بيضون:مجلس تأسيسي يعني لا دولة

رأى محمد عبد الحميد بيضون في حديث الى "المستقبل" امس، أن مطالبة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بمؤتمر تأسيسي هي للرد على حصر موضوع الحوار بالسلاح وتعني عدم اعترافه بأي من مؤسسات الدولة القائمة أي "إلغاء ما هو موجود"، مؤكدا أن "كل الشيعة لا يعتبرون اليوم انفسهم في مواجهة كل السنّة في لبنان وسوريا".

وهنا نص الحوار:

برأيكم هل على قوى 14 آذار المشاركة بالحوار في 11 حزيران؟
ـ علما بأن المواعيد غير مقدسة، لكني انصح "قوى 14 آذار" بالمشاركة في الحوار شرط توفر شرطين مسبقا: تحديد مدة زمنية لا تتعدى 3 أسابيع لان وضع البلاد لا يحتمل أي مماطلة، وتفعيل دور الرئاسة بمعنى تحضيرها ورقة العمل بعد التشاور مع كل الاطراف لان دورها لا يقتصر على مراقبة الهدنة كدور المراقبين المنشورين في سوريا.
لقد حققت "14 آذار" مكتسبات عدة. فرئيس الجمهورية دعا الى الحوار لانه يعتبر ان الحكومة ساقطة فعلاً ولم يبق شكلاً إلا دفنها. ثم، هو يريد تعزيز علاقة لبنان بالسعودية. والمكتسب الثالث حصر جدول الأعمال بالسلاح. هذه ثلاث نقاط ايجابية لا يجب ان تضيع. ثم إن فشل الحوار يعني نهاية الرئاسة، خصوصا وان رئيس الجمهورية سبق ان تحدث عن تقصير ولايته، وهذا أمر لا مصلحة لـ"14 آذار" به.

 كيف تفسرون مطالبة السيد حسن بأن يكون الحوار للمجلس التأسيسي؟
ـ بهذا الطرح اراد السيد نصرالله ان يرد على رئاسة الجمهورية التي حددت جدول أعمال الحوار ببند وحيد هو السلاح بكل أنواعه الفردي، الفلسطيني، والخاص بـ"حزب الله". ان الدعوة الى انتخاب مجلس تأسيسي تعني ان الحزب لا يعترف بأي من مؤسسات الدولة. والسؤال ماذا كان يفعل سابقاً؟ وهل كانت تجربته السياسية كلها فاشلة لانه منذ عام 1992 ولديه كتلة نيابية كبيرة تضم ما بين 13 و15 عضوا ومنذ العام 2005 يشارك في الحكومة؟ اعتقد ان طريقته الثورية تقوم على إلغاء ما هو موجود. فأي تعديل للدستور لا يتم عبر الارتجال في خطاب، لان هذا الاسلوب يدل على الروح الفردية السائدة، اذ تؤخذ القرارات بلا مشاورات مع الحلفاء. كما على الأرجح لم تحصل أي مشاورات داخل الحزب حيث اصبحت القرارات فردية نتيجة سنوات من تأليه الأشخاص. وهذه سياسة أدت الى مزيد من تدهور لبنان.

إلام مرد التفرد داخل الحزب؟
ـ مرده تأليه الشخصيات واستمرار الشخص نفسه عقدين من الزمن مترئساً الحزب مما يجعله يشعر انه صاحب سلطة مطلقة. وهذا ما يؤدي الى الارتجال في اتخاذ القرارات.

أليس ذلك بسبب ما قيل عن "خروق" داخل الحزب نفسه؟
ـ لا خروق انما خضوع الحزب كله للفردية.

أهو حلم الفردية الذي دفع السيد نصرالله الى اقتراح المجلس التأسيسي؟
ـ لا يقبل أي دستور بفكرة المثالثة. نحن دولة فيها دستور وثمة طرق لتعديله إذا أريد له ذلك على أن لا يناقض التوافق الوطني. كما لا يمكن القبول بأن تكون لأي طائفة حق الفيتو على الدولة.

ولكن لطرح ايجاد صيغة جديدة صدى ايجابي أقله لدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟
ـ المهم ان لدينا دستورا ونحن في حاجة إليه. والمشكلة ان رئيس الجمهورية لم يتجرأ، الى الآن، على اقتراح تعديل أو التقدم بمشروع لذلك. أما حديث البطريرك عن الوفاق فواضح وقاطع ويعني ان المطلوب التزام الميثاق أي عدم الارتباط بالخارج، وهذه رسالة واضحة للحزب.

لماذا يتهرب "حزب الله" من تحمّل المسؤولية الرسمية مباشرة؟
ـ لا يتوانى ثلاثي الانتهازية والفوضى والفساد، وأعني بهم "حزب الله"، وعون و(رئيس المجلس نبيه) بري، عن التنصل من المسؤولية والقول انهم لا يحصلون على ما يريدون. لكن من المسؤول؟ هؤلاء يتذرعون ان رئيس الحكومة هو من يعرقل لكن هذا الرئيس هو أضعف رئيس حكومة عرفه لبنان. ومن نتائج ضعفه انه لم يستطع مواجهة أي مشروع. وأخطرها تمثل في عدم جرأته على إدانة مجزرة الحولة السورية فيما اعرب "حزب الله" في بيان عن "ألمه" مما حصل، كما لجأ الى جمعية المصارف لتأمين تمويل المحكمة (ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان).

في ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا، هل ترون ان الطائفة الشيعية تدفع ثمن مساندة "حزب الله" للنظام السوري؟
ـ ليس في هذا الملف فقط. ان أكبر اخطائه انه بدلاً من ان يكون محل إجماع وطني، بات محل انقسام لانه اتهم طوائف كاملة بالعمالة بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006. اليوم ليس الشيعة كلهم ملتفين حول نصرالله وليسوا كلهم يشعرون انهم باتوا في مواجهة كل السنّة في لبنان وسوريا. وما قام به هي سياسة الانعزال الكبيرة بالذات.

بم تعلقون على ترك اعداد كبيرة من النازحين السوريين الضاحية الجنوبية الاحد عائدين الى بلادهم؟
ـ ان السبب في ذلك يعود الى ضغوط تمارس عليهم وتعرضهم لبعض الأعمال غير المقبولة والتي لا يمكن للحزب ان يضبطها لان من يقوم به مغطى سياسياً.

هل توافقون وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في تخوقه من تحول الصراع طائفياً في لبنان؟
ـ لا اعتقد ذلك لان للطائفة السنّية هامش حركة سياسية كبيرة وواسعة، في حين ان الشيعية السياسية ترتبط مباشرة بالنظام السوري وبأهداف إيران التي تعتبر ان سقوط هذا النظام خط أحمر وتؤكد انها مستعدة لكل الأثمان. والخطير جداً رفض المسؤولين الإيرانيين القريبين من المرشد علي خامنئي أي حل شبيه بالطريقة الليبية وقولهم انه سيؤدي بـ"حزب الله" الى تفجير المنطقة. وهذا تحديداً يربط لبنان بأهداف إقليمية لا يمكن للدولة اللبنانية ان تتحملها.
  

السابق
أنان… والدور المطلوب
التالي
كنيسة المهد في بيت لحم على لائحة التراث العالمي؟