رد إسرائيلي

لم يفاجأ العارفون بطبيعة اسرائيل بردها على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات المباشرة، فبعد مرور شهر على تلك الرسالة التي نقلها رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل فياض الى نتنياهو جاء الجواب عبر مستشاره اسحق موخلو السبت الماضي دون ان يجيب على اي من المطالب بالقبول بل بتمييع الموقف اي اضافة التأكيد على ان سلطة الاحتلال ماضية في مخططها الاستيطاني ورفض اي مسعى يفتح الطريق امام معاودة البحث من كيفية الوصول الى الحل المرضي.
وتتمسك السلطة الفلسطينية بالثوابت التي تضمنتها رسالة عباس وهي وقف الاستيطان الذي تصاعد اخيراً والاعتراف بحدود الرابع من حزيران العام سبعة وستين واطلاق سراح الاسرى، وهذه غير مقبولة بالنسبة لمن يتشبت بالاراضي المحتلة وينكر على الفلسطينيين اقامة دولتهم المستقلة وعودة من نزح منهم الى وطنه وكذلك وقف التهويل وتغيير المعالم التارخية والجغرافية لمدينة القدس بصورة خاصة.

وليس صدفة ان يتزامن اعلان واشنطن في هذا الاسبوع دعم مالي كبير لاسرائيل بمبلغ ستمائة وثمانين مليون دولار مخصص لاعطائها المزيد من منظومات القبة الحديدية بعد منحها مائتين وثمانين مليون دولار ترجمة لالتزامها بما تصفة امن اسرائيل وحمايتها من صواريخ تنهال عليها اذا شنت عدواناً جديداً او حرباً ضد ايران ما زالت واشنطن ترفضها لاعتقادها بأنها ليست نزهة بل بمثابة اضطراب واسع يطال المنطقة كلها ويتسبب بتداعيات خطرة.

وفي الوقت ذاته تمضي اسرائيل في التشبت ضد اطلاق الاسرى المعتقلين في سجونها غير الصحية وغير الانسانية رافضة الدعوات الواسعة لتطبيق شرعة حقوق الانسان والنداءات الدولية المتعددة، لتوفير ما يحتاجه اكثر من الف وخمسمائة سجين ممتنعين عن الطعام لفترة طويلة باتت تهدد حياتهم وقد حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من كارثة وطنية في حال اصيب اي من هؤلاء ومن انعكاسات ذلك على الرأي العام العالمي، وفي هذا السياق جاء اتفاق الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين اوغلو على تدويل قضية الاسرى ودعم خطة عنان لحل سياسي في سوريا ومواجهة تعثر وقف النار الذي يدخل شهره الثاني.

ويدفع الموقف الاسرائيلي المتعنت الى وجوب حراك عربي ودولي لا سيما الامم المتحدة لاعتماد الضغوط المطلوبة لدفع عملية سلام الشرق الاوسط الى الامام بعد ان ثبت انعكاس الممارسات الاسرائيلية على امن واستقرار الدول العربية نتيجة تغذية التباين والتسبب بقلق يساور الجميع مما يجري من سلبيات بدعم وتدخل تل ابيب.

السابق
طرابلس للدولة.. لا للفوضى
التالي
الاستحواذ على قضية الفلسطينيين