الاخبار: نصر اللّه يدعو إلى إلقاء السلاح في سوريا

رفض الأمين العام لـ«حزب الله» تعطيل البلد بسبب خلاف على ملف أو اثنين، مقترحاً في الموضوع السوري آلية حل سياسي تاركاً للسوريين الاتفاق على ما يريدون، فيما أطلق سمير جعجع مواقف ضد المخيمات وصلت حد الدعوة إلى حرب نهر بارد جديدة

رأى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أنه «لا يجوز أن نختلف على ملف أو ملفين ونعطل البلد»، مؤكداً أن «الدولة لا تُبنى على حذف الآخر بل بالتعاون والحوار»، ونصح السوريين باعتماد حل سياسي لأزمة بلدهم يتضمن إلقاء السلاح بشكل متزامن والاتفاق على آلية الحل، مديناً المجازر و«إراقة أي نقطة دم».
وأكد نصر الله خلال رعايته حفل تخريج «دورات النور» لتعليم القراءة والكتابة في مجمع شاهد على طريق المطار أمس، أن «موضوع سلاح المقاومة اذا اتفقنا عليه يحل، واذا لم نتفق، فيُؤجل وهو في الأصل مؤجل». وقال: «من هو قادر على نزع سلاح المقاومة بالقوة فليتفضل»، مشدداً على «أننا مستعدون لنقاش الاستراتيجية الدفاعية». وأشار إلى أن «هناك نوعاً من الملفات ليس صحيحا أننا متفقون عليه، فنحن لسنا متفقين على أن عدونا هي إسرائيل»، معتبراً انه «لا يجوز أن نختلف على ملف أو ملفين وأن نعطل البلد».

فخّ المحكمة والحرب

ولفت نصر الله إلى «منطق آخر يقول ان هناك عدة ملفات خلافية إما أن تسيروا كما نريد أو نعطل، فيطرحون موضوعات كسلاح المقاومة، يعني كأنه لا يمكن بناء الدولة الا بحل سلاح المقاومة ولا يمكن حل الفساد الاداري من دون حل سلاح المقاومة، هذا أمر غير واقعي، بل هناك أحد ملتزم مع الغربي والاميركي لحل هذا الموضوع ولو على حساب كل شيء».
وقال إن «الموضوع ليس شعارات، وكل يوم يمكن ان نقيم مهرجانات ونقول اليد ممدودة، فقد كنا معاً في الحوار وكنتم تجهزون فخ المحكمة، والتحضير لحرب لسحق المقاومة، لذلك عندما يذهب الناس الى الحوار مجدداً يجب تفتيشهم».
وسخر نصر الله ممن يقولون ان القادر على بناء الدولة هو فريق 14 آذار، سائلاً «بأي عقلية ومنهجية ونفسية؟ هل أنتم قادرون على بناء مؤسساتكم وأحزابكم أولاً؟»، مشدداً على أن «الدولة لا تُبنى على حذف الآخر بل بالتعاون والحوار». وتطرق إلى ملفات «خطرة» يجب معالجتها وألا تتحول إلى ملفات خلافية، وهي الأمن الاجتماعي والجريمة والمخدرات والبطالة.

تذكير بالنفاق الدولي

وتناول نصر الله العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة مشيراً الى «أن الناس لم يختبئوا بل رأينا مقاومة وثباتاً وقدرة، واستطاعت المقاومة أن تفرض على مليون ونصف مليون إسرائيلي البقاء في الملاجئ، وهذه معادلة مهمة جداً». وأكد «أن ما حصل له طابع تذكيري، وهو أن هذا هو تعاطي أميركا ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي وحتى الجامعة العربية وبعض الحكومات العربية، وهذا نفس المنهج السابق في السنوات الستين الماضية»، وقال: «ما حصل في غزة إعادة تذكير بكثير من النفاق».

