اللواء: صيدا للأسير: حرية التعبير ليست بقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس القيادات الأمنية تتولى المساعي لإنهاء الإعتصام

الموقف قيد المعالجة بهذه العبارة أكدت مصادر أمنية رفيعة لـ «اللواء" وأن الاتصالات تكثفت بعيد انتهاء الاجماع الصيداوي على رفض قطع الأوتوستراد الشمالي الذي يصل العاصمة بأقضية الجنوب، من الزهراني حتى الحدود، وأن الأولوية أعطيت لإنهاء اعتصام الشيخ أحمد الأسير، من خلال إقناعه بأن رسالته وصلت، وأن قطع الأوصال من شأنه أن يلحق الضرر بصيدا أولاً وبمصالح سائر المواطنين، فضلاً عن إضعاف هيبة الدولة وحقن الشارع المقابل.

وعلى هذا الأساس، واستناداً إلى المصادر نفسها، تحركت وحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ونفذت انتشاراً في شوارع مدينة صيدا، ومنعت أي محاولة لنقل أدوات الحركة الاعتصامية إلى نقاط جديدة، تؤثر على حركة «الويك أند الجنوبي اليوم وغداً.

واستندت المعالجات إلى بيان الإجماع الصيداوي الذي أعلن أن عاصمة الجنوب بكل مكوناتها وفاعلياتها وأهلها ترفض قطع الطرقات واللجوء إلى هذا الأسلوب بالتعبير عن الرأي، مؤكداً التمسك بالعيش المشترك بين جميع اللبنانيين وبالحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والأمنية وتعزيزها، والتمسك كذلك بالدور الوطني اللبناني والعربي الجامع لمدينة صيدا، واحترام كل الآراء وطرق التعبير السلمي والحضاري التي لا تتعارض أو تمسّ بحرية الآخرين أو تعطّل مصالحهم.

ودعا المجتمعون إلى فتح كل الطرق في المدينة، وعدم اللجوء إلى هذا الأسلوب في المستقبل، مع الاحترام الكامل للمواقف السياسية لكل الأطراف.

وشكّل الإجماع الصيداوي، نقطة مضيئة في مواجهة عوامل الفتنة، من شأنه أن يساعد في الاتصالات التي توقعت مصادر رسمية أن تتزخَّم اليوم بما يؤدي إلى حلحلة قد تكون من معالمها إزاحة اعتصام الأسير عن الطريق الدولية، أقله قبل يوم الأحد، حيث تزدحم عادة بالعابرين إلى الجنوب أو العائدين منه.

وتأمل المصادر المطلعة، أن تتمكن الاتصالات التي تتم بواسطة أشخاص «يمونون
على الأسير، من تحديد ما إذا كانت لإمام مسجد «بلال بن رباح مطالب أخرى غير «مطلب هيمنة سلاح حزب الله، على اعتبار أن الجميع يعرف أن هذا السلاح ليس مجرد سلاح عادي موجود لدى أي تنظيم، بل بات سلاحاً إقليمياً، وبالتالي فإن معالجته تحتاج إلى جهود كبيرة على مستويات رفيعة، ربما تسهم طاولة الحوار الوطني في إيجاد حل له ضمن الاستراتيجية الدفاعية التي ستناقش تصوراتها في الجولة الثالثة في أواخر تموز المقبل، مشيرة الى أن الدولة مستعدة للتفاوض مع الأسير في حال كشف عن تلك المطالب، من غير أن «يتشاطر عليها في «لعبة هي أكبر من البلد نفسه، على حد تعبير المصادر المطلعة.

وفيما غاب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن السمع، حيث تردد أنه انتقل إلى طرابلس، على عادته كل يوم جمعة، تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان اهتمامه بالوضع الأمني، مع الرئيس ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل والمسؤولين المعنيين، مشدداً على وجوب منع قطع الطرقات، كون ذلك يخرج عن مفهوم التعبير السلمي ويعرقل أعمال المواطنين ومصالحهم وأرزاقهم، لافتاً، بحسب ما ورد في بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، الى أن أي مطلب أو موقف يمكن التعبير عنه من دون اعتماد وسائل تلحق الضرر بالآخرين.

وكشفت مصادر رسمية أن الرئيس سليمان سيلتقي في 12 تموز المقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه، في خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها إلى باريس.
وجاء موقف رئاسة الجمهورية، منسجماً مع المواقف التي أطلقتها فعاليات مدينة صيدا أمس، في خلال اللقاء الموسع الذي عقدته في مبنى القصر البلدي في المدينة، والذي جمع كل الأطياف السياسية والدينية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني، ومن ابرزهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي أكّد ان الهدف من هذا الاجتماع هو إعادة الاعتبار للدولة ولدورها ولهيبتها، وأن تبقى صيدا مدينة الجنوب وعاصمته ومدخله وملتقاه وملتقى كل اللبنانيين، مشدداً على أن تيّار المستقبل لم يوافق يوماً على قطع اي طريق، لأنه ليس اسلوباً حضارياً، ولانه يضرب هيبة الدولة ويعطل حرية الناس في التنقل ومزاولة أعمالهم ويفتح البلاد أمام احتمالات خطيرة، ويمهد الطريق أمام المصطادين في الماء العكر.

