عن حيل النساء.. والنشوة الكاذبة!

لا يستطيع الرجال أن يخدعوا النساء كثيراً عندما يتعلّق الأمر برغبتهم الجنسيّة، لأن تفاعلهم يتخذ شكلاً ظاهرياً وعلنياً من خلال الانتصاب بشكل بارز. لكن عندما نتحدث عن اللذّة عند المرأة، تأخذ المسألة وجهاً مختلفاً قد يرتدي أحياناً قناع الكذب أو – في أحسن الأحوال عدم بلوغ النشوة – قناعَي التمثيل والتظاهر!

قدرة الرجل على تمييز النشوة الحقيقيّة للمرأة من تلك المزيفة ليست أمراً سهلاً على الإطلاق، بل تحتاج الى الكثير من الخبرة والمعرفة والثقافة الجنسيّة التي قد يفتقر اليها عدد كبير من الرجال لكشف بعض حِيَل النساء في الفراش. فهل يمكن من خلال هذا التحقيق حلّ تلك الأحجية؟

تجارب واعترافات
ساندرا التي تحبّ زوجها، تميّز بين الحب والاستمتاع بالجنس، "لم أبلغ الذروة مع زوجي سوى أربع أو خمس مرات منذ زواجنا قبل ثلاثة أعوام، وهذا يعود الى طبيعة زوجي الذي لا تدوم العمليّة الجنسيّة معه أكثر من عشر دقائق، مما يحول دون استمتاعي". لكن هذا الوضع لم يمنعها من أن تكمل حياتها مع زوجها الذي تشدد على أنها تحبّه وتتظاهر ببلوغ اللذّة معه لإرضائه، وكي لا يشعر بالحرج والضيق. "أعلم أنه يحبّني ويريد إسعادي ويظهر ذلك جليّاً من خلال قيامه بأمور كثيرة من أجلي، لكنه لا يعلم أنني لا أحب ممارسة الجنس معه ولا أبوح له بهذا الأمر كي لا يشعر بالإهانة. وأنا في المقابل أحاول أن أشغل نفسي بالعمل والنشاطات الترفيهيّة مع أصدقائي كي لا أفكر بالموضوع، كما أنني أرفض أن أخونه لأنني أحبّه والجنس يبقى بالنسبة إلي أمراً ثانوياً". لكن، هل ستبقى ساندرا كذلك مدى الحياة، أم أن سلوكها سيتغيّر مع مرور السنوات، فتثور على زوجها أو تخونه حتى؟
ميراي هي نموذج من النساء اللواتي يتظاهرن ببلوغ النشوة أمام أزواجهن ليس خوفاً على مشاعرهم، بل من أجل المحافظة على العائلة، غير أنها في المقابل لم تقتنع في قرارة نفسها بالواقع وثارت على وضعها، وها هي تحقق نشوتها الجنسيّة خارج فراشها الزوجي. "باءت كل محاولاتي بتقويم مسار علاقتي الزوجيّة بالفشل، وعجزت عن إيجاد الحلول كي أعيش مع زوجي علاقة جنسيّة متكاملة، لكن عبثاً. ووجدت في النهاية أن الحل الأمثل لتفادي المشكلات والخلافات، هو إيهامه ببلوغ النشوة التي وجدتها خارجاً إثر لقاء لم أخطط له. فقد شاءت المصادفة أن ألتقي شخصاً أثار إعجابي، لكني رفضت فكرة أن أكون معه. ولم يتركني، بل استمر في ملاحقتي وكنت أنا في أمسّ الحاجة كي أكون مع رجل يشعرني بأنوثتي الضائعة التي ارتضيتها كي أحافظ على تماسك عائلتي، غير أنني رضخت أخيراً بعدما أقنعت نفسي بأنني أستطيع أن أوفق بين متطلبّات عائلتي وأجبر نفسي على مضض كي أكون مع زوجي وأمثّل عليه، وفي الوقت نفسه ألبّي حاجاتي الخاصة من دون أن أسبّب أذى مباشراً لأحد".

