سلاح حزب الله باقٍ باقٍ!!

قال لي أحد القواتيّين قبل أسبوع "حسناً فعلنا بأن قاطعنا جلسات الحوار ما دامت لن تتطرق الى سلاح "حزب الله"، ولن تصل الى نتيجة". وسألته "هل كنتم تحلمون في 2006 بأن ملف السلاح كان مطروحاً على طاولة الرئيس نبيه بري انذاك؟ وهل حلمتم بذلك في المراحل اللاحقة من الحوار بكل أشكاله؟
لم يخدع "حزب الله" شركاءه في الوطن بإعلانه يوماً موافقته على المناقشة في السلاح، مصدر قوته الأبرز، بل أكد دوماً انه مستعد لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي الوطن من الأطماع الإسرائيلية تحديداً، من دون ان يتحدث يوماً عن الأطماع السورية التي ربما يكون ولّى زمنها. ومعنى الاستراتيجية الدفاعية قد يكون في تحصين ترسانته ومدها بالعتاد اذا أمكن الاتفاق على ضرورتها لمقاومة اسرائيل.
بمعنى آخر ان "حزب الله" عرف جيداً منذ البداية، بالتواطؤ مع الرئيس نبيه بري، كيف يختار العبارات المناسبة التي لا تلزمه أمراً في أي مرحلة متقدمة من الحوار.
واليوم عود على بدء، مع ازدياد الأخطار لا تضاؤلها، اذ سيكون لبنان، في ظل انحسار الدورين السوري والإيراني، وتالياً تراجع قوة "حزب الله"، أكثر عرضة للاعتداءات، ولن تكفيه استراتيجيات يصوغها أهل الحوار، ويدبّجونها بالعبارات المنمقة والدقيقة، والتي تحمل في طياتها لبساً أكيداً يتيح التلاعب بها متى تبدلت الأحوال.
لكن السؤال الأبرز عن السلاح، الإيراني المصدر طبعاً، وبعضه سوري، هو عما اذا كان قرار مصيره محصوراً في الداخل اللبناني، أم انه يتخطى الحدود الى مرشد الثورة تحديداً؟ يخطئ من يفكر في غير هذا، حتى السوري فقد القدرة على التحكم بالحزب وسلاحه، اذ ان حسابات الربح والخسارة بدأت تتجاوزه.
"حزب الله" اليوم أمام مرحلة بالغة الدقة، ولا نقول مصيرية. سلاحه قد يفقد دوره، ويصبح عبئاً على أصحابه متى تناقصت مواردهم المالية، لأنه يتطلب حراسة وصيانة وتجديداً… ودوره بدأ بالتراجع في ظل تبدل قواعد اللعبة في المنطقة وتراجع القدرة على تغذية مخزونه متى تبدل النظام في سوريا، أو استمر في حروبه الداخلية التي تزيد من تآكله.
لكن الأكيد ان مؤتمر الحوار لن يتمكن من توفير حل يقضي بسحب السلاح، أو تسليمه، أو وضعه في إمرة الجيش، خصوصاً بعدما تنامت أخيراً ظاهرة التسلح في غير منطقة، وبعدما عجزت الدولة بمكوناتها عن تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها.
المطلوب البدء بخطوات تنفيذية مع السلاح الفلسطيني، ومع كل سلاح متفلت في الشارع، في انتظار ما سيؤول اليه الحوار مع ايران، وأوضاع سوريا، لأن حقيقة سلاح "حزب الله"، هي ارتباطه بطهران ودمشق، ولا شأن لبعبدا به.

 

السابق
بوتين متمسّك بموقفه من سوريا وإيران
التالي
سرّ إسقاط الطائرة التركية