وقال «إننا نحترم رأي من اعلن الاعتصام في صيدا ونحترم الأهداف التي اعلنها وله الحق في ممارسة حريته وحرية التعبير عن رأيه وبما يؤمن به، لكننا في ذات الوقت نكرر موقفنا، وهو أن حرية المواطن تقف عند حدود حرية غيره.

اما الشيخ الأسير، فيبدو أن الاجماع الصيداوي لم يقنعه، إذ أعلن أن الطريق لن تفتح، حتى لو انعقد مجلس الأمن الدولي، لا المجلس البلدي، الا بعد أن يأتي شخص مصدر ثقة من لجنة الحوار ويقول أن هذا السلاح سيكون في امرة الدولة.
وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مكان الاعتصام «نقول لمن يطلب فك الاعتصام، ما البديل الذي يقدمه لهيمنة السلاح علينا وعلى لبنان، فقالوا لنا الحوار هو الحل، ونحن لم نجد اي نتيجة من هذا الحوار، فما الجدوى من طاولة الحوار" وانتقد الأسير الرئيس السنيورة وفريق 14 آذار لتعاطيه مع موضوع السلاح وطريقة الحوار مع «حزب الله وحركة أمل والاكتفاء بالاستنكار لهذا السلاح، مشيراً إلى أن المطلوب استراتيجية جدية لحل هذه المشكلة، والا سيستمر هذا الاعتصام.

إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن نصيحة دولية – إقليمية تبلغها المسؤولون في لبنان بضرورة تهدئة الوضع على الأرض لأطول فترة ممكنة والاستفادة بما يمكن وصفه بالهدوء النسبي بانتظار ما ستسفر عنه تطورات الأوضاع في سوريا.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الجهات التي أبلغت اللبنانيين بهذه النصيحة شددت امامهم على ما يجري على الساحة اللبنانية لن يقدم أو يؤخر في تطورات الأزمة السورية، كما انه لن يؤثر فيها لا سلباً ولا إيجاباً، لذلك لا بدّ من التهدئة في هذا الوقت الضائع.

وتحدثت المصادر الأمنية عن أن الخطة الأمنية التي تنفذ على الأرض هي لحفظ ما يمكن تسميتها بالأمن اليومي للمواطنين، في حين يبقى الأمن السياسي عُرضة للتطورات الإقليمية ورغبات الأطراف المؤثرة فيها.

وقالت أن كل الأطراف اللبنانية أبلغت الأجهزة الأمنية تجاوبها مع الخطة الأمنية، لا سيما لناحية إيجاد جو ايجابي لعدم اقفال الطرقات، لافتة إلى ان استمرار الشيخ الاسير في اقفال طريق رئيسي عند مدخل الجنوب، قد يؤدي الى خربطة هذا الهدوء النسبي، ونصحت الشيخ الاسير بأن يخفف من خطواته الاحتجاجية بعدما نجح في ايصال الرسالة التي اراد ايصالها للمعنيين.

واكدت المصادر نفسها ان حزب الله ملتزم بالخطة الامنية للامن اليومي، وانه هو الذي طلبها في ضوء حالة الاهتراء التي اصابت البيئة التي يتواجد فيها الحزب والتي كان السبب في كل اشكال الفوضى والانفلات الامني في الضاحية الجنوبية، بحيث بدا الحزب عاجزاً عن السيطرة عمن كانوا يعتبرون من جمهوره، فرمى الكرة إلى ملعب الدولة التي يرى اكثر من مسؤول فيها ان ما يمكن تسميته بعوارض عرقات قد بدأت تظهر على بيئة حزب لله، وهي العوارض التي ادت بالمقاومة الفلسطينية إلى الفوضى والانفلات قبل حرب بيروت في عام 1982.

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر مطلعة انه خلال جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، تلقى الرئيس سليمان اتصالا من الرئيس السنيورة الذي أصر على ان يتحدث إلى رئيس الجمهورية، وابلغه انه اذا لم تخرج الحكومة بقرارات حاسمة بشأن وقف الفلتان في البلاد، ولا سيما في ضوء الانفلات الذي حصل يومذاك (الاربعاء الماضي) من محاولات قطع طرق من قبل جماعات الموقوف في قضية احراق تلفزيون «الجديد وسام علاء الدين، ولا سيما امام مبنى تلفزيون «المستقبل في شارع سبيرز، فإن كتلة «المستقبل النيابية
وقوى 14 آذار ستتخذ موقفاً كبيراً لان ما يجري لم يعد مقبولاً، مشيرة إلى ان هذا الاتصال ساهم في ان يتخذ الرئيس سليمان تلك المواقف المتشددة واللهجة الحاسمة التي واجه بها قادة الاجهزة الامنية العسكرية التي استدعيت الى قصر بعبدا، ومع وزراء «حزب الله وحركة «امل.

وأوضحت المصادر ان دوريات الجيش منذ ذلك اليوم تجوب طريق المطار لمنع اي محاولة لقطعها، وان هذه الدوريات تمكنت من توقيف عدد من الشبان الذين حاولوا يوم الخميس إشعال النيران في الاطارات.  

السابق
الانوار: فعاليات صيدا نطالب بفتح الطرق…والمعتصمون يردّون بالرفض
التالي
السفير: مرجع أمني: طريق الجنوب ستبقى مفتوحة..وشربل لأولوية الحل السلمي صيدا تحبط محاولة أسرها بالقوة إلى الفتنة المذهبية