اعتراف ليبي رسمي : الامام الصدر لم يغادر ليبيا … وكان حياً!

في حديث رئيس المجلس الليبي مصطفى عبد الجليل الى مندوب تلفزيون "الجديد" فراس حاطوم والذي جرى بثه في نشرة اخبار الثامنة من مساء الاربعاء 4/7/2012 اعتراف صريح وواضح عن مسؤولية الدولة الليبية في جريمة خطف الامام موسى الصدر ورفيقيه في 31 آب من العام 1978 وتكذيب لكل الاقوال والادعاءات التي صدرت عن الرئيس الليبي السابق معمر القذافي واعوانه عن ان الامام ورفيقيه غادروا ليبيا في حينه الى ايطاليا.

فقد جاء على لسان مصطفى عبد الجليل في هذه المقابلة "ان الامام الصدر لم يغادر ليبيا وقد شوهد مرات عدة في سجون واقبية القذافي، وهناك شهود على نقله من سجن الى آخر، وهو تقابل مع القذافي وحصل جدل بينهما امر على اثره القذافي بسجنه"! .

المجلس العدلي اللبناني
وبناء على هذا القول، نأمل من المجلس العدلي اللبناني الذي يتولى المحاكمة في هذه الجريمة حالياً ان يطلب رسمياً نسخة من حديث عبد الجليل وما تضمنه هذا الحديث حول جريمة اخفاء الامام في ليبيا لينهي هذا المجلس العدلي الجدل حول الادعاءات التي تقول بان الامام قد غادر ليبيا الى ايطاليا في 31/8/1978 ولينتقل بالتالي الى اصدار حكمه على الدولة – نعم على الدولة – التي خطفت رئيس اكبر طائفة لبنانية ورفيقيه وعذّبتهم في سجونها نحو 34 سنة من دون الكشف عما اذا كانوا قد استشهدوا تحت التعذيب او ما زالوا احياء.. ونؤكد هنا بان حكم المجلس العدلي اللبناني يجب ان يحمّل مسؤولية جريمة الخطف والتعذيب ونتائجهما الى الدولة الليبية وليس فقط الى حاكم هذه الدولة واعوانه في مرحلة ارتكاب الجريمة والتمادي بها!!
واننا بهذه المناسبة ، ندعو من يعنيهم الامر مباشرة في هذه القضية وهم اولاً ، عائلات الامام ورفيقيه، ثم الدولة اللبنانية، ثم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي يتولى الامام الصدر رئاسته، وكذلك حركة امل التي كان الامام الصدر رئيساً وقائداً لها، ندعوهم الى التحرك الجديّ المباشر وفوراً لاقامة دعوى جديدة على الدولة الليبية امام محاكم دولية مختصة في هكذا جرائم ، وان يقوم هؤلاء المعنيّون وفوراً بمراجعة المجلس العدلي اللبناني لحثه على بت حكمه في هذه الجريمة التاريخية، والتمني عليه بان لا يتعامل معها إلا بما تستحقه من رعاية واهتمام، بحيث لا تبقى اوراق هذه الدعوى نائمة من تأجيل الى آخر حتى لا تمر عليها 34 سنة اخرى!!

