دمشق تلتزم قرار مجلس الامن بوقف النار وليس انسحاب كامل الوحدات في 10 أبريل

كشف مسؤول سوري كبير أن دمشق لم تبلغ مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان التزامها بموعد العاشر من أبريل الجاري، كموعد نهائي لسحب كامل القوات والأسلحة الثقيلة من المدن السورية، وإنما أبلغته أنها بدأت بسحب الآليات الثقيلة من بعض المدن مثل حمص وإدلب والزبداني بريف دمشق، على أن تستكمل سحب بعض الوحدات المتبقية وليس كلها، حتى العاشر من ابريل.
وقال المسؤول لجريدة "الراي" إن دمشق التي التزمت خطيا بخطة أنان تريد من الأخير أن يقدم إليها أيضا ضمانات خطية حول التزام الطرف الآخر ببنود خطته التي تقضي، إثر تشكل الشعور الإيجابي من تنفيذ الحكومة السورية للفقرات الثلاث الأولى من الخطة، بأن تعلن الدول التي تعهدت بتمويل وتسليح المعارضة أنها ستتوقف عن تنفيذ تعهداتها، وأيضا أن تلتزم المجموعات المسلحة بوقف إطلاق النار على المواطنين.

طالب مجلس الأمن والجمعية العامة والأمين العام للامم المتحدة الحكومة الحكومة السورية بالتنفيذ الفوري لخطة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان بنقاطها الست. وخاطب أنان الجمعية العامة أمس، من جنيف
عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في إحاطة حول حصيلة جهوده، فيما أصدر مجلس الأمن بيانا رئاسيا بالإجماع شدد فيه على ضرورة تقيد الحكومة السورية بتنفيذ التزامها سحب كامل قواتها ووقف العنف نهار الثلثاء المقبل في 10 نيسان (أبريل). وأبلغ أنان الجمعية العامة بناء على مشاوراته مع رئيسها ناصر عبد العزيز النصر أن "السادسة صباحاً بتاريخ 12 نيسان بتوقيت دمشق هو موعد وقف النار من الحكومة السورية والمعارضة تمهيداً لانتشار بعثة المراقبين الدولية".
وقدم المجلس، المنقسم بشدة حول مسألة سورية، دعمه الجديد لخطة انان بشأن سورية قبل ان يطلع انان الجمعية العامة للامم المتحدة على جهوده لوقف اعمال العنف في سورية.
وقال ديبلوماسيون شاركوا في المحادثات انه تم تخفيف لهجة البيان بناء على طلب روسيا.
فقد تم تغيير الاقتراح الاصلي الذي طرحته الدول الغربية بحيث استبدلت كلمة "يطالب" المجلس سورية بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة، الى كلمة "يدعو المجلس" سورية للقيام بذلك، كما تم استخدام "التطبيق الواضح" بدلا من عبارة "التطبيق الذي يمكن التحقق منه".

وقالت وزارة الخارجية التركية، إن المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى دمشق كوفي أنان، لم يطلب من تركيا إرسال قوات تابعة لها إلى سورية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الخارجية التركية أن أنان لم يطلب نشر جنود أتراك في سورية تابعين لبعثة المراقبة.
وأشارت تقارير إلى أنان طلب من بعض الدول إرسال قوات تابعة لها لتعمل تحت إشراف بعثة المراقبة في سورية.

وفي دمشق، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي "أنه لا مبرر لوجود الجيش والقوات المسلحة في الأماكن التي لا يوجد بها مسلحون ولا عنف"
وقال لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" إن "وجود الجيش في بعض الأماكن الساخنة هو لحماية المواطنين من العنف". وأكدت مصادر رسمية سورية أن وفداً تابعا لأنان وصل إلى دمشق مساء الاربعاء للتباحث مع سلطات البلاد حول آلية التعامل مع مهمة انان. واكتفى مصدر رسمي بالقول إن الوفد "تقني بالدرجة الأولى ومهمته تمهيد التعاطي مع مهمة انان".

غير ان مصادر المعارضة ذكرت انه "لا يمكن الحديث عن انسحاب للقوات النظامية من منطقة من المناطق فيما هي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في مناطق الريف الاخرى". وقالت ان "المطلوب انسحابات فعلية وليس انسحابات اعلامية". ونفت هذه المصادر صحة اخبار الانسحاب من درعا وادلب والزبداني التي كانت الحكومة السورية ابلغت انان انها بدأت تنفيذها.

وقد ترافق ذلك مع تحذير لافروف الغربيين من توجيه اي "تهديدات او انذارات" لسورية بينما يعد مجلس الأمن بيانا رئاسيا حول النزاع.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في بشكيك ان "روسيا يمكن ان توافق" على وثيقة لمجلس الأمن حول سورية اذا كانت تساهم في تطبيق خطة كوفي انان. واضاف ان "الحكومة السورية أخذت هذه المقترحات في الاعتبار وبدأت تطبيقها ومن المهم جدا الآن عدم تقويض هذه الاجراءات بانذارات وتهديدات"، معبرا عن اسفه "لان هناك من يريد ذلك".




السابق
النهار: التحقيق يرجّح مجموعة في استهداف جعجع وباخرتان تركيتان للكهرباء بلا عمولات؟
التالي
باخرتان تركيتان بلا عمولات.. وحل مشكلة الكهرباء خلال اشهر