لكن هل كل النساء اللواتي يعشن علاقة جنسيّة ناقصة يلجأن الى شريك بديل لتعويض النقص الحاصل؟
الحديث عن الجنس بالنسبة الى سميّة يعتبر رذيلة وخطيئة، فهي تزوجت وأقامت علاقة مع زوجها فقط من أجل إنجاب الأولاد. "نشأت في بيئة محافظة وملتزمة ولم أناقش موضوع الجنس مع أحد، وحتى اليوم أعتبر هذا الأمر "خطاً أحمر" لا يجوز المسّ به، ولا أسمح تالياً لابنتي التي اقترب موعد زفافها أن تبحر معي في هذا الحديث، بل أقول لها فقط ما يجب أن تعرفه. تزوجت من أجل الاستقرار وتكوين عائلة، وأي أمر آخر لا يهمّ، فموضوع الجنس لا يثيرني ولا يعني لي شيئاً، وعندما يسألني زوجي عمّا إذا كنت سعيدة معه أردّ بالإيجاب وأوهمه بالسعادة والاكتفاء تجنباً لأي سجال في هذا الموضوع". لكن هل زوج سميّة مقتنع بجوابها؟ وهل علاقته بها ترضيه وتكفيه، أم أنه يفتش أيضاً عن سعادته خارج المنزل؟
 تلبية لرغبات دفينة
"تحصل النشوة الجنسيّة الكاذبة عندما لا يعود الشريك يرضي شريكته أو تكون المرأة غير مهتمة بموضوع العلاقة الجنسيّة ولا تعني اللذّة لها شيئاً"، المعادلة طرحتها المعالجة النفسيّة والأستاذة الجامعية الدكتورة رندا شلّيطا، وأضافت أن المرأة قد تكون أيضاً في وضع يمنعها من قول لا وتريد المحافظة على زواجها أو علاقتها، إما لارتباط عاطفي أو لحاجة مادية. "ثمة بعض الحالات لا ترغب فيها النساء بالعلاقة الجنسيّة مع الرجال، فيتزوجن فقط من أجل المجتمع وإنجاب الأولاد، وفي المقابل يذهبن للتفتيش عن إشباع رغباتهن وحاجاتهن في مكان آخر. وبعضهن لا يمتلكن الرغبة الجنسيّة بداية، لكن نزولاً عند نصائح المقرّبات منهن بأن تلك المشاعر ستزول مع الوقت، يقْدِمن على خوض تجربة الفعل الجنسي، لكنهن يمضين حياتهن في تمثيل النشوة الجنسيّة". ولا يهم المرأة إذا لم تبلغ اللذّة في حال كانت تفيد من علاقتها مع شريكها، فهي وفق شلّيطا "تتعمّد إيهام زوجها ببلوغ النشوة للمحافظة على تلك الإفادة مهما كان نوعها، وفي الوقت نفسه تجد لذّتها وترضي حاجاتها مع شريك آخر، وتشعر بالإنزعاج فقط إذا لم تحصل على رغباتها أو في حال عدم تلبية طلباتها". ويأخذ الجنس لدى بعض النساء منحى آخر في حياتهن بعد الزواج وإنجاب الأولاد، ويحتلّ مكانة متأخرة في سلّم الأولويّات وقد يخرج منها كذلك، "وهذا نجده أكثر عند أولئك اللواتي تربين تربية محافظة وملتزمة دينياً حيث يرتبط الجنس بالخطيئة".

لكن هل يمكن أن ينجح الزوج في اكتشاف النشوة الكاذبة؟ ترى المعالجة النفسيّة أنه "لا يمكن الاستمرار في الكذب عشرات السنين، فلا بدّ من أن يكتشف الزوج "تمثيليّة" زوجته المستمرة، لكنه سيشعر عند ذلك بالإهانة وبأنه طعن في رجولته. أما المرأة الباردة جنسيّاً، فلا أحد يعرف متى يستفيق الجنس لديها، وهذا مرتبط طبعاً بالشريك. فقد تشعر مع زوجها ببرودة، لكن مع شريك آخر بالسعادة واللذة، وهذا مختلف عن حالة الخوف من ممارسة الجنس Vaginisme التي تتولّد من فكرة أنه مؤلم". 

السابق
لماذا استاءت مرشليان من روبي؟
التالي
المجتمع المدني افترش أرصفة بيروت متوسلاً الحدائق الإفتراضية