المكتوب يُقرأ من عنوانه

بعدما أخذ النظام السوري وقته كاملاً في قراءة خطّة الموفد الدولي والعربي كوفي انان لوقف العنف في سوريا، أبلغ إليه أمس أنّه يوافق على «تنفيذ جزئي» للخطّة، ابتداءً من العاشر من شهر نيسان الجاري، أي بعد ثمانية أيام كاملة… والتنفيذ جزئي وليس كلياً!

واضح من المماطلة المتمادية منذ أشهر طويلة أنّ لا نيّة لدى النظام لأي تسوية خصوصاً وأنّ تنفيذ الخطة يمكن أن يبدأ فوراً لاسيما بالنسبة الى البند المتعلّق بوقف إطلاق النار! فهل أنّ التوقف عن القتل والتدمير يحتاج الى وقت؟

إنّ الأيام الثمانية الفاصلة عن بدء التنفيذ «الجزئي» ستشهد مئات الضحايا الإضافيين يسقطون تحت شهوة النظام الى الدم! خصوصاً وأنّ الشعب السوري يعاني أزمات اجتماعية كبيرة تضاف الى ما يعانيه من قتل ودمار. وقد نقلت مصادر المعلومات تفاصيل عن وقائع محزنة لأزمات الماء والكهرباء ونقل المواد الغذائية.

في تقديرنا أنّ هذه لعبة جديدة من ألعاب النظام يهدف من ورائها الى كسب الوقت… فهذا النظام يعرف أنّ أيامه في الحكم في نهاياتها خصوصاً بعدما اعترفت 83 دولة بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً للشعب السوري، أي أنّ الأكثرية الساحقة من دول العالم سحبت (عملياً) اعترافها بالنظام لذلك راح يماطل ليمدّد إقامته في السلطة ما استطاع.

والمضحك المبكي الغباء الإعلامي الذي عبّر عنه إعلام النظام، عبر وكالة «سانا»، على الرغم أنّ مؤتمر اسطنبول التفافٌ على التوافق الدولي ومهمة انان. غريب هذا المنطق الأعوج الذي لا يؤيّده سوى خمس دول (روسيا والصين وإيران وڤنزويلا والبرازيل) بينما سائر دول العالم في المقلب الآخر… وهي، بهذه الأكثرية الساحقة، تعرقل «التفاهم الدولي». فهل من منطق أسخف من هذا المنطق. ومن أسف أنّ هذا الإعلام الغبي مؤشّر لتفكير النظام القائم على رفض الحلول ورفض الوساطات حتى ولو كانت لمصلحته…

إنّه تفكير صبياني، ولكنه مع ذلك يتحكم، وحتى إشعار آخر، بمصير سوريا.

ولكن النهاية محسومة! وإرادة الشعب فوق كل إرادة، ومنتصرة حكماً.

السابق
اقتحم منزلها وطلبها للزواج!
التالي
اتحاد بلديات قضاء صور ومشروع نحو سياحة بيئيّة خضراء في جنوب لبنان