الخوري: سليمان يسعى الى حماية لبنان من الانزلاق إلى سياسات المحاور

افتتحت كلية العلوم السياسية والإدارية والديبلوماسية في جامعة سيدة اللويزة، مؤتمرا بعنوان: " تجديد النظام اللبناني : على ضوء رسالة لبنان ودوره في المنطقة"، برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلا بوزير البيئة ناظم الخوري، وذلك في إطار إحتفالات جامعة سيدة اللويزة بيوبيلها الفضي وبمناسبة مرور 25 سنة على أطلاق الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان".

بعد النشيد الوطني، كلمة ترحيبية من عريفة الحفل المدير المساعد لنائب رئيس الجامعة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة ندى سعد صابر.

غيث
إستهلت الجلسة الافتتاحية مع عميد كلية العلوم السياسية والإدارية والديبلوماسية الدكتور شاهين غيث الذي حدد أهداف المؤتمر من خلال "التعمق في استيعاب وتقدير إيجابيات نظامنا وإخفاقاته، ومن ثم اقتراحات تعديلات التحسين". وقال: "نلتقي اليوم مع روحية الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان ومع التوجهات الوطنية والفكرية العامة التي يشدد عليها فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، لذلك أملنا برعاية فخامته، ملتزمين الإيمان والعمل للبنان الرسالة والعدالة والديمقراطية".

مطر
وقال نائب رئيس الجامعة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة سهيل مطر: "إلى أي مدى استجبنا، أعمالا وسلوكا وأنظمة وقوانين، لما ورد في الإرشاد الرسولي. البعض يريد رسالة لبنان، صورة عن مفاهيمه الحزبية أو الدينية الخاصة، وهنا يقع المأزق، ونبقى في دوامة البحث الذي لا ينتهي".

وتابع مطر: "دورنا، اليوم، حدده فخامة الرئيس في لقائه الأخير، مؤكدا على احترام ثلاثة مفاصل: الأولى، الانتماء العربي من خلال جامعة الدول العربية، دون انحياز أو تطرف، الثانية البعد العالمي من خلال الارتباط بالأمم المتحدة، واحترام حقوق الإنسان، كل إنسان، في مواقفه وآرائه وتطلعاته".

موسى
من جهته، رأى الأب الرئيس وليد موسى أن الجامعة هي " صورة مصغرة عن طاولة الحوار التي دعا إليها فخامة الرئيس… لهذا نحن هنا، من كل لبنان، من كل الأطياف، ومن كل الطوائف والأحزاب، وإن شئتم من كل الدويلات التي تتناسل في هذه الجمهورية العزيزة، نحن هنا، برعاية فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، وصورته تظللنا، مؤمنين، وبصراحة مطلقة، أن النظام السياسي اللبناني، وكما يطبق حاليا، بحاجة إلى إعادة نظر، بعيدا عن المزايدات والديماغوجية الفارغة".

وقال: "البعض يدعي أن المس بالطائف هو مس بالمقدسات، نحن لا نقول ان الطائف سقط، ولا عودة إليه، بل نقول: أن "الطائف" كما طبق، كان استنسابيا، ولم يصل إلى تحقيق صيغة الوحدة الوطنية المثلى، لذلك نتنادى إلى كلمة "سواء"، لعلنا نصلح ما عجز عنه خلال 23 سنة". وتمنى أن "تنتهي هذه الحلقة إلى توصيات يمكننا أن نرفعها باسمكم إلى المراجع المعنية والمسؤولة، لعلنا نساهم في عملية الإنقاذ التي آن أوانها، فإن لم نفعل، لات ساعة مندم".

الخوري
ثم تحدث الوزير الخوري، فقال: "لقد شرفني الرئيس العماد ميشال سليمان، فكلفني بأن امثله في هذا المؤتمر الهام وبان انقل اليكم بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لجامعة سيدة اللويزة، احر التهاني واطيب التمنيات لهذه الجامعة الحبيبة والمميزة بدورها البناء وعطآءاتها العلمية والثقافية والوطنية".

