لك الله يا.. مصر

كتبت كثيرا عن الديموقراطية.. وذكرت ان المعضلة الاساسية ليست في الديموقراطية ذاتها، لكنها تكمن في الشعوب الدكتاتورية والثقافات التي تربت عليها، فالشعوب العربية رضعت جميعها من ثدي الدكتاتورية، وليس من السهل ابدا ان تمارس الديموقراطية ما بين ليلة وضحاها، فالشعوب العربية تربت على تزويج البنت بابن عمها، شاءت ام ابت، ان كان اعور او اعرج او غير مكتمل الرجولة فلا يهم، المهم ان العادات والتقاليد تقول ذلك.. الشعوب العربية ترعرعت على انه ليس لك حق الاختيار في الكثير من الامور الحياتية.. ولا مكان للعقل ولا لإعماله.

اذن كيف لهذه الشعوب ان تمارس الديموقراطية وهي لا تعرف عنها شيئاً؟ ففاقد الشيء لا يعطيه.. تلك الثقافات متأصلة في الشعب العربي كله.. ومن ضمنها مصر التي تعاني اشد المعاناة نتيجة لتلك الثقافات الموروثة.

وجماعة الاخوان المسلمين والتي اسست حزب الحرية والعدالة، وهو اسم على غير مسمى من وجهة نظري، استحوذت على مجلس الشعب المصري باسم الدين وبتوزيع السكر والزيت على فقراء المسلمين، وتريد ان تستحوذ على كرسي الرئاسة بوضع اليد وبالتهديد والوعيد، ففي فزاعة الانتخابات قالوا: من يصوت لشفيق فهو كافر!.. ولكن الشعب فطن لهذا وضاق بهم ذرعا وصوت لشفيق، ثم قبل انتهاء عملية الفرز اعلنوا ان مرشحهم هو الفائز بكرسي الرئاسة بالقوة، ومن يعلن غير ذلك فالويل له ثم الويل ثم الويل.. اذن اين هي الحرية واين هي العدالة؟ وكيف لرئيس لم يأت بعد ان يتوعد الشعب بالعقاب لانه اختار غيره؟ وكيف تزعم أنك مرشح الثورة وتريد ان تفرض ذاتك على الثورة بالقوة؟.. فالثورة تنادي بالحرية وبالديموقراطية.

الهم الذي يلم بالاخوان المسلمين في مصر اكبر بكثير من انهم لم يمارسوا ديموقراطية.. فمعظم قادتهم قد مكثوا في السجون ردحاً طويلاً.. وهم بحاجة الى علاج نفسي.. والى مصحات نفسية تعالجهم من اثار تلك الفترة العصيبة التي قضوها خلف القضبان.. فمصر لا تتحمل من يقودها الى الهلاك.. وقد شاهدنا امثلة من ذلك.. فنائب في مجلس الشعب المصري قام يؤذن اثناء الجلسة.. واخر القي عليه القبض مع فتاة في سيارة.. ونائب اخر ادعى انه تعرض لمحاولة اغتيال، واكتشف بعدها انه اجرى عملية تجميل في انفه.. فكيف لجماعة كهذه ان تحكم دولة بحجم مصر؟ لكن لا نقول في الختام الا «لك الله يا مصر».

 

السابق
الانقلاب “الإخواني” والإسلام الأميركاني!
التالي
سيكرر الروس هزيمتهم في أفغانستان على الأرض السورية