبلة.
الحريري في قطر وجليلي في بيروت

وبرزت أمس زيارة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري للدوحة، حيث التقى رئيس الحكومة القطرية حمد بن جاسم الذي أقام إفطاراً على شرفه والوفد المرافق. وبعد الإفطار عقدت خلوة بين الحريري وبن جاسم.
وتأتي هذه الزيارة عشية وصول رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي إلى بيروت حيث يلتقي سليمان وبري وميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية.
وعند الغروب، يشارك جليلي في إفطار تقيمه السفارة الايرانية لمناسبة "يوم القدس العالمي" في حضور أكثر من 300 شخصية لبنانية وإيرانية وفلسطينية. ومن المرجح أن يلتقي جليلي أيضاً الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.

قانون الانتخاب
داخلياً، يعاود مجلس الوزراء مناقشة قانون الانتخاب في جلسته الاولى في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين. وأكد مصدر وزاري لـ"الأخبار" أن "الجلسة لن تناقش موضوعاً آخر، إلا في حال طرح أحد الوزراء قضية تتعلق بوزارته". وأوضح أن "جلسة ثانية لمجلس الوزراء ستعقد يوم الأربعاء المقبل في السرايا الحكومية وستكون عادية، وعلى جدول أعمالها بنود إدارية لا علاقة لها بالتعيينات". ولفت المصدر إلى أن "التعيينات القضائية والدبلوماسية ليست مدرجة على جدول الأعمال، إلا في حال أضيفت، لكننا حتّى اللحظة لم نبلّغ بها".
وعلى الصعيد الحكومي، خففت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وقع موقفه الأخير بشأن رحيل الحكومة. وأوضحت المصادر التي رفضت "وضع الحديث في خانة التصعيد، أو التهديد بالاستقالة"، أن " الحديث المقصود يعني أنه في حال الاتفاق على أن استقالة الحكومة ستمثّل مخرجاً للأزمات القائمة، فلن يكون هناك مشكلة في تأليف حكومة بديلة تضم فريق عمل منسجماً بدلاً من التعقيدات السياسية التي تعوق تحرّك الحكومة". وجددت المصادر "تمسّك الرئيس بالحكومة حفاظاً على الاستقرار".

وفي السياق، وصفت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي المعلومات التي ترددت عن أن جبهة النضال الوطني أبلغت ميقاتي "مواقف حازمة" مما أعلن حيال ترحيل 14 مواطناً سورياً من جانب الأمن العام اللبناني، بأنها "غير دقيقة ولا تحتاج إلى هذا الكم من التحليلات". وأشارت إلى أنه سبق أن اتفق رئيس الحزب وليد جنبلاط مع الرئيس ميقاتي على معالجة أي تباينات في وجهات النظر مباشرة وليس عبر وسائل الاعلام.
وقبل هذا التوضيح، رفض وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور القبول "أن نكون جزءاً من حكومة تتصرف كأنها حرس حدود للنظام السوري أو لغيره من الأنظمة"، معتبراً "أن مبدأ النأي بالنفس يجب أن يطبّق حرفياً من جميع اللبنانيين".

من جهته، شدد وزير الصحة علي حسن خليل على أهمية الحفاظ على مؤسسة الجيش اللبناني، ولفت الى أن "ما سمعناه بالأمس، ولاعتبارات سياسية واضحة حول دور جهاز الأمن العام اللبناني وقبله حول دور الجيش اللبناني، لا يخدم أحداً على الاطلاق، ولا وظيفة سياسية له إلا المس بدور المؤسسات ودور عملها وفعلها".
في غضون ذلك، اتهم النائب معين المرعبي قيادة الجيش بالتعاطي مع أهل عكار على أنهم إرهابيون، داعياً إلى "عدم السكوت عن هذا الأمر بأي شكل من الأشكال حتى انتهاء حالة العدائية والظلم التي يعانيها أهل عكار".  

السابق
الشرق الأوسط: انشقاق رئيس معلومات الأمن السياسي في دمشق
التالي
الأنوار: الوزير شربل يعد المعتصمين في اليمونة بطلب التعويض عليهم