وتابع:"لقد اطلق الطوباوي يوحنا بولس الثاني رأس الكنيسة في الارشاد الرسولي شعارا رؤيويا في وصفه لبنان "بانه اكثر من بلد وبانه رسالة "وجامعة سيدة اللويزة، كذلك هي اكثر من جامعة، انها رسالة محبة وسلام وعيش مشترك،انها منارة للعلم والمعرفة ومنبع للرجال وللأجيال الواعدة تسلحهم بالقيم الانسانية التي نعول عليها كبير الامل وعميق الرجاء".

وأردف: "لقد آمن فخامة رئيس البلاد "بمبدأ لبنان الرسالة" وعمل على تجسيد هذا الشعار ووضعه موضع التنفيذ من خلال كلمة فخامته من على منبر الامم المتحدة حيث اعلن عن طموحه بأن يكون لبنان مقرا دوليا للحوار بين الثقافات والاديان في العالم. منذ حوالي الشهر تقريبا وبعد اجتماع فخامته مع دولة رئيس مجلس النواب اعلن انه "قد تم درس السبل العملية لجعل لبنان مقرا دوليا معترفا به من الامم المتحدة كمركز رسمي لحوار الاديان والثقافات".

وقال: "في هذا كله تأكيد من فخامته على ايمانه العميق بدور لبنان الانفتاح، لبنان العيش المشترك، لبنان المؤمن بالسلام والعدالة والقيم الانسانية، لبنان البلد الصغير جغرافيا والكبير في تبني ابنائه للحرية وبتعلق شعبه بأرضه. هذا اللبنان الذي ابتدأت بعض الدول في دراسة صيغته الفريدة كي يصار الى تطبيقها في محاولة لحل بعض مشاكل شبيهة بمشاكلنا".

اضاف: "ان التزام فخامة رئيس البلاد بالحوار واعتماده وسيلة حضارية للتعامل بين اللبنانيين حول كل ما يختلفون عليه هو نفس تعهد فخامته بالحفاظ على الدستور وعلى اهمية اعتماد الحوار كخيار وحيد نعتمده للوصول الى اصلاح النظام والتركيز على روحية الدور والرسالة في هذا التجديد. كما يؤكد فخامته في كل مرة على ضرورة اطلاق ورشة التعديلات الدستورية كي تستقيم الاوضاع وتتوازن المسؤوليات والصلاحيات عبر حوار يشارك فيه جميع اللبنانيين".

وتابع: "إن الموضوع الأهم حاليا هو تجاوز الحالة الطائفية والمذهبية المسيطرة على البلاد كي نرتقي إلى حالة التفاعل والإبداع وأن ننتقل من دولة المذاهب إلى وطن المواهب وإلى استعادة القرار الوطني الحر والدولة المدنية، وهذا يملي علينا إقرار قانون انتخاب عصري وحديث يؤمن المشاركة الحقيقية والتمثيل الصحيح لكل مكونات وأطياف المجتمع اللبناني المقيم والمغترب".

واضاف: "التحديث والإصلاح قوامهما قضاء مستقل إذ أن القضاء الموثوق والعادل هو أساس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والنفساني، كما تفعيل دور أجهزة الرقابة والمحاسبة. يضاف إلى ما تقدم اعتماد مبدأ اللامركزية الإدارية كمدخل للإنماء المتوازن. ثلاثة مداميك أساسية تشكل بداية إقامة دولة العدل والقانون التي سيفخر اللبنانيون جميعا بالانتماء إليها والولاء الكامل لها وحينها لن يحاول أحدا الاستقواء بالخارج لدعم موقفه في الداخل".

