في معراب.. يوم عادي لجعجع

استيقظ سمير جعجع، قائد القوات اللبنانية، باكراً صباح أمس. عادة لم يتخلّ عنها «الحكيم» منذ أن كان في أقبية وزارة الدفاع. جلس في مكتبه، لكنه لم يكن يُعدّ الورقة التي سيلقيها في جلسة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية أمس. فهو على عكس بقية القيادات السياسية لم يتوجه إلى قصر بعبدا وفضل مقاطعة الجلسة مع «احترامنا الشديد لرئيس الجمهورية».

بدأ جعجع بممارسة طقوسه الصباحية بقراءة الصحف المحلية، والقراءة بالنسبة إليه نوع من العبادة؛ فمكتبه الكبير يضم مئات الأوراق والكتب التي ينهل منها الحكيم، تتوزع على المكتب أمامه. شده أمس مقال «أصدقاء يريدون لنا الخير» في صحيفة «لوريان لوجور». مشروب جعجع الصباحي هو المياه لا غير. أما القهوة أو الشاي، فيحين وقتهما لاحقاً. لم يختلف يوم أمس بالنسبة إلى جعجع عن بقية أيام الأسبوع، رغم أن الكثيرين عوّلوا على تاريخ 11 حزيران من أجل الحوار. بعد قراءة الصحف، تابع جعجع عند الساعة التاسعة مقتطفات من مقابلته التي أجراها معه الزميل جورج صليبي على قناة «الجديد».

أبدى الرجل ارتياحه للحلقة؛ لأن «صليبي كان محضّر ملفاته جيداً». ثم حضرت «حبيبة القلب»، (النائبة) ستريدا جعجع، فتناول الحكيم فطوره معها، ليبدأ من بعدها دوام العمل الرسمي.
أجرى الحكيم اتصالاته الصباحية مع فريق عمله المقرب منه. أصدر إليهم «أمر اليوم»، وقسّم عملهم بين داخلي قواتي وآخر لتحديد المواعيد. عند الساعة الحادية عشرة عقدت طاولة الحوار. في الوقت نفسه، كان الحكيم لا يزال يعقد اجتماعات داخلية مع فريق عمله. طلب منهم أن يحضِروا له البيان الختامي بعد انتهاء جلسة الحوار. ملابسه التي ارتداها تعكس ارتياحه: قميص من دون أي ربطة عنق، بنطلون جينز، وجاكيت رسمية. في تمام الساعة الواحدة والنصف يحل وفد من بلدية ممنع الشمالية في ضيافة جعجع. حدثهم الرجل عن حساسية المرحلة وما تتطلبه من انتباه وتوحيد الصف، وأن هذا البلد «بلدنا». عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، أتى النائب نبيل دو فريج لزيارة جعجع. الضيف الخفيف الظل لم يطل زيارته للحكيم، فغادر عند الساعة الثالثة. تمام الساعة 3:30، يحضر له أحد مساعديه البيان الختامي لجلسة الحوار. يبتسم الحكيم، يهز رأسه قائلاً: «اللي جرب المجرب كان عقله مخرب». لم يكن جعجع يتوقع بياناً مغايراً للذي صدر؛ فهو مقتنع بأنه «لما تصبح إيران وحزب الله وسوريا جاهزين للحوار، يصير هناك حوار داخلي جدي».

ما بين الساعة الرابعة والخامسة يرتاح الحكيم مجدداً مع زوجته ستريدا. فهو لم يرها منذ ما يقارب يومين، لأنها كانت في بشري. لم يتناول الغداء، لا بسبب «سمة البدن»، بل لأن جدول مواعيده كان مزدحماً. يعود مجدداً إلى مواعيده، فيلتقي وفوداً ويودع أخرى. في تمام الساعة السابعة والنصف، يشاهد مقدمة نشرة أخبار تلفزيون «المنار»، ليبدأ بتناول طعام «خفيف». جعجع متابع جيد للبرامج السياسية. فقد يعتذر الرجل من مجالسيه لمشاهدة مقدمات الأخبار لمختلف القنوات، أو لسماع موجز أخبار على الراديو.
يوم أمس كان عادياً بالنسبة إلى رئيس «القوات». لم يختلف شيء بالنسبة إليه، سوى أن برنامج مواعيده كان مزدحماً أكثر من العادة. وفي المساء، قد يراجع جعجع خياره، في الساعة التي يخصصها لنفسه، بعد اتصالات مع الحلفاء، ليحدد ما إذا كانت مقاطعته للجلسة الخيار الصحيح، أو أنه يعزل نفسه عن الآخرين.  

السابق
الاخبار: ميقاتي: سلاح حزب الله مقدّس
التالي
خطة موسكو.. مراوحة في الدم؟!