فتفت: عون يلعب دوره كعميل سوري

أكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أن النائب ميشال عون "وصل الى مستوى كبير من التدنّي الاخلاقي"، وردّ على كلامه في احتفال "14 آذار 1989" أول من أمس، عن ان قرار استعادة السيادة اللبنانية في نهاية عام 2003 هو الذي "حرر لبنان" من السوري لا "14 آذار أو 14 شباط 2005" مذكّراً إياه بأنه "لولا استشهاد الرئيس رفيق الحريري لما كان هو عاد الى لبنان".
وشدد في حديث معه، على أن "كلام عون فيه هذيان، عندما يعتبر أن اللبناني هو من افسد السوري"، لافتاً الى انه "يلعب دوره كعميل سوري ويحاول ان يُنسي اللبنانيين ما ارتكبه هذا النظام بحقهم"، وشدد "أنه ملك في اللعبة المافوية الاعلامية – القضائية ويعرف اصولها وكيفية التعامل بها"، وذكّره بـ "الهبات المالية التي كانت تصل الى قصر بعبدا عام 1989 وتُحوّل الى المصارف في باريس".
وأشار الى ان "إنجازات عون في الحكم تحت الصفر، والناس عندما تكتشف الكذبة الكبيرة تتركه، وبتنا نرى بعضاً من كوادره يتركونه الى أمكنة اخرى، وما لديه ليس بلوكاً قوياً انما محاولة لجعل العائلة قوية وثرية، لا أكثر". وهنا نص الحوار:

يعتبر النائب ميشال عون ان قرار استعادة السيادة اللبنانية الصادر نهاية عام 2003 هو الذي "حرر لبنان" من السوري لا "14 آذار 2005 أو 14 شباط 2005" تاريخ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ما تعليقكم؟
ـ وصل الجنرال عون الى مستوى كبير من التدني الاخلاقي لم يُلمس في هذه القصة فقط، إنما راح أبعد بكثير من هذا الامر عندما وصف المجازر في حمص بأنها "تنظيفات". حرام وعيب المسّ بالشهداء، ولولا استشهاد الرئيس رفيق الحريري لما كان هو عاد الى لبنان. فاللبنانيون يعرفون كيف تحققت العودة بفعل هذا الاستشهاد. وفي اي حال، ان طموح الجنرال بالكرسي لا يتطلب انحداراً اخلاقياً الى هذه الدرجة.

 وتبين للنائب عون ايضاً ان "اللبنانيّين أفسدوا السّوريين مع الأسف". ما رأيكم؟
ـ أعتقد ان هذا الكلام هذيان، وهو لم يعد يعرف كيف يدافع عن السوريين وحتى عن الفساد السوري. إنه يلعب دوره كعميل سوري ومنفّذ للسياسة السورية ويدافع عن (الرئيس السوري) بشار الاسد ومجازره، ويحاول ان يُنسي اللبنانيين ما ارتكبه هذا النظام بحقهم. فهل اللبنانيون هم الذين ارتكبوا المجازر في طرابلس، وزحلة، والاشرفية و13 تشرين الاول 1989؟ إن الجنرال عون بات كلياً في موقع التزلّف والتزلّم للنظام السوري الى حدّ الدفاع عنه في ادق التفاصيل. يجب ان يدرك اللبنانيون انه لم تعد لديه اي قيم اخلاقية وسياسية.

"لا يجوز أن نقبل بأن يتحوّل دستورنا إلى ورق للإستعمال الصحّي"، قال النائب عون. علامَ استند في كلامه، وهل بات الدستور اللبناني كذلك؟
ـ هذا القول يؤكد نظرته الى المفاهيم الدستورية والميثاقية. فهو يعتقد ان لديه وجهة نظر اعلى من الدستور، وعد وجهة نظره ورقا صحيا.

 وتحدث في المناسبة نفسها عن "شبكة مافيويّة تضم خليّة قضائيّة وخليّة إعلاميّة"؟
ـ نتذكر، بإزاء هذا الكلام، كيف ان بعض القضاء الذي ينفّذ الاوامر السورية اقفل ملفه بين ليلة وضحاها بغية استعماله في الانتخابات. ان الجنرال عون ملك في هذه اللعبة ويعرف اصولها وكيفية التعامل بها. واضح جداً تطاوله على الاعلام والقضاء وليس في هذا جديد. فاذا كانت لديه معلومات، من الافضل ان يتركها عناوين ويرسلها موثقة الى القضاء. ولكن الغريب اننا، عندما نطالب بالعودة في التدقيق المالي الى ما قبل اتفاق الطائف، كيف انه لا يرد ولا ينبث ببنت شفة ربما حتى لا يكتشف الناس من حوّل الهبات المالية التي كانت تصل الى قصر بعبدا عام 1989 الى المصارف في باريس.

كيف تنظرون إلى إعلانه أيضاً الانطلاق صوب "إستحقاق ينتظرنا في العام 2013" على اساس ان "الخيار بسيط: صوّتوا لمن يريد أن يبني الدّولة، وأبعدوا من لا يريد الدّولة"؟
ـ نوافقه على هذا الشعار. فمن لا يريد الدولة هو من يغطي السلاح ويسمح لان تكون هناك دولة من ضمن الدولة، ويكون ضد الدولة من ينقلب على السلطة الشرعية ويحاول السيطرة على المؤسسات، ويساعد على الانقلاب على حكومة اتت بأكثرية نيابية ليأخذ منها السلطة. واضح انه، في كل مشواره السياسي، يسعى الى السلطة والرئاسة ولا همّ له غير ذلك، وهو يستعد ان يبيّض صفحة من يمشي معه وان يسوّد تلك الصفحة حتى ان كانت بيضاء كالثلج. ولكن الرأي العام اللبناني بات اقل سذاجة ويمكن ان يكوّن فكرة واضحة للانتخابات النيابية المقبلة.

 هل من تأثير فعلي لمغادرة بعض كوادر "التيار الوطني الحر" إلى أحزاب أخرى؟
ـ ان الجنرال عون يمارس ممارسة طائفية. فالجذب الطائفي قوي عند ضعاف النفوس. ولكن عندما تكتشف الناس الكذبة الكبيرة تتركه، وبتنا نرى بعضاً من كوادره يتركونه الى امكنة اخرى. ما لديه ليس بلوكاً قوياً إنما محاولة لجعل العائلة قوية وثرية، لا اكثر.

 في اعتقاد النائب عون ان جميع الذين حكموا في لبنان قبل وصوله الى الحكم لا يزالون يمارسون الحكم لغاية اليوم بنفس الذهنيّة التركيّة العثمانيّة". كيف ذلك؟
ـ ينسى الجنرال عون انه في الحكم عملياً من 4 سنوات، اي أيار 2008، ولكن انجازاته تحت الصفر. اقله ترك العثمانيون بعضاً من الارث الاداري. اما هو، فلا ينفك يعرقل تسمية الهيئة الناظمة للكهرباء وهيئة البترول لانه يريد السلطة والوزير صاحب السلطة (جبران باسيل) الى اقصى درجة ومدخلاً للاستيلاء على المال العام. ما أفصح الحديث عن العفة من قبل البعض…

السابق
حزب البعث.. جرائم بلا حدود
التالي
صليب سوري أحمر