أنان ضحية الصراع الدولي على سوريا .. ماذا تعني استقالته ؟

في خطوة لافتة، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن كوفي أنان استقال من منصبه كمبعوث عربي ودولي إلى سورية، مشيراً إلى أنه طلب من الأمم المتحدة والجامعة العربية عدم تمديد تفويض مهمته في سورية.
ماذا تعني خطوة أنان ولماذا استقال؟
في القراءة السياسية لخطوة أنان، يمكن القول إن ما أقدم عليه المبعوث الدولي هو إعلان فشل وهروب من تقديم تقريره المنتظر إلى مجلس الأمن في الثامن عشر من الشهر الحالي، لأنه لا يمكنه تحمل مسؤولية ما قد يقدمه في هذا التقرير إلى المجتمع الدولي، الذي أتى به إلى هذه الهمة في سورية، وبالتالي فإن أنان يكون قد استقال لأنه لا يريد أن يكون شاهد زور على ما يراه ويلمسه من ارتكابات الغرب وتـآمره مع بعض الدول العربية في سورية.

كذلك، فإن أنان يكون قد استبق المداولات التي قد تعقب تقريره في مجلس الأمن والتي على أساسها يتم التصويت على التمديد له أو عدمه.
من هنا، فإن المبعوث الدولي بات يعلم علم اليقين مَن الجهة أو الجهات التي تلتزم بخطته ومَن الذي يعمل بعكسها، فأنان ووفق المعلومات المتوافرة اتخذ قراره بعد عملية تطويق واضحة لمهمته من كل من أميركا وفرنسا، فبعد موقف وزير الخارجية الفرنسي الأخير والذي أكد فيه أن السعودية وقطر ودولاً أخرى تقدّم المال والسلاح وتسهّل تهريب المسلحين إلى سورية، أتى موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الداعم للإرهابيين بتوفير المساعدات ومقومات الصمود لهم على مختلف الأصعدة، إضافة إلى العديد من الوسائل الإعلامية الأميركية والغربية التي تؤكد توفير السلاح والمسلحين إلى الإرهابيين وخصوصاً من قاعدة أضنة التركية.
وكل هذا وإلى غيره من الأمور ليس إلا ضرباً في خطة أنان التي وحدها القيادة السورية تلتزم بها.

وفي عودة إلى لقاء جَمَع أنان مع الرئيس السوري بشار الأسد في التاسع من الشهر الماضي، قدّم الأول تقويماً واضحاً لمجريات ما يحصل والعقبات التي تحوُل دون تنفيذ مهمته وتخريبها، ووافقه على ذلك الرئيس الأسد، ومن ثم قدّم أنان مقترحات تنفيذية لتفعيل وتنفيذ خطته، وكذلك لخطة جنيف المعروفة بعد أن استعرض ما حدث على أثرها في كل من باريس والقاهرة، وأيضاً وافقه في ذلك الرئيس الأسد وباشرت سورية في التنفيذ من جانبها إلا أن الغرب جهد وعمل على التعطيل، كل هذه الأمور في مدونات أنان، فماذا كان سيقول في تقريره إلى مجلس الأمن؟
من هنا وأمام عجزه عن قول ما يجب قوله في التقرير، قدم أنان استقالته ومشى!

في حين قال مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، إن هناك قرارات ستتخذ بشأن مهمة جديدة في سوريا، لافتا إلى أن "الأمم المتحدة لن تتخلى عن الشعب السوري".
 واعتبر تشوركين، خلال مؤتمر صحفي، أن بعض الدول لم تدعم مبادرة المبعوث الأممي السابق لسوريا كوفي أنان، معبرا عن "صدمته بسبب استدعاء مساعد أنان إلى باريس منذ أيام وباستقالة أنان".

ومع اعلان انان استقالته برز اسم محتمل لخلافته هو الرئيس الفنلندي السابق والحائز جائزة نوبل للسلام والوسيط المتمرس في الأمم المتحدة مارتي أهتيساري،.
 

السابق
النتائج بواسطة رسائل نصية SMS
التالي
الخلاف مع نصرالله يبرر الحوار