صيدا ترفع الصوت الجامع عاصمة للجنوب ووحدته الوطنية

انتقلت وجهة الرصد في الساعات الماضية إلى صيدا حيث أسر الشيخ احمد الأسير أنظار الجميع، ولم تفلح كلّ المحاولات لثنيه عن اعتصامه بعدما أعاد أنصاره نصب الخيمة عند مثلث المنطقة الواقعة بين جامع الحريري ومحطة الكيلاني، عند المدخل الشرقي لمدينة صيدا.
أكّد الأسير أنّ الاعتصام مفتوح وأنّه باق في مكانه وسنتّجه إلى خطوات تصعيدية، مشدّداً على عدم العودة "إلى منازلنا قبل إيجاد حلّ سلمي"، لافتاً إلى أنّه لا يرى أنّ هناك فتنةً، بل الفتنة الحقيقية هي في السكوت على هيمنة السلاح.
قال مصدر وزاري مطلع لـ"النهار" ان اتصالات سياسية أجريت أمس للتعامل مع الاعتصام عبر فاعليات المدينة "لئلا تنجر صيدا الى حيث لا تريد". وقال إن استمرار التهدئة وعودة "التطبيع" الى بيروت سيساهمان حتما في حصر مشكلة الاعتصام في صيدا ومعالجتها ضمن اطار عام للتهدئة، قد تتشكل ملامحه في الساعات المقبلة، ما لم يطرأ أي عامل سلبي محتمل.
قالت مصادر معنية بالوضع في صيدا لـ"النهار" إنه تحت السقف السياسي الذي أعلنه الرئيس الحريري، يعقد في صيدا في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم اجتماع موسع دعت اليه بلدية المدينة وتشارك فيه كل القيادات السياسية والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والدينية لدرس الواقع الناشئ.
علمت "اللواء" من المصادر التي تحضر للاجتماع ان مسودة البيان ستنتهي الى:
– المطالبة بفتح كل الطرقات.
– رفع كل الاعتصامات.
– مطالبة الدولة بتحمل مسؤولياتها بإعادة الوضع الى طبيعته والحفاظ على الامن والاستقرار، لا سيما وان الدولة اعلنت خطة امنية لكل المناطق لاتاحة المجال للقوى الامنية للقيام بدورها، وفي ضوء القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء امس الاول.
ذكرت "الديار" ان الاسير هدد بنقل مكان الاعتصام الى الطريق الساحلي وقطع طريق بيروت – الجنوب نهائيا، لكن القيادات السياسية والامنية ابلغت الاسير انه ممنوع قطع طريق – بيروت – الجنوب الساحلية او توسيع قطع الطريق وعرقلة حركة اهالي الجنوب مهما كانت الاسباب، وان هذا الامر مرفوض ولن يسمح به مهما كانت التبريرات.
علمت "الديار" ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط اوفد الى صيدا احد وزرائه والتقى بالشيخ احمد الاسير لاقناعه بفتح طريق الجنوب وتهدئة الاجواء في ظل الاوضاع الدقيقة، وعلم ان الاسير تمسك بموقفه.
علمت "الأخبار" أن النائب وليد جنبلاط أجرى سلسلة اتصالات مع السنيورة والرئيس نبيه بري والنائبة بهيّة الحريري، وتمّ الاتفاق على أن تتم معالجة مشكلة الأسير "صيداويّاً ومن داخل البيت الواحد"، لأنه يؤثّر على حركة المدينة ويشلّها، إضافة إلى مخاوف انتقال التوتّر إلى محيط المدينة.
اعربت مصادر امنية لـ "الراي" عن مخاوفها من ان يؤدي المناخ في صيدا لجعل المدينة ، التي كانت انطلقت منها الشرارة الاولى للحرب الاهلية العام 1975 باغتيال معروف سعد ، "الباب" الذي تدخل منه "نار الفتنة" الى لبنان لاسيما انها بوابة الجنوب ذات الغالبية الشيعية.

السابق
السفير: صيدا أسيرة الخطأ وطريق المقاومة مَصونة
التالي
الحريري: الفلتان في بيروت يغطّيه السلاح