السفير: أنان للبنان: منع تهريب السلاح والمسلحين إلى سوريا

لا شيء يروي حرقة قلوب أهالي المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر، إلا استمرار الابتهالات، التي انضم إليها بالأمس، رئيسا حكومتي لبنان نجيب ميقاتي وتركيا رجب طيب أردوغان والموفد الدولي كوفي أنان، بحديثهم عن الجهود المكثفة للإفراج عنهم، بينما كانت مجموعة سورية جديدة، تدعى «ثوار سوريا ـ ريف حلب» تعلن مسؤوليتها عبر قناة «الجزيرة» عن خطفهم، وتؤكد سلامتهم وتبادر إلى نشر صور جوازات سفرهم، وتطرح شروطا بينها الإفراج عن معتقلين معارضين لدى النظام واعتذار الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله عن خطابه الأخير!
وقد احتلت هذه القضية حيزا من مباحثات كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري مع الموفد الدولي كوفي أنان، الذي اكتفى بالإشارة الى الغموض الذي يكتنفها، واعدا بالمساعدة عبر المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا الذين «بإمكانهم الحديث مع كل القوى الموجودة على الأرض وسؤالها عن الموضوع»!

وبينما يطل السيد نصر الله في الاحتفال الذي تقيمه السفارة الإيرانية في ذكرى رحيل الإمام الخميني عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم في الاونيسكو، واجه المياومون وجباة الاكراء الذين يواصلون اعتصامهم السلمي في «مؤسسة كهرباء لبنان» أمس، محاولة مندوبي «شركات مقدمي الخدمات (sp)»، إخراج فواتير الجباية من المؤسسة عبر سيارة أجرة، الأمر الذي اثار غضبهم، ودفعهم الى طرد هؤلاء واعادة الفواتير الى المؤسسة.
واعتبر أمين السر لـ«لجنة المتابعة» جاد الرمح، أن «أخذ الشركات فواتير الجباية، يعني فعليا، بدء عملها»، محذرا من أن «تكرار محاولات الاستفزاز، سيؤدي إلى انتفاضة أوسع وأكبر»، محملا الشركات «مسؤولية أي رد فعل سيحدث».
وبينما تعقد اللجان النيابية المشتركة جلسة خاصة حول موضوع المياومين الاثنين المقبل، اصر وزير الطاقة جبران باسيل على المباراة المحصورة، في حين هدد وزير العمل سليم جريصاتي العمّال الذين «يمارسون التخريب المنهجي ويعطلون سير المرفق العام»، بحرمانهم من حقهم في اللجوء إلى وزارة العمال في حال عدم نيلهم حق التثبيت!

سياسيا، يتوجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، صباح اليوم، الى مدينة جدة السعودية، في زيارة ليوم واحد يلتقي خلالها الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أنه سيتم خلال اللقاء «بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وتأتي زيارة سليمان الى جدة، على مسافة عشرة ايام من دعوته الى استئناف هيئة الحوار الوطني، في ضوء تشجيع عربي ودولي، كانت الأكثر تعبيرا عنه برقية الملك عبد الله، قبل عشرة ايام.
ومن المتوقع أن يطلب سليمان من المملكة استخدام نفوذها لدى حلفائها اللبنانيين لتشجيعهم على المشاركة في الحوار. كما سيتمنى على المملكة المساعدة في قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا ومحاولة إقناع دول خليجية بالعودة عن قرارها بمنع رعاياها من السفر إلى لبنان، علما بأنه سيزور الكويت الأحد المقبل للغاية نفسها.

وبينما كان أهالي المخطوفين يعولون على زيارة ميقاتي تركيا، فان رئيس الوزراء التركي اكتفى في البيان الرسمي المشترك بالقول إن تركيا «ستستمر في بذل جهود مكثفة من اجل إنقاذ المواطنين اللبنانيين المتواجدين حالياً في سوريا». وعبر ميقاتي «عن دعم استعجال هذا الموضوع مطالباً تركيا بمواصلة جهودها المرضية والمستمرة في هذا المجال». وتم تكليف السفير التركي في بيروت بمتابعة ملف المخطوفين وقضايا أخرى تهم البلدين.
وشكلت إطلالة المجموعة السورية الخاطفة عبر قناة «الجزيرة» بالتزامن مع اللقاء، صدمة للجانبين اللبناني والتركي، اذ انها المرة الأولى التي تعبر فيها مجموعة سورية معارضة بالصوت والصورة وبجوازات السفر والأسماء عن مسؤوليتها وشروطها.
وجاء في بيان المجموعة الخاطفة أن «اللبنانيين المختطفين في ضيافتنا وهم بصحة جيدة»، وأشار الى أن مفاوضات إطلاق اللبنانيين «ممكنة بعد اعتذار نصر الله عن خطابه الأخير». وأضاف البيان «مشكلتنا ليست مع أي طائفة لكن مع من يشارك في قمع الثورة».

وأوضح البيان أن المجموعة قررت إطالة مدة إبقائهم لديها لأسباب عدة بينها أن خمسة منهم تبيّن أنهم ضباط في «حزب الله» إضافة إلى مجزرة الحولة والخطاب الاستفزازي الأخير لنصر الله.
من جهة ثانية، عكست المحادثات التي أجراها الموفد الدولي كوفي انان، أمس، في بيروت، مع سليمان وبري، والتي سيستكملها اليوم بلقاء ميقاتي، جدية الموفد الدولي في إنجاح مهمته وتخطي الصعوبات التي تعترضها والحد من الانحدار السلبي للأوضاع في سوريا.

إلا أن انان عبر خلال المحادثات عن تخوفه من تطور سلبي تسلكه الأوضاع في سوريا، وقد أكد لسليمان وبري انه يسعى إلى زيادة عوامل نجاح خطته خاصة «ان هناك أمورا أحرزنا فيها تقدما وأمورا ما زالت تحتاج إلى جهود». وفهم أن زيارة انان لبنان تندرج في سياق زياراته دول الجوار السوري لحثها على أن تكون عنصرا ايجابيا مساعدا في إنجاح مهمته. وكان لافتا للانتباه تشجيعه على سياسة «النأي بالنفس» وألا يشكل لبنان عامل تأجيج للوضع السوري، وهذا يقتضي، كما قال، العمل على منع تهريب السلاح والمسلحين. وفي هذا السياق، جرى التأكيد على ضرورة ان يقدم لبنان المساعدة على هذا الصعيد .

السابق
الجبهة الديمقراطية نظمت زيارة الى موقع مليتا السياحي
التالي
النهار: سليمان يردّ على تلميحات أنان: حدودنا مضبوطة بنسبة عالية