اندلاع الثورة
ان ادعاء الدولة الليبية عبر حكمها وحاكمها السابق عن ان الامام الصدر ورفيقيه غادروا الاراضي الليبية الى ايطاليا قد سقط الآن رسمياً، وان كان احد لم يصدقه او يعترف به منذ ان نطق القذافي به ! ويبقى الآن على المعنيين المباشرين في لبنان وفي ليبيا ان يكثّفوا جهودهم لجلاء الحقيقة ومعرفة الاماكن والسجون التي جرى نقل الامام منها واليها وتواريخ هذا النقل ومن قام به من موظفين ومسؤولين في هذه السجون وخارجها ، وهل ان الامام ورفيقيه ما زالوا احياء ام انهم قتلوا او قضوا تحت التعذيب، ام انهم ماتوا طبيعياً نتيجة مرض او ما شابه كما قيل ونشر مؤخراً عن ان الامام توفي طبيعياً عام 1992 في سجن في طرابلس الغرب وبان القذافي امر بوضع جثته في غرفة براد خاصة في السجن المذكور، وبان الجثة بقيت في هذه الغرفة الى حين اندلاع الثورة على القذافي وحكمه وتعرض السجن المذكور الى القصف والتدمير وانقطاع التيار الكهربائي عنه وتحلّل الجثث التي كانت فيه الخ…
اننا ، وكما قلنا في عدة مقالات ومقابلات سابقة نشرت واذيعت لنا ، لن نسكت، وسنبقى نلاحق حتى جلاء الحقيقة بعودة الامام ورفيقيه احياء الى ساحة جهادهم في لبنان او الحكم على الدولة الليبية (القديمة والحديثة) بما يتناسب مع حجم وجسامة هذه الجريمة في حال كان الامام ورفيقاه قد اصبحوا في ذمة الله.

مواجهة اسرائيل
وهنا يعزّ علينا ان نعلم الآن بان الامام الصدر كان حياً في سجون ليبيا لعشرة او عشرين او ثلاثين سنة مضت وهو ينتظر من ينجده ويحرره!!
فهو، ونحن، والكل يعلم بان تغييبه عن ساحة جهاده بمواجهة اسرائيل كان مؤامرة دولية هدفها تقويض المقاومة وضربها في المهد. والامام الصدر كما الرئيس رفيق الحريري وامثالهما الكبار الذين لامسوا الخطوط الحمر دولياً واقليمياً صدرت الاوامر العليا بانهائهم ، وقد كان تغييب الامام الصدر بالطريقة التي غيب بها قد تم عن طريق رئيسين عربيين احدهما الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي الحّ على الامام لزيارة ليبيا وامّن له دعوة رسمية عاجلة للقيام بهذه الزيارة ، والرئيس العربي الثاني المنفذ للجريمة كان معمر القذافي !!
واما عملية انهاء رفيق الحريري على الشكل الذي جرت فيه فقد كانت من اجل دحر المقاومة وكل الداعمين لها وعلى رأسهم سوريا الاسد ، بعد ان تبيّن وتأكّد للمتآمرين بان تغييب الامام الصدر كان حافزاً لقيام المقاومة وتطورها على عكس ما رغبوا به في عملية الاخفاء!

جهد لازم
ولكن ، وقبل ان نختم، لا بد لنا، في ضوء ما اعلنه رئيس المجلس الوطني الليبي مصطفى عبد الجليل الذي كان وزيراً للعدل في حكومات القذافي حتى الحكومة الاخيرة التي سبقت اندلاع الثورة الليبية وانتصارها ويعرف الكثير عن القذافي واساليبه، في ضوء ما اعلنه عن ان الامام الصدر ورفيقيه "لم يغادروا ليبيا وكانوا احياء لسنوات عدة" لا بد لنا من توجيه العتب – ولا نقول اللوم – الى رؤساء كبار ، ومنهم رؤساء لبنان، حيث كان بامكانهم انقاذ الامام واعادته الى وطنه سالماً لو انهم بذلوا أقل من واحد بالمئة مما بذله الامام الصدر لأجلهم ولأجل بلادهم، وعلى رأس هؤلاء الامام الخميني والرئيس حافظ الاسد وكذلك السيد حسن نصر الله الذي لم يبذل الجهد اللازم لتحرير مؤسس وقائد مقاومته!!!
  

السابق
مستشفى صيدا الحكومي الجامعي بين المحاصصة السياسية وعوائق الإدارة
التالي
القادمون الجدد… «حزب الله» من الزاحفين نحو القدس إلى القادمين باتّجاه الجبل