السفير: أنان يسعى لإنقاذ خطته بمجموعة اتصال دولية تضم إيران

يدفع المبعوث الدولي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان اليوم، خطته المتعثرة إلى مرحلة جديدة تقوم على تشكيل «مجموعة اتصال دولية» موسعة تشمل جميع اللاعبين على الحلبة السورية، وخصوصا ايران التي دعت موسكو إلى إشراكها، مجددة رفضها التدخل الخارجي وتحذيرها من «تغيير النظام». لكن واشنطن أبدت تحفظها إزاء مشاركة ايران، على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون التي اجتمعت في اسطنبول مساء امس بوزراء خارجية السعودية وقطر والامارات والكويت ومصر والاردن وتونس وتركيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا، قبل لقائها أنان في واشنطن غداً.
في هذا الوقت ، كلف الرئيس السوري بشار الاسد وزير الزراعة السابق رياض حجاب بتشكيل الحكومة الجديدة، فيما وردت أنباء ليل أمس عن مجزرة جديدة في مزرعة القبير في ريف حماه راح ضحيتها حوالى 78 مواطنا سوريا بينهم اطفال ونساء.

نحو مجموعة دولية جديدة
وأفاد دبلوماسيون بان أنان سيقترح اليوم أمام مجلس الامن تشكيل مجموعة اتصال جديدة تضم الغربيين وروسيا والصين لإقناع دمشق ببدء حوار سياسي مع المعارضة. ولفت هؤلاء الدبلوماسيون الى ان انان قد يقترح حتى ان تضم مجموعة الاتصال الجديدة ايران. وسيتحدث انان اليوم أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، ثم أمام مجلس الامن الدولي، لتقديم تقريره.

وأكد دبلوماسي في الامم المتحدة ان انان سيقدم افكارا جديدة لان خطته ذات البنود الستة الخاصة بسوريا «في الانعاش». واضاف «يجب اشراك روسيا في نوع من الاستراتيجية الانتقالية في سوريا».
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من بكين إلى عقد «اجتماع يضم الدول ذات النفوذ الحقيقي على الجماعات السورية المختلفة»، ورشح لافروف إلى المشاركة في الاجتماع «تركيا وايران والسعودية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوروبي»، وأضاف أن الهدف «هو التوصل إلى اتفاق بأمانة ودون ازدواجية في المعايير، لتطبيق خطة كوفي انان، لأننا نؤيدها جميعاً». وذكر بأن «الاجتماع هذا يختلف عن اجتماعات أصدقاء سوريا، المخصصة لتأييد المجلس الوطني ومطالبه الجذرية».
وجاء في بيان مشترك نشر عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة الصينية بكين، ان «روسيا والصين تعارضان بشكل قاطع المساعي لحل الازمة في سوريا عن طريق التدخل العسكري الخارجي، كما تعارضان فرض سياسة لتغيير النظام» في هذا البلد، فيما اعتبر لافروف أن تغيير النظام في سوريا سيقود إلى «كارثة».

من جهتها، استقبلت كلينتون بفتور دعوة لافروف إلى مؤتمر دولي معارضة مشاركة ايران، بقولها إنه «من الصعب تصور دعوة بلد يدير هجوم نظام الأسد على شعبه»، وأضافت «قبل أن أقوم بلقاءاتي واستمع إلى آراء المعنيين بشكل مباشر، لن أحكم مسبقا على ما إذا كان سنقيم مؤتمرا ومن سيكون مدعوا». وأدلت كلينتون بهذه التصريحات في أذربيجان قبل سفرها إلى اسطنبول حيث حضرت اجتماعا بشأن سوريا، بمشاركة
نظرائها السعودي والقطري والمصري والاردني والاماراتي والكويتي والتونسي والتركي والفرنسي والألماني والبريطاني، إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.
وردا على سؤال حول اقتراح روسيا اشراك ايران في مؤتمر حول الازمة السورية، اجاب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد اجتماع اسطنبول بأن «ايران لا يمكن ان تشارك باي شكل (في مؤتمر حول سوريا) لان مشاركتها ستتعارض اولا مع الهدف الذي ترمي اليه الضغوط القوية التي تمارس على سوريا، كما سيكون لهذا الامر تأثير على المحادثات حول البرنامج النووي الايراني وهذا الامر ليس مستحبا».
واتفق الوزراء المجتمعون في اسطنبول على تشكيل «مجموعة تنسيق» لدعم المعارضة السورية، وإرسال مبعوث لحضور اجتماع للتنسيق بين مختلف أطراف المعارضة السورية في 15 و16 حزيران الحالي، كما بحثوا «خطوات إضافية» تشمل «تنسيق عملية الانتقال إلى الديموقراطية في مرحلة ما بعد الأسد».

