كنعان: نسألهم عن بدائلهم ونماذجهم في السيادة والإصلاح

سأل امين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان عن البديل الذي يقدمه المعترضون والمعرقلون لمشروع "التيار الوطني الحر" في الأمن والقضاء وبناء الدولة.
كلام كنعان جاء خلال تمثيله العماد ميشال عون في عشاء هيئة الدكوانة في التيار، في حضور النائبين غسان مخيبر ونبيل نقولا، الدكتور شارل جزرا، المحامي انطوان نصر الله، رئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة واعضاء المجلس البلدي والمخاتير، منسق هيئة الدكوانة المختار امين الخوري واعضاء الهيئة، اعضاء هيئة المتن في التيار وفعاليات المنطقة.

ولفت كنعان الى انه "نسمع في هذه الأيام اسئلة عن موقف التكتل بالنسبة لما يحصل في المنطقة وسوريا وما سمي بالربيع. وانا اسأل من يستغرب موقف التيار، ما هو البديل الذي امنه هذا الربيع؟ هل هو القتل على الدين والمذهب والتطرف والأصولية وحكم الإخوان وسواهم وما يعني ذلك من ضرب للديموقراطية وعدم اعتراف بالآخر، وقد مررنا في لبنان بتجربة الحرب التي كانت اسوأ نتائجها تفتيت الدولة وشرذمة الجيش والمجتمع اللبناني؟".

وسأل: "ما هو البديل على حدود لبنان الآمنة؟ هل هي مخيمات اللاجئين السوريين اليوم او الجيش الحر الذي باتت له مخيمات معسكرات في شمال لبنان؟ وما هو البديل الذي اعطي في تونس حيث ذبح احد الاشخاص بمجرد انه مرتد؟ ما هو البديل الذي يتحدثون عنه في مصر؟ وهل هو شتم وعدم احترام البابا الراحل شنودة؟ وما هو البديل في سوريا؟ نحن نفهم ان الأنظمة يجب ان تتطور نحو الأفضل، ولا احد منا ليس مع اصلاحات في سوريا وان تكون هناك ديموقراطية حقيقية، ولكن ما نراه اليوم هل هو مشروع لديموقراطية ام لحرب طاحنة تفتت دولة على حدود لبنان، وتنعكس نتائجها على الوضع الداخلي اللبناني؟".

اضاف: "عن اي ربيع يتكلمون وفي اي دولة في الشرق الأوسط نراه؟ وهل هو النموذج الذي نبشر فيه لبنان؟ وهل هو ما نريده للبنان مهد الحضارة والحريات على انواعها؟ هل هذا هو حقيقة ما نريد ان نمهد له الطريق ونبشر فيه؟ لذلك فإن موقف التكتل هو موقف واع ومسؤول وجريء وليس موقف ربح وخسارة يتعلق بأصوات انتخابية او تعبئة. فأنتم اهل المقاومة الحقيقية الذين قاوموا الإحتلالات في جبل لبنان وفي كل لبنان، تعرفون جيدا ماذا يعني ان نذهب في اتجاه هكذا انظمة ومشاريع توصلنا الى مهالك كبيرة لا علاقة لنا بها".

وتابع: "هذا الموقف هو الطبيعي لمن ناضل في سبيل تحرير لبنان. فالسيادة والإستقلال ليست عملية اغنية وشعر بل نضال وفكر، وتحتاج الى حماية من خلال استراتيجية واعية تضع الدولة والجيش فوق كل الإعتبارات، وتقوم على القيم الأخلاقية والسياسية والوطنية التي تربينا عليها والتي امنت الحماية لمجتمعنا. ونسأل هل البديل عن موقف التيار حماية الجيش،اسهدافه وضباطه وافراده بحادثة وبلا حادثة، بمسؤولية وبلا مسؤولية تمهيدا لتعطيله وضربه؟ هل هذا هو النموذج المطلوب للسيادة؟".

وقال كنعان: "موقفنا يجب الا يستغربه احد. ما يجب ان يستغرب هي هذه المواقف التي تصدر من هنا وهناك، وهي عن قصد او غير قصد، تأخذ لبنان الى المكان الذي ليس لنا مصلحة فيه. وهي بذلك تأخذ كل الطوائف، لا المسيحيين فقط. والمسيحيون في لبنان ليسوا اقلية، ولم يكونوا يوما كذلك، لا الأمس ولا اليوم ولا غدا. فالمسيحيون في لبنان هم الجسر العتيق الذي يوصل بين كل عائلات المجتمع اللبناني، هم الجسر الذي بنيت عليه الدولة، وقامت كل المقاومات الشريفة. هم الجسر الذي كان اساس الديموقراطية والحرية وقبول الآخر والإنفتاح، وهذه هي رسالتنا في لبنان والشرق الأوسط".