الحل السوري

وعن الأحداث في سوريا، أكد نصر الله «أننا خائفون على سوريا والمنطقة من التقسيم ومن الحرب الاهلية ومن إضعاف سوريا بما تمثل من موقع قومي في الصراع العربي الاسرائيلي وسند لحركات المقاومة»، ودعا الجميع الى المراجعة مؤكداً «أن ليس هناك إلا الحل السياسي، أي إلقاء السلاح بشكل متزامن وضمن آلية متفق عليها للدخول بحل سياسي واضح يحددها السوريون أنفسهم».
ورد نصر الله على اتهام «حزب الله» بعدم الوقوف إلى جانب الشعب السوري لافتاً إلى «ان الجماهير التي نزلت اليوم (أمس) الى الساحات تدل على أن هناك شعباً في سوريا يريد الاصلاح ويرفض الحرب الأهلية والتقسيم، ويريد ان يبقى مقاوماً ووفياً لفلسطين، ونحن مع هذا الجزء من الشعب. وهناك ناس يرون ان امن اسرائيل مقدس وأن الرئيس الاميركي باراك اوباما والاميركيين الذين حرقوا القرآن، وأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبريطانيا، وأن من باع فلسطين وشعب لبنان هؤلاء حلفاؤه. هو حر أن يعتبر ما يريد ولكن نحن احرار ايضاً باتخاذ الموقف الذي نريد». وقال: «يجب وقف نزف الدم، استهداف الابرياء هو موضوع ادانة، ومسؤوليات النظام ان يقدم الحقائق للناس».

البحرين والربيع العربي

وفي موضوع البحرين، أشار نصر الله الى المسيرة الضخمة التي استجاب لها مئات الآلاف من اهل البحرين وأكدت الخيار السلمي وأن المعارضة واسعة وسلمية وحريصة على استقرار البحرين وأهله، مؤكداً أن «خيارات الشعب البحريني واضحة ولديه إرادة لا تنكسر، والرهان على الوقت رهان خاسر».

حملة جعجع على عون والمخيّمات

في غضون ذلك، صعّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حملته ضد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على خلفية تخوف الأخير من وصول المتطرفين إلى الحكم في سوريا، متهماً «الجنرال بخوض معركة تطهير عرقي للمسلمين السنة في سوريا وكل دول المنطقة، من خلال تصويرهم وتسويقهم على أنهم متطرفون أو إرهابيون».
وقال جعجع في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» إن «عون يخوض هذه الحرب المدمرة والخطيرة جداً عن سابق تصور وتصميم، وهدفه تصوير تيار المستقبل على انه تيار أصولي، علماً بأن المسؤولين في التيار يزورون الفاتيكان، بينما حلفاؤه «المعتدلون» في ايران وحزب الله، لا يضعون ربطة عنق». وفي تصعيد آخر ضد المخيمات الفلسطينية، ورداً على سؤال عن الشبكة الإرهابية التي كشفت في الجيش وتسليم الرأس المدبر الموجود في عين الحلوة، أشار إلى أن «مطالبنا المزمنة في القوات اللبنانية هي نزع كل سلاح خارج المخيمات وداخلها»، وقال: «لتتخذ الحكومة هذا القرار، وليكلف الجيش اللبناني تنفيذه (…) وإذا اقتضى الأمر حرباً كالتي حصلت في نهر البارد فليكن». ودعا الدولة إلى الإتيان بالمسؤول عن الشبكة الارهابية «بالمنيح أو بالقبيح».
وأكد جعجع مواقفه من البطريك بشارة الراعي وقال: «توجهنا واضح جداً وبعض الآراء يمكن أن تكون مضرة، وعندما نسمع آراء كهذه علينا أن نلفت النظر إليها ليس أكثر». وعما اذا كان سيزور بكركي وفد قواتي قال: «لا أعرف، سنرى».

طه لن يُسَلّم

من جهة أخرى، وعلى صعيد متابعة رأس الشبكة المشتبه في إعداد أفرادها لعمليات إرهابية ضد الجيش، قائد كتائب عبد الله عزام ــ سرايا زياد الجراح، توفيق طه (أبو محمد)، أكد أكثر من مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن المنظمات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ردّت على الأجهزة الأمنية اللبنانية بالقول إن طه متوار عن الانظار، وإن مكان إقامته غير معروف. ولم يعد بعض المسؤولين الأمنيين الذين تولوا التواصل مع المنظمات الفلسطينية متفائلين بإمكان تسليم طه إلى السلطات اللبنانية، متوقعين تكرار تجربة المطلوب عبد الغني جوهر، المتهم بتنفيذ عمليات تفجير ضد الجيش في طرابلس والبحصاص والعبدة عام 2008، الذي لا يزال «مجهول مكان الإقامة» على ذمة المنظمات الفلسطينية. ووضع مسؤول أمني الأمر في عهدة عصبة الأنصار الإسلامية التي ترفض تسليم أي مطلوب إسلامي للسلطات اللبنانية منذ تجربة إعدام بديع حمادة بعدما سلمته العصبة للجيش عبر وسيط عام 2002.

السابق
السفير: أنان: باب الحوار مع سوريا ما زال مفتوحاً
التالي
الحريري فخور بشباب البيال