كتلة “المستقبل”: ما جرى في بيروت سببه تفريخ السلاح

عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري عند الثانية من بعد الظهر في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب الدكتور أحمد فتفت أشار الى ان "الرئيس السنيورة اطلع المجتمعين على وقائع ما دار في جلسة الحوار الثانية التي انعقدت أمس في قصر بعبدا والمواقف الأساسية التي تم التداول فيها حيث ظهر أن حزب الله ما زال على موقفه الرافض لمناقشة مبدأ وضع سلاحه في كنف الدولة وتحت امرتها، وسط اصرار وتمادي بقاء هذا السلاح بعيدا عن سلطة الدولة تحت حجج جديدة كان آخرها حماية استخراج الثروة النفطية المرتقبة من الأطماع الإسرائيلية، وهذا كفيل بتحويل الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني والقوى الأمنية أدوات خادمة لمشروعه، وفي ذات الوقت خارج مهام الدفاع الوطني. وفي كل الأحوال فإن جلسة الحوار المقبلة كما هو معروف حددت في الشهر المقبل بانتظار الاطلاع على تصور رئيس الجمهورية حول مسألة سلاح حزب الله والإستراتيجية الدفاعية".

وتوقفت الكتلة أمام "بعض الأحداث والمواقف والتطورات التي شهدتها البلاد والعاصمة بيروت تحديدا خلال الأيام والساعات الماضية مما أعاد إثارة هواجس التسيب الأمني والارتباك السياسي وسط حال من التجرؤ المتكرر على الدولة وهيبتها. من هنا شددت الكتلة على الآتي:
أ- إن استخدام اللغة والأدوات والمصطلحات الطائفية والمذهبية مرفوض ومستنكر من أي جهة أتى، فبلدنا بحاجة للغة الهادئة الرصينة الجامعة وليس إلى التعدي والتجريح والاستفزاز والإثارة.
ب- إن حرية الإعلام وحرية عمل وسائل الإعلام الملتزمة بالقانون مقدسة ولا يمكن السماح أو التهاون مع أي محاولات للمس بهذه الحرية، كما أن الاعتداء السافر على وسائل الإعلام وعلى محطة تلفزيون الجديد أو أي وسيلة إعلامية هو عمل جبان مرفوض ومستنكر ولا يمكن القبول به أو السكوت عنه.
ج- إن القوى الأمنية مطالبة بالقبض على المسلحين المعتدين المعروفين بالاسم والصورة الذين نفذوا الاعتداء على التلفزيون الجديد، وكذلك على العناصر المسلحة المساندة المعروفة الانتماء التي قامت بقطع الطرق في العاصمة ليل أمس في تعد واضح على الأمن الوطني".

ورأت ان "أسباب ما جرى بالأمس في شوارع بيروت، واضحة وجلية، وهي ظاهرة من ظواهر تفريخ السلاح الخارج على الشرعية الذي يرعاه سلاح حزب الله ويحميه ويشرف عليه. ولهذه الأسباب يزداد الانفلاش والتفلت الأمني في عدد من المناطق التي تشهد كل يوم تعد جديد على الاستقرار وعلى الحريات. لقد سبق للبنان أن شهد بحجج مختلفة تفشيا لوباء السلاح والمسلحين والخروج على الدولة والنظام، وموجة وباء هذه المرحلة سيكون مصيرها كباقي التجارب السابقة أي الخراب والدمار والويلات والانعكاسات السلبية على الموسم السياحي وعلى النمو الاقتصادي وعلى مصالح المواطنين وسمعة البلاد واستقرارها".

وتوجهت الكتلة ب"التهنئة الحارة إلى الشعب المصري والى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي على هذا الفوز وعلى نجاح هذه المرحلة من التجربة الديمقراطية العربية الجديدة في إيصال مسؤول إلى سدة المسؤولية عن طريق الانتخاب الحر"، مشيرة الى ان "الثورة المصرية قد سطرت بعد الثورة التونسية بداية تاريخ جديد سبق أن حلم الشعب العربي به وها هو يتحقق".

وإذ أعربت عن "سعادتها واعتزازها بهذه النتيجة"، توجهت إلى "الرئيس الجديد بالتهنئة وبالدعم والتشجيع"، معتبرة أن "كل الأنظار موجهة الآن إلى هذه التجربة الجديدة الرائدة، وما ستحمله من معالم تطور ورقي وتقدم"، ورأت ان "الحفاظ على الحرية والنظام الديمقراطي وآلياته مع احترام الممارسة الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة والحفاظ على التنوع والتعددية والوحدة الوطنية وعدم الاستئثار في ظل الدولة المدنية لا الدينية، ستكون المقياس في الحكم على هذه التجربة ونجاحها وتمثيلها للربيع العربي وثورة الشعب المصري المجيدة".

واستنكرت الكتلة "أشد الاستنكار، استمرار النظام السوري في حملته السافرة لإبادة سكان القرى والمدن السورية بدل التجاوب مع مطالب الشعب بالحرية والكرامة والمشاركة والإصلاح".

ورأت انه "قد بات واضحا أن النظام السوري المستمر باعتماد أسلوب الإبادة والقتل، يحاول جاهدا إشعال الحرائق من حوله، ان في لبنان أو عبر محاولة افتعال نزاع مع تركيا على أمل حرف الأنظار والأحداث عن الثورة السورية المباركة ومحاولة استدراج نزاع إقليمي أو دولي في المنطقة. إن النظام في سوريا يصنع مصيره بيده ويتجه ببلده نحو الهاوية والخراب والتدمير غير آبه بدروس الأمس القريب حيث لا رجعة إلى الوراء ولا بقاء للظلم والاستبداد".  

السابق
أبو جمرة: لماذا الحوار قبل اكتمال عناصر الحل الخارجة عن ارادة المتحاورين
التالي
المعارضة البحرينية: شعبنا ينتظر من الرئيس اللبناني موقفا مساندا لمطالبه وحقوقه