البناء: سليمان: ليتحمّل الأفرقاء مسؤولية عدم المشاركة في الحوار

دخلت الأزمة المتفاقمة بين الحكومة وهيئة التنسيق النقابية مرحلة عالية من السخونة وعض الأصابع، في ضوء المواقف التصعيدية التي صدرت عن الجانبين أمس، وأظهرت الحاجة إلى العودة لفتح أبواب الحوار تفادياً لمزيد من التحدي وسعياً لإقرار سلسلة الرتب والرواتب في وقت قريب بما يتماشى مع إعادة التوازن بين رواتب القطاع العام بكل هيئاته والنسب العالية من تآكل الأجور المجمدة أصلاً منذ أكثر من 14 سنة.

والواضح أيضاً أن الحكومة باتت أمام تحدٍ كبير، وهو ما يفترض منها جهوداً استثنائية لمقاربة الملف الحياتي والاجتماعي، وبما يمكنها من تجاوز هذه المطبات سواء بالتعاطي الإيجابي مع مطالب هيئة التنسيق لجهة الإسراع في إقرار السلسلة، أو على مستوى الملفات الأخرى وفي مقدمها ملف المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان الذي هو أيضاً لم يعد يحتمل التأجيل لانعكاساته ليس فقط على الوضع المعيشي للعمال، بل أيضاً على وضع المؤسسة ككل. بعد أن بلغت عملية التقنين في التيار الكهربائي حوالى الـ 20 ساعة يومياً في معظم المناطق اللبنانية، وهو أمر لم تصله في كل المراحل السابقة، في مقابل ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة.

وفيما استغرب مجلس الوزراء في جلسته أمس الامتناع عن تصحيح الامتحانات وشل العمل في إدارات الدولة، نظّمت هيئة التنسيق النقابية تظاهرة حاشدة باتجاه السراي الحكومي، وأكد خطباؤها الاستمرار في التحرك حتى إقرار سلسلة الرتب والرواتب.

سليمان: ليتحمّل الأفرقاء
مسؤولية المشاركة في الحوار

في ظل هذه الأجواء أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في كلمة له خلال حفل إفطار قصر بعبدا السنوي مساء أمس جملة مواقف تتعلق بالقضايا المطروحة على الصعد المختلفة، فأعلن أنه سيعاود اتصالاته وجهوده لضمان استئناف أعمال طاولة الحوار محملاً الأفرقاء مسؤولية عدم المشاركة فيه.

وشدّد على ضرورة «العمل لتشجيع أفرقاء الحوار على المضي قدماً رغم الصعوبات في سعيهم للتفاهم على استراتيجية وطنية للدفاع يحتاجها لبنان ومعالجة موضوع السلاح من مختلف جوانبه»، لافتاً إلى أن «مصلحة لبنان العليا والحاجة لحماية السلم الأهلي وإبقاء لبنان بمنأى عن الأحداث بمحيطنا تفرض على الجميع الإقبال على الحوار بعقل منفتح والتخلي عن مواقفهم المسبقة إن لجهة مناقشة الموضوع الوحيد بالحوار أو لجهة إقرار موضوع وحيد قبل الحوار».

وأكد أن «التزام الثوابت لا يعفينا من واجب التفكير والبحث في السبل الكفيلة بمعالجة الإشكاليات التي تعوق مسيرتنا الوطنية، وتحول دون تحقيق الاستقرار، ولا يتم الإصلاح أو التقدم إلا من خلال الحوار والتوافق فالأساليب العنفية عاجزة عن فرض أي حل»، مشيراً إلى أنه «من المفترض من منطلق الالتزام وحسن النية أن تترجم القناعات التي أكدنا عليها في إعلان بعبدا على خطابنا».
وحذّر سليمان من المواقف الخاطئة، مؤكداً أن لا مكان لسيطرة فريق على آخر، ولا غلبة للسلاح على أرض لبنان، داعياً إلى الاستفادة من الدعم الدولي «لعدم ربط استقرارنا بالرهانات على الخارج والمضي في عملية بناء الدولة العادلة والقادرة».
كما دعا إلى تنفيذ بنود الطائف كافة، والالتزام بكل مندرجات إعلان بعبدا، ودعم الجيش بصفته المؤسسة المجسدة للوحدة الوطنية. وشدد على الإسراع في مناقشة قانون الانتخاب الجديد.

نصرالله: المعطيات مختلفة اليوم
أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقال خلال كلمة له في حفل تخريج أبناء شهداء المقاومة في الضاحية الجنوبية: «إننا اليوم نواجه حرباً أخرى «الحرب الناعمة»، مشيراً إلى أن «من يدير هذا المشروع في العالم هو الإدارة الأميركية، لافتاً إلى أن «هؤلاء يدركون أنهم عاجزون عن اجتياح أرضنا واحتلالها، لذلك يريدون احتلال عقولنا وقلوبنا ونفوسنا كي لا تكون هناك سواعد تحمل البنادق والصواريخ».

وأكد نصرالله أن «حرباً ناعمة تشن علينا وكبرت بعد حرب تموز، فهم يريدون تشويه وإسقاط كل ما نؤمن به ونحترمه ونقدسه ويشدنا إلى الأمام ويقوّينا ويملأ قلوبنا بالطمأنينة». لافتاً إلى أن المعركة مختلفة والظروف والمعطيات المحلية والإقليمية والدولية لا يمكن أن تقاس بما كان عليه الوضع في حرب تموز».
ورأى أن « ما يجري في لبنان من فوضى وقتل ذريع وإفقار هو متعمد من حكام هم أدوات حقيرة عند الأميركيين».  

السابق
الراي: حلفاء دمشق يحتجّون على احتجاج الرئيس اللبناني
التالي
ماذا بعد؟