صليب سوري أحمر

أي مهزلة وصلنا إليها أو بالأصح وصل إليها النظام في سوريا وكيف لنا ان نقتنع بعد بأن دمشق هي "قلب العروبة النابض"؟ رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي وصل الى موسكو يوم أمس، ولماذا؟
ليتفاوض مع الروس، نيابة عن الإنسانية جمعاء، لكي يسمح النظام السوري بهدنة من القتل لساعتين يومياً فقط، من أجل إدخال المساعدات والأدوية الى الشعب السوري!!
بات المطلوب التفاوض مع موسكو لإسعاف الجرحى والمصابين في سوريا.. أي قهر هذا وأي ظلم، أي مهانة.

وموسكو التي كما لاعب الدمى المتحركة وعدت خيراً على ان تفكر في، هل تسمح مصالحها الاستراتيجية بإنقاذ طفل سوري في حمص أو إنقاذ فتاة من الاغتصاب في ادلب!
في هذا الوقت يواصل كوفي أنان، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مهمته في دمشق عسى ان يتوصل الى إقناع الرئيس بشار الأسد بالموافقة على وقف القتل والبدء بالحوار السياسي.
أرأيتم كيف انحدرت العروبة والى أي مستوى؟! أسمعتم التلفزيون السوري لا يتوقف عن كيل الشتائم لـ"الاعراب" ولدول الخليج "العربي".

ما هذا الذي يجري هناك؟ ماذا دهاهم أولئك الذين حين يصلون الى السلطة لا يتذكرون غير نيرون جالساً يعزف على قيثارته ومن تحته روما تحترق.
ويتحدثون عن التدويل! أبعد كل هذا ثمة تدويل بعد؟ ثم يقف من يدعو الى ان "يتخلى الطرفان عن السلاح" أو ان تبدأ مرحلة الحوار.. هل هذا يفيد الآن بعد "خراب البصرة"؟
أسقطتم أحلامنا وقطعتم ألسنتنا ودستم على كراماتنا طوال الستين سنة الماضية. أما شبعتم بعد؟ أما أرتويتم من السلطة بعد؟
على الأقل اتركوا البعض منا على قيد الحياة لنساعدكم في معركة "تحرير فلسطين".. كم باتت بعيدة.

السابق
فتفت: عون يلعب دوره كعميل سوري
التالي
حرب دون حرب