واردف: "نحن رسل الجمهورية الثالثة في لبنان. وهي جمهورية الإصلاح والتعددية والديموقراطية، والتي تعطي نموذجا آخر للبنانيين، غير الذي شهدنا عليه طوال سنوات. ومن يستغرب معركتنا في الكهرباء والمال والأمن والقضاء وفي كل المجالات نسأله ما هو البديل؟ وكما سألناه عن الربيع المزعوم نسأله عن بديله للنموذج الذي نقدمه. نحن لا نريد سرقة في المال، ولا نريد فسادا وموازنات ملغومة وحسابات مطوية وموضوعة في الأدراج منذ عشرين عاما من دون محاسبة، لا نريد ستين مليار دولار دين يتحولون الى مئة ومئة وعشرين مليار دولار دين بعد سنوات. ومن يريد ان يقدم لنا نموذجا آخر، فليقل لنا ما هو هذا النموذج وما هو البديل؟ فليقل لنا كيف سيحارب الفساد وكيف سيصحح التمثيل في المجلس النيابي؟ فالمسيحيون غبنوا طوال عشرين عاما ومثلوا بأصوات غيرهم. فما هو البديل الذي تقدمونه لهذا القانون المسخ؟ سألناكم عن المال فلم نجد لديكم جوابا سوى ان الوقت غير مناسب. فما هو البديل في قانون الإنتخاب؟".

وسأل كنعان: "كيف تريدون الكهرباء في لبنان في الوقت الذي تجتاحون فيه مؤسسة كهرباء لبنان وترتبون عليها الديون التي وصلت الى 16 مليار دولار على مدى عشرين عاما، وتريدون توظيف الآلاف من دون مباراة ومؤهلات، وتتهموننا بأننا ضد الجوعان والفقير. قولوا لنا كيف يكون ذلك، الا من خلال التكاذب والإتهامات الباطلة وهي امور ستحاسبون عليها من خلال جمهوركم".

وأكد ان "مشروع التيار ليس للعام 2013 فقط، بل هو مشروع للبنان في كل دقيقة وكل وقت وكل سنة وكل استحقاق، وهو مشروع بناء الدولة"، قائلا: "إن كل ما هو، ومن هو فوق سقف الدولة، مهما كانت علاقتنا به، اكان حليفا او خصماً، اكنا على تفاهم معه او لا، لا يمكن ان يمر، ففوق سقف الدولة لا يمكن ان يمر شيء او احد".

اضاف: "ان تفاهماتنا هي من اجل الدولة. وليقل لنا المعترضون، لولا التفاهم الذي اقيم عام 2006، كيف كان من الممكن ان نحلم بمشروع بناء الدولة مع الشريك في الوطن؟ اعطونا حلا آخر. هل بالقوة تقام الدولة وبقمع الآخر وبالسلاح؟ بالسلاح والقوة نصل الى ما نشهده اليوم في سوريا وما نراه في كل الدول العربية اليوم، وما شهدنا عليه خلال 15 عاما في لبنان والسجون التي دخلنا اليها والنفي الذي عشناه".

وختم كنعان بالقول: "نحن لسنا خائفين في التيار الوطني الحر. لأن ضميرنا مرتاح، ولأننا في كل دقيقة نشهد للحقيقة، ونشهد مع المصلوب، ونصلب معه، ونقوم معه من اجل لبنان وقيامة لبنان".

كما كانت كلمة في المناسبة لخوري شكر فيها الجميع على حضورهم واكد فيها على صورة الإنفتاح الذي تشهده المنطقة والنهضة التي تشهدها انمائيا وسياسيا ورغبتها الدائمة في التقدم.

والقى المحامي فادي الحاج كلمة هيئة قضاء المتن في التيار، مؤكدا فيها ان "التيار لن ينكسر امام الشائعات والضغوطات والحملات عليه، ولن ينغمس في وحول الفساد، بل سيكمل طريق لبنان دولة المؤسسات، وحماية القضاء والجيش الذي يحاول البعض ضربه وتهميش دوره افساحا في المجال امام بعض التنظيمات السلفية او الملشياوية.  

السابق
جنبلاط: الثورة السورية وحدها تقرر مصير الاسد
التالي
مسؤول إيراني: طهران مستعدة لمواصلة محادثاتها بشأن برنامجها النووي