وقال: "في هذه المناسبة وفي مصنع الرجال هذا لا بد أيضا من نقل بعض من رسالة فخامته الى طلابنا الاحباء: "كلي إيمان بكم، رجالا للغد، تنطلقون، تحملون الراية، تتبادلونها وترفعونها عالية، ارفعوا رؤوسكم عاليا فأنتم أبناء وأحفاد هؤلاء الرجال العظام الذين رفعوا اسم لبنان بإنجازاتهم ومثابرتهم وصبرهم ونضالهم، ان التحدي أمامكم كبير جدا ولن يكون سهلا عليكم المحافظة على مستويات إنجاز الكبار الذين سبقوكم وساهموا في إصلاح وطنكم بعيدا عن الحزبية الضيقة والتقوقع وليكن التضامن فيما بينكم شعارا وهدفا تعملون على تحقيقه أينما نزلتم وحللتم. المستقبل لكم إذا عرفتم كيف تهدمون جدران الانقسام والتباعد وتبنون منها جسورا للتفاهم والتعاون والتواصل. المستقبل لكم فاصنعوه بأفكاركم وبأيديكم. أرضكم لكم فحافظوا عليها وافتخروا بانتمائكم لهذا الوطن. وتذكروا دوما ضرورة العمل على تحقيق نظام رعاية وحماية اجتماعية وتعاضد إذ أن الأوطان لا تستقيم وتنمو إلا بتوازن كافة أطياف مجتمعاتها".

وختم: "علينا جميعا أيها الأخوات والأخوة ان نضع نصب اعيننا ما يسعى فخامة الرئيس سليمان إلى تحقيقه بالتعاون مع الحكومة الا وهو العمل الدؤوب من اجل حماية لبنان من الانزلاق إلى سياسات المحاور الدولية والإقليمية و استمرار المشاركة في الحياة السياسية محليا وإقليميا ودوليا والانفتاح على العالم دون تزلم ولا ارتهان".

الجلسات
بعدها إفتتحت الجلسة الأولى بعنوان "فلسفة النظام التعددي اللبناني: نجاحات وفشل"، ترأسها إيلي الفرزلي وشارك فيها الأباتي بولس نعمان عن أسس الكينونة اللبنانية، إدمون رزق عن فلسفة الميثاق الوطني، ممثل وزير العمل سليم جريصاتي اندريه شدياق الذي تناول في مداخلته الدستور والميثاق وأيهما بحاجة إلى تعديل.

بعد إستراحة قصيرة ، تابع المؤتمر أعماله في جلسته الثانية بعنوان "النظريات العلمية للأنظمة التعددية والتطبيق اللبناني"، برئاسة البروفيسور إبراهيم نجار، وشارك فيها كل من النائب سامي الجميل حيث تناول في مداخلته الأنظمة التشاركية والتوافقية ومتطلبات نجاحها، الدكتور فارس سعيد تناول مفهوم الدولة المدنية، مدير كلية العلوم السياسية والإدارية والديبلوماسية الدكتور إيلي الهندي والذي تناول الحقوق المدنية والإنسانية في النظام التوافقي الطائفي.

أما الجلسة الثالثة فتمحورت حول أسس السلم الأهلي والاستقرار، وترأسها زياد بارود، وشارك فيها عميد الكلية شاهين غيث الذي تحدث عن قانون الإنتخابات، الدكتور ريان عساف عن اللامركزية الإدارية، الإعلامية جيزيل خوري عن الحرية الإعلامية كرسالة تثقيف شعوب، والنائب غسان مخيبر عن المجتمع المدني ودوره في المرحلة الإنتقالية.

"رسالة ودور لبنان في المنطقة" عنوان الجلسة الختامية التي ترأسها رئيس مجلس الخدمة المدنية الدكتور خالد قباني، وشارك فيها كل من: الدكتورة منى فياض التي تناولت الوحدة ضمن التنوع ومواجهة المشاريع الأحادية والشمولية، شريف فياض عن "مثال العيش المشترك نجاح أم فشل، والدكتور إبراهيم شمس الدين عن لبنان كمركز لحوار الحضارات.  

السابق
الحجار: نريد حوارا منتجا هادفا لا حوارا مسرحيا تلفزيونيا
التالي
المياومون يعلقون الاعتصام بعد اجتماعهم مع شربل