تشكيك

محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إحتلّت مكانة بارزة من الاهتمام المحلي والعربي والغربي، واستثارت ردود فعل شاجبة ومستنكرة هذا العمل الذي استهدف أحد أبرز قياديي الرابع عشر من آذار والذي من شأنه فيما لو نجحت الخطة إغراق هذا البلد في الفوضى والنزاعات الداخلية، التي كان يُفترض أن كل الأطراف اللبنانية حريصون على إبعاد شبحها، لينعم لبنان بالأمن والاستقرار بمعزل عن الأحداث التي تعيشها المنطقة.

البلد تنفّس الصعداء بفشل هذه المحاولة الخبيثة، وردود الفعل أجمعت على الإدانة والاستنكار، والتحذير من مغبّة التلاعب بالاستقرار والعودة إلى مسلسل الاغتيالات، لأن السقوط في هذا المستنقع، يهدّد مصير الوطن برمّته.
لكن البعض من اللبنانيين، بدلاً من أن يبادر إلى استنكار وشجب هذه المحاولة وإدانة مرتكبيها والجهات التي تقف وراءها، أصرّ على إطلاق مواقف يُفهم منها التشكيك في صحة محاولة الاغتيال الفاشلة، والإيحاء بأن رئيس حزب القوات اللبنانية وضع هذا السيناريو ونفّذه، بهدف إصابة عصفورين أو عدة عصافير بحجر واحد، فبالإضافة إلى الدعاية السياسية والشعبية، توجيه أصابع الاتهام إلى خصومه وخصوم فريقه في قوى الرابع عشر من آذار بمحاولة الاقتصاص منهم، بسبب وقوفهم الى جانب الشعب السوري ضد النظام.

ومن المؤسف، أن بعض وسائل الإعلام، إنساق وراء هذا السيناريو وراحت تروّج له، رغم تأكيدات المسؤولين الأمنيين وعلى رأسهم وزير الداخلية على أن محاولة الاغتيال جدّية، وأن الأجهزة التي تتولى التحقيق وضعت يدها على أكثر من دليل.
ورغم تأكيدات وزير الداخلية لم يتوقف التشكيك، حتى بدا لكل متابع أن الجهات المشككة تحاول إبعاد أصابع الاتهام بالتوجه نحوها وبأنها تقف وراء هذه المحاولة ومسؤولة عن التدبير والتخطيط والتنفيذ بهدف تفجير الوضع الداخلي ونقل الصراع من مكان إلى مكان آخر بينما كان يُفترض بها أن تتصدّر قائمة المستنكرين والشاجبين لهذه المحاولة التي تهدف ليس إلى ضرب الاستقرار الذي تنعم به البلاد وحسب، وإنما إلى إحداث فتنة تضع مصير هذا البلد ووحدته على المحك.
  

السابق
شابة تتحول.. بالمكياج
التالي
توم جونز ساعدها على الولادة!