وقالت كلينتون قبل الاجتماع إن المشاركين سيناقشون «العناصر الأساسية لاستراتيجية انتقال ديموقراطي» في سوريا، وأضافت «حان الوقت لكي نوجه اهتمامنا جميعا إلى عملية انتقال منظم للسلطة في سوريا تمهد الطريق أمام مستقبل ديموقراطي ومتسامح وتعددي. من الواضح أن الرئيس الأسد لا يمكنه احلال السلام والاستقرار أو احداث تغيير ايجابي للشعب السوري وفشل في ذلك بل وعمل في الحقيقة ضد كل هذا.»
وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالعقوبات التابعة لمجموعة «اصدقاء سوريا» حيث التقى ممثلو أكثر من 55 دولة في واشنطن لبحث سبل زيادة العقوبات الاقتصادية ضد حكومة الأسد إنه «نظرا لعدم الامتثال بشكل جاد من جانب النظام لخطة أنان .. هذا هو الاتجاه الذي سنسلكه قريبا.»
واعترف غايتنر بأن العقوبات لن تكون كافية لوقف العنف أو إحداث تغيير سياسي لكنه قال إنها لعبت دورا مهما. واضاف «توضح العقوبات القوية لمجتمع الاعمال السوري وغيره من داعمي النظام أن مستقبلهم قاتم ما دام نظام الأسد في السلطة.»
وأضاف غايتنر ان «الولايات المتحدة تأمل في ان تنضم قريبا جميع البلدان المسؤولة الى اتخاذ اجراءات مناسبة ضد النظام السوري، بما فيها القيام بتحرك في مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع اذا لزم الامر بناء على ما طالبت به الجامعة العربية الاسبوع الفائت».

وأعلن وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي امام لجنة برلمانية ان هناك خطرا من حصول إبادة في سوريا في غياب تدخل سريع. وصرح الوزير الايطالي امام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب ان «استراتيجية دمشق قد تفضي الى ابادة في حال لم يتم التدخل سريعا». واوضح ان «استراتيجية دمشق واضحة، فهي تريد الدفاع عن بقائها عبر تصعيد العنف ضد السكان بأشكال اكثر مباشرة ووحشية ومن خلال تغذية النزاعات بين مختلف شرائح المجتمع السوري».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي ان «بشار الاسد ما زال يصم بإصرار اذنيه عن سماع مطالب شعبه» وان قراره الاخير «لا يلبي تطلعات السوريين والمجموعة الدولية». واضاف «ثمة وضع ملح يقضي بأن يوقف النظام قتل شعبه ويتعهد بتطبيق خطة كوفي انان». ولم يرد فاليرو الذي سئل عن الفكرة المطروحة لتشكيل مجموعة اتصال تضم ايران والسعودية والتي ينسبها بعض وسائل الاعلام الى كوفي انان. واكتفى بالقول ان «المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية يستطيع ان يوضح توصياته لوقف اعمال العنف» خلال مداخلاته المقررة في الامم المتحدة.
 

السابق
النهار: التفاهم الحكومي الجديد مخرج للسلف المالية وسلة التعيينات
التالي
بلاد العجائب