الجماعة الاسلامية تستحضر السوري الحر والأسير في صيدا

في موقف سياسي لافت للنظر، طوّرت «الجماعة الاسلامية» في صيدا معارضتها «للنظام السوري» ونفّذت اعتصاما حاشدا في المدينة تخللته مشاهد مسرحية ومحاكمة للرئيس السوري بشار الأسد انتهت الى اعدامه بعد نصب مشنقة في ساحة الاعتصام، اضافة الى حضور رجال ملثمين على جياد يرفعون علم سوريا الذي تعتمده المعارضة!

الا ان المفاجاة في الاعتصام كانت بمشاركة معارضين سوريين قدموا الى المدينة وتوجيه مسؤول «الجيش السوري الحر» رياض الاسعد كلمة الى المشاركين في المهرجان عبر الانترنت، اضافة الى حضور امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير.
وكانت «الجماعة الاسلامية» اقامت اعتصاما لنصرة الشعب السوري مقابل مسجد الروضة في المدينة بعنوان «بنصرتكم بحق المدنيين من النساء والشيوخ والاطفال، وتأييداً لخيارات الشعب السوري المطالب بحريته وكرامته»، بحضور ثوار مفترضين من الشعب السوري والجيش الحر الذين قدّموا مشهدية مسرحية تجسدت بنصب المشنقة وباعدام دمية ترمز الى الرئيس الاسد بعد القاء القبض عليه ومحاكمته وسط تكبيرات الحضور!
وقد شارك في الإعتصام ممثل «الإخوان المسلمين» في سوريا محمد السرميني ونائب الأمين العام لـ«الجماعة الإسلامية» الشيخ محمد الشيخ عمار والمسؤول السياسي في الجنوب بسام حمود، والقيادي فيها عمر المصري وعدد من رجال الدين وممثلين عن «حزب التحرير».

استهل الاعتصام بتأدية صلاة الغائب عن «ارواح شهداء المجازر» في سوريا ثم بكلمة عضو المجلس الوطني السرميني الذي خاطب المعتصمين قائلا «اخوانكم في سوريا ينتظرون هتافاتكم ونصرتكم ها هم يريدون منكم نصرتهم ايها المسلمون، يا اخواننا العرب يا امة الاسلام، ايها العالم، انّا نطلب نصرتكم فهل تنصرونا؟»، موجها التحية «الى «الجماعة الاسلامية:« التي نصرت وعاهدت الله أن تنصر اخوانها في سوريا».
ثم تحدث شخص ملثم من مدينة حمص تم تعريفه بالشيخ ابي النور الذي فقد رجله خلال القصف على بابا عمرو والذي قدم مشاهدات وصفها بالشخصية والحية عن الجرائم التي ارتكبها «النظام في سوريا». عارضا بعض محطات المواجهة مع الجيش النظامي والأسلحة الثقيلة التي استخدمها.

وتوجه الأسعد بالتحية إلى الشعب اللبناني والى صيدا وقال «يعاني الشعب السوري الظروف التي عانيتموها وقد قرر الشعب السوري ازالة هذا النظام المجرم، وهو يطلب منكم الدعم والمساندة والمزيد من الاعتصامات» .
واختتم المهرجان بكلمة «الجماعة» القاها الشيخ خالد العارفي، الذي اكد انه «يجب على كل انسان حر ومقاوم شريف ان ينتفض بوجه جرائم الحرب والابادة في سوريا». وقال «إن سقوط كل طاغية خطوة عملية باتجاه تحرير ارض فلسطين ونحن نردد مع اهلنا في سوريا لا للتدخل الأجنبي ولكن نعمل لدعم «الجيش السوري الحر» بالسلاح قبل الغذاء… وإننا نطالب الدولة اللبنانية أن تعامل اهلنا السوريين اللاجئين بالمعاملة الانسانية اللائقة، وان تؤمن لهم الدواء والغذاء والمسكن الآمن من الشبيحة في لبنان».

في المقابل، عقد في صيدا لقاء بين وفد من «حزب البعث العربي الاشتراكي» و«تيار الفجر» فسّرته اوساط متابعة بأنه رسالة رد على «الجماعة». وترأس وفد «البعث» قاسم غادر وشارك عن الفجر رئيسه عبد الله الترياقي. وصدر عن اللقاء بيان اشار الى «بعض التشنجات التي حدثت في صيدا وتم التأكيد على ضرورة تجاوز هذه الحالات والتمسك بساحتنا الداخلية كساحة مقاومة تحترم فيها الحرية السياسية وتسود فيها الحكمة والروية والهدوء بعيدا عن الغوغائية والانفعال اللذين يعودان بالضرر السياسي البالغ على الجميع».
وفي تعليق على احتفال «الجماعة» قال أمين الهيئة العامة لـ«البعث» محمد القواس إنه «من الأفضل لهذه «الجماعة» ان تعتزل العمل السياسي وتتفرغ للعمل المسرحي والدعائي».

السابق
للقوات: من يقاطع بكركي.. يخسر
التالي
مهلة أنان تنتهي اليوم.. فهل نشهد وقف لاطلاق النار ؟