على الحدود اللبنانية السورية!

مناظر ومشاهد ومآسي تقطع الكبد وتفطر الفؤاد، ما شاهدته من اوضاع السوريين النازحين الى لبنان خلال سفرتي منذ ايام لبيروت يوم الأربعاء الماضي 25 مايو الجاري ولمدة اربعة ايام لتفقد أحوالهم ومد يد العون لهم والاستماع لقصص التعذيب والتنكيل والاسر والملاحقة حتى لحظة الهروب للخارج، وكانت تلك السفرة ومعي ابني مبارك برفقة صاحب الجهد والعطاء الدكتور شافي العجمي وابنيه عثمان وسعود وشقيقه محمد وابنه سلطان.
تخيلوا طفلا صغيرا لا يتعدى الثمانية اعوام كيف سيعيش بقية حياته ويده اليمنى قد بترها جلاوزة بشار الاسد من مفصلها العلوي، ومع ذلك شاهدناه اثناء زيارتنا لطرابلس الشمال يرقد في مستشفى طرابلس الحكومي مبتسما لنا عالي الهمة!
رجل جاءته رصاصة في رأسه فأخذه اهله الى المقبرة ظنا منهم انه فقد حياته وما ان شعروا بنبضات قلبه حتى حملوه ليتمكنوا من إخراجه للأراضي اللبنانية ليتلقى علاجه تحت رحمة الله اولا ثم الأجهزة التي يحملها جسده النحيل وهو لا يزال فاقدا للوعي حتى اللحظة!

جرحى هنا وإصابات طفيفة واخرى عميقة هناك، ولسان حالهم يقول غداً سيكون بإذن الله اجمل!
أسر عديدة فرت من بطش بشار بعد ان اعتقل أبناؤها في الداخل واستشهد معيلها ففضلت الهروب ببناتها حماية لأعراضهم عن طريق مساعدة المقاومة او بدفع المال للشبيحة الذين استغلوا الأوضاع بممارسة تلك التجارة!
أسر سورية نازحة شاهدناها كيف تتكدس مع أطفالها في غرفة واحدة بأوضاع مزرية ومبالغ ايجارية باهظة في بيروت لا تقوى على إطعام نفسها فكيف ستقوى على سداد ايجاراتها وعلاج مرضاها!
وأخرى وجدت حظها بمساكن مجانية من اهل الخير اللبنانيين، لكن بقي عليها ان تعمل لتجد قوت يومها، وأخرى فضلت البقاء في البقاع الاوسط وبالتحديد مدينة (مجدل عنجر) الملاصقة للحدود السورية لاسيما منفذ (المصنع) الحدودي الذي مررنا عليه وكان مفتوحا لاستقبال النازحين.

حالات مزرية يعيشها النازحون هناك تنتظر من يمد لها يد العون بالطعام والكساء والمسكن والعلاج الذي انهك حتى اللجان الخيرية اللبنانية وما تقدمه من مساعدات!
كم أسعدنا ونحن نشاهد الدور الكبير الذي تقوم به جمعية التقوى الاجتماعية الاسلامية في بيروت في رعاية الفارين من بطش النظام البعثي الديكتاتوري في انحاء البلاد وجمعية غراس الخير ودورها الملحوظ في البقاع (مجدل عنجر) وجهود ائتلاف الجمعيات الخيرية في جبل لبنان لإغاثة النازحين دون ان ننسى بصمات مؤسسة عيد ال ثاني الخيرية القطرية التي ترفع الرأس!
على الطاير
اغلب من التقيناهم من السوريين هناك قدموا جزيل شكرهم للكويت حكومة وشعبا على المساعدات المقدمة دون ان ينسى أحدهم ذكر مواقف نوابنا المشرفة ذاكرا بالاسم د.وليد الطبطبائي!
ومن اجل تصحيح هذه الاوضاع بإزاحة النظام البعثي بإذن الله نلقاكم!

السابق
كالداس: هناك اخطاء في التحقيق
التالي
الحلول السحريّة كارثية