تأجيل الحوار عقدة العُقد !

تأجّل مؤتمر الحوار.
إذاً، اليوم لن يكون أبيض.
لكن، ليس بالضرورة أن يكون أسود.
هل فشل الموفدون، بإقناع القيادات بجدوى الحوار؟
كان فريدريك انجلز يردد بأن وقف الحوار، بداية سقيمة.
ويقول إن الثورة لا بد منها، ولو كانت حمراء، في حال العجز عن الحوار.
عندما أعلن عن تأجيل مؤتمر الحوار، بادر رجل حكيم أصدقاءه، بأن وقف الحوار أفضل من فشله.
قال الرئيس فؤاد شهاب ذات يوم، في الأستاذ فيليب تقلا: إن مَن لا يُصغي اليه يقع في الخطأ.
عين فيليب تقلا وزيراً في ست حكومات في عهد الشيخ بشارة الخوري.
وأصبح الوزير الدائم في الحكومات السبع إبان وجود فؤاد شهاب.
ورث السياسة عن شقيقه الوزير سليم.
وهذا الأخير تذكّره الرئيس ميشال سليمان، فاختار نجله يوسف تقلا وزير دولة.
في حقبة الستينات دخل فيليب تقلا الى مجلس الرئيس الشهيد رشيد كرامي، فوقف الحاضرون باحترام وأحاطوه بالإجلال والتكريم.
الناس، يعرضون في ذاكرتهم الآن، كباراً مرّوا في الذاكرة ويطردون منها صغاراً يتطفلون على المناصب.
لماذا سُدَّت الأبواب أمام الحاكم، ليجمع شمل القيادات؟
هل يعودون الآن الى اقتسام التعيينات؟
هل البلاد أمام عقبة تعترض طريق الحاكم؟
أم انها تسبح في خضم مناكفات حول المقاومة والتحرير، والبلاد بحاجة الى التحرير من قيادات لا من احتلالات فقط.
في عهد الرئيس شارل حلو عين الاستاذ فؤاد بطرس وزيراً للخارجية في العام 1968.
يومئذٍ، ذهب الى جونيه، ومعه الخبر السار، وسأل الرئيس شهاب عن أسباب تعيينه في حقيبة الخارجية.
وردّ الرئيس السابق، لأنه كان أمامه أدوار ينبغي له أداؤها، ليحسن ممارسة قضايا مصيرية.

هل وحده الحوار، واقف عند حدود دولة غائبة وسلطة تتسلّط على الناس، أكثر من تسلطها على المتسلطين عليها؟
الدولة فارغة.
الموظفون أصبحوا وقفاً على دولة المستشارين.
والذين في الملاك، هم جيل من المعيّنين في أماكنهم بالتكليف، أو بالوكالة.
الآن، ثمة حكومة مطالبة بالرحيل.
وهي، تريد قبل الرحيل، تعيين الأنصار والمحاسيب، في مواقع الفئة الأولى.
وفي اللجان المدهنة على رأي مسرحية الأخوين رحباني.
هل تظبط حفلة التقاسم الآتية، على طبق من ذهب؟
أرجئت جلسة الحوار.
والكارثة الأكبر هي تعيينات لخدمة أشخاص وطوائف ومذاهب.
واذا مرّت فان التاريخ سيحكم على الجميع ب الخيانة العظمى لذهنية دولة. لا تظهر بوجود سلطات لا تملك حدّاً أدنى من السلطة على أطماعها!!
***
اكتفى الرئيس شارل حلو في حياته السياسية، بتعيينه بين العام 1962 والعام 1964 بترؤسه المجلس الوطني لإنماء السياحة.
لم يترشح للانتخابات النيابية.
ويقول أصدقاؤه انه أراد أن يحظى بتقدير الرئيس فؤاد شهاب.
وهذا ما جعل رئيس الجمهورية ير
شحه لخلافته، على الرغم ان الطامعين بالخلافة كانوا من الأوصياء والأقرباء، وفي مقدمتهم الأمير عبدالعزيز شهاب الذي كان ينام، وحلم الرئاسة الأولى يراوده!!  

السابق
واقع المنطقة
التالي
الحرب بدأت سورياً ولبنانياً… وعربياً؟