عمال يقبضون رواتبهم.. ولا يعملون في صور؟!

جنوب مدينة صور، وبالقرب من شاطئ البحر تتفجر أربعة ينابيع في منطقة رأس العين. أقيمت محطة تكرير وضخ مياه من الينبوع الرئيس، حيث تزوّد منطقة صور – بنت جبيل وصولاً إلى الناقورة بمياه الشفة. يمكن الاستفادة من كامل كمية المياه إذا أقيمت محطات أخرى عند الينابيع.

محطة رأس العين
تضخ محطة رأس العين ما بين 12 إلى 15 ألف م3 من المياه يومياً وتذهب باقي المياه إلى البحر. بعد عملية طويلة من المعالجة والتكرير. يحول قسم من النبع الرئيسي إلى موزع يدفعها إلى مرسب حيث تعالج بالترسيب قبل تمريرها بفلاتر تلتقط ما تحمله المياه من رواسب وبعدها تعالج المياه بالكلور قبل ضخها في الشبكات المائية.

مضخات هرمة
في المحطة الرئيسة سبع مضخات مائية يعمل منها بشكل دائم ثلاثة مضخات، ويبلغ معدل المضخات ما بين 20 – 27 عاماً ويؤكد على تهالكها أصواتها الهادرة والمزعجة. وفي محطة ثانوية ترقد مضخات تضخ المياه إلى مناطق المنصوري، مجدل زون، الناقورة، وهي مضخات تعاني من عطل فني دائم إذ ترتفع حرارتها وتتوقف تلقائياً بعد 5 دقائق من بدء عملها. أما الفلاتر والتي يجب تنظيفها يومياً فإن اثنين فقط ينظفان يومياً وبالتتابع مما يؤثر على فعالية عملها لتنقية المياه أي لا انتظام لغسيل الفلاتر.
معالجة الكلور
غرفة الكلور والتي يفترض وجود شبكة كاملة مربوطة بأنابيب الكلور نجد أنبوباً وحيداً مربوطاً في الشبكة وخمسة مآخذ تم نزعها عن الشبكة. يقول أحد الموظفين: إن المعالجة بالكلور هي جزئية وغير منتظمة، المطلوب معالجة يومية بالكلور وهذا لا يحصل أبداً، كميات الكلور غير موجودة بصورة دائمة، تمر أيام يجري فيها ضخ المياه من دون معالجة.

المولد الكهربائي
في غرفة جانبية يرقد مولد كهربائي يحتل مساحة واسعة منها، لكنه مولد صامت ميت، هو معطل منذ أكثر من عشرة أعوام، والضخ يتم بوجود التيار الكهربائي فحسب. ويعزو مصدر في المحطة أوضاعها إلى: "سوء إدارة، عدم مراقبة فالصيانة لدينا شكلية إذا حصلت والمستوى الفني متدن ويمكن بقاء الأعطال لفترة طويلة وليس من يراقب أو يراجع". ولدى سؤاله عن دور الإدارة المركزي، يوضح: إدارة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي هي المسؤولة قانونياً. لكن المحطة يديرها أحد المتعهدين، ولا مراقبة فعلية من قبل المؤسسة ومديرها في صور لم يزر المحطة سوى مرة واحدة خلال العامين الفائتين. ويضيف: كما ترى غياب النظافة في حرم المحطة وحولها وهذا يؤدي إلى زيادة وجود الحشرات والزواحف والعوالق مما يؤثر على المياه التي يفترض بالمواطنين شربها.
ويزيد: ليتك أتيت مساءً لتلاحظ غياب الإنارة الخارجية ضعفها داخل المحطة، مما يؤثر على العمل ويمنعنا من إصلاح أو صيانة أية آلة تتعطل ليلاً بل ننتظر النهار لإجراء اللازم. ويشير المصدر إلى مشكلة أخرى: العمل هو بحاجة إلى 3 أشخاص بشكل دائم، لكن معظم الأيام تجد عاملان فقط، إذ هناك عمالاً يقبضون ولا يعملون بسبب الالتحاق السياسي.
يحمل الهواء القادم من جهة الجنوب رائحة كريهة، يبتسم المصدر ويقول أن الريح تحمل المينا رائحة وغباراً من مكب القليلة القريب وهذا يؤدي إلى تلويث المياه ولكن ليس هناك من يسأل.
يسألني المصدر: هل تريد أن تنقل كل هذا إلى صفحات المجلة؟ إذن أرجو أن تكتب أننا لم نحصل على زيادة الأجور التي أقرتها الدولة مؤخراً. ولا نعرف السبب، مؤسسة المياه تقول انها غير مسؤولة لأن العقد مع المتعهد، والمتعهد يتجاهل الموضوع وخصوصاً أنه مقيم في بيروت لا يأتي إلى المحطة أبداً.
أطلب منه شربة ماء قبل المغادرة، يتوجه إلى سيارته ويحضر قنينة مياه يقسم أنه اشتراها من أحد المحلات وليست مملوءةً من مياه المحطة.

السابق
نستغرب رفض التقديمات الإيرانية
التالي
مشاهد تنتهك حرمة الموتى