وأخيرا قلعة دوبيه في شقرا.. تلقى الاهتمام السياسي

للمرّة الأولى منذ تاريخها المنظور، تشهد قلعة " دوبيه" الأثرية في بلدة شقرا في قضاء بنت جبيل، اهتماماً رسمياً ولكن من السفارة الفرنسية، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار في لبنان. هذه القلعة الصليبية التي شيّدت على أنقاض قلعة رومانية، تخضع هذه الأيام لدراسة طوبوغرافية من فريق عمل متخصّص تابع للمركز الفرنسي لأبحاث الشرق الذي لجأ بحسب مسؤول الفريق الباحث سيريل الى " رسم خريطة القلعة الهندسية بعد مسح طوبوغرافي وابراز تاريخ بناء القلعة ومراحله المختلفة، فتوصلنا الى معرفة بناء القلعة من القديم الى الأقدم، والذي يعود البارز منه الى العهد الصليبي"، ويؤكد سيريل أن " جزءاً مهماً من القلعة الموجودة حالياً يعود الى أيام المماليك على عهد الظاهر بيبرس، اضافة الى جود آثار رومانية، تؤكد أن القلعة بنيت على أنقاض قلعة رومانية، وقد حصلنا على وثائق يعود تاريخها الى العام 1636م تبرز أن هذه القلهة هي المكان الذي تم فيه اعتقال يونس الحصن بعد سقوط الأمير فخر الدين".

ويوضح مسؤول المواقع الأثرية في مديرية الأثار في جنوب لبنان علي بدوي أن " الهدف الأولي لفريق العمل الفرنسي انجاز الخرائط لايضاح التفاصيل الحقيقية لبناء القلعة تمهيداً لوضع خطة هندسية لترميمها واعادة بناء ما تهدم منها، ورغم عدم وجود وثائق تاريخية تبرز التاريخ الحقيقي لبناء القلعة، الاّ أن الفريق الباحث سيعمل جاهداً للبحث عن وثائق للقلعة في فرنسا، وستعمل مديرية الآثار على الحفاظ على خصوصية هذه القلعة ومحيطها الطبيعي". وقد زار السفير الفرنسي باتريس باولي، يوم أول أمس ( السبت)، القلعة، برفقة رئيس مركز الدراسات والأبحاث الفرنسية في الشرق فرنسوا بارليد والملحق الثقافي آدلين ليشفلير وحضور رئيس بلدية شقرا ودوبيه رضا عاشور وقائد الكتيبة النيبالية العقيد ليللاّ شاتري، وجالوا في غرف القلعة ومحيطها، واستمعوا من سيريل الى شرح مفصّل عن تاريخ القلعة وأهميتها التراثية وتفاصيل بنائها. وقد عبّر السفير باولي عن سروره بهذه الزيارة، معتبراً أن " القلعة مهمة جداً في بنائها وتاريخها"، شاكراً " الفريق الفرنسي على ما أنجزه حتى الأن، والكتيبة النيبالية على ما قامت به من أعمال تنظيف في القلعة، وبلدية شقرا التي تهتم بشكل لافت بتاريخها وتسعى الى الحفاظ على تراث القلعة". كما شكر رئيس البلدية رضا عششور السفير الفرنسي على زيارته واهتمامه مع فريق العمل، طالباً مزيداً من الاهتمام والدعم لاعادة بناء وترميم القلعة.

يذكر أن القلعة يبلغ طولها 125 متر وعرضها 80 متراً، فيها ثلاث طبقات والثالثة متهدمة وفي الطبقتين الباقيتين 32 حجرة وغرفة وفي داخلها وخارجها آبار وصهاريج كثيرة، وفي داخلها بئر في الطبقة الثانية وفي خارجها صهريج كبير منقور في الصخر الأصمّ، وأن " بناءها متأخر عن رحلة ابن جبير والاّ لم يهمل ذكرها وقد مرّ وهو ذاهب من هونين الى تبنين بقربها في وادي الأصطبل وهي مكان عال". وبحسب المؤرّخ الراحل السيد محسن الأمين، الذي وصف القلعة بأنها " قلعة قديمة لها خندق وفيها لوازم الحصار يحيط بها واد من جهاتها الثلاث عدا الجنوبية، لها ربض من غربها يسمى الزنّار. جددها آل علي الصغير في عهد ناصيف النصار وسكنوها، وبناؤهم فيها ظاهر مفترق عن بنائها الأصلي. ومن أرضها قطعة تسمّى مرج الستّ الى اليوم، كانت مزدرعاً لاحدى نسائهم. وممن جدد بناءها الشيخ ظاهر بن نصّار النصار ابن أخي ناصيف النصار من آل علي الصغير، ولمّا أتم بناءها وصعد الى أعلاها ليشرف على مناظرها سقط الى الأرض فمات وذلك عام 1163. وقيل أنها كانت مقر مراد النصار على عهد أخيه ناصيف النصار وبعده كانت مقر ولده قاسم المراد. وفيها اختبأ الأمير يونس المعني بولديه ملحم وحمدان من وجه الكجك أحمد باشا والي صيدا لما زحف بعساكره لمحاربة أخيه فخر الدين كما فرّ أخوه الأمير فخر الدين الى قلعة شقيف تيرون وذلك سنة 1044".

السابق
معدات طبية هبة من اليونيفيل الى الصليب الاحمر في صور
التالي
تشريع إنقلاب إنتخابي… وتغيير ديموغرافي خطير