دعوني أسرق

ليس السؤال متى ستنتهي مسرحية المليارات المفقودة، إنما كيف وبأي مقابل؟
تعوّدنا على هذه التفنيصات التي تشبه حكايات الأفلام المصرية القديمة وتعوّدنا على نهاياتها السعيدة دائماً، إنما بعدما يمرّ البطل في مشاكل وعقد من صنع الكاتب.
لن نندفع في اتجاه الدفاع عن هذا الطرف أو ذاك، ولكننا لن نقبع في مقاعد المتفرّجين لنستمع الى ما يهين عقولنا، خصوصاً ونحن نعرف أن الجميع على رؤوسهم الريش.
وفي جميع الحالات ليس فؤاد السنيورة "علي بابا"، كما أن ميشال عون ليس بالتأكيد "إنديانا جونز" الذي سيكتشف لاحقاً تابوت العهد المفقود.
هي مجرّد وسائل لهو وتلهية للرأي العام أو لنقل كمائن يقوم بها رجل أحول العينين تظنّه يتطلّع الى الشمال وهو يتطلّع نحو اليمين.
وبالعودة الى أصل الموضوع نقول إن الرأي العام اللبناني تعوّد على هكذا ألاعيب، عندما يحمل أحد ما حجراً كبيراً فذاك يعني أنه يريد إخافة الخصم وأنه لن يضرب.
إذاً، تصبح الشكوك مشروعة. الرجل يقول: أعطوني في التعيينات وفي التشكيلات وأنا أسكت عنكم؛ بما معناه، أنتم متهمون بالسرقة وأنا سأغض النظر إذا تركتموني أسرق!
نفترض أن البلاد تتقدم نحو الانتخابات النيابية وثمة قوى سياسية تعرف أن شعبيتها في تراجع وتريد أن تدعم مواقعها.
ثم إن الجنرال عون لا يزال يفكّر في رئاسة الجمهورية حتى ولو كان اليوم في الثامنة والسبعين من عمره، وهذا من حقه.
"مرتا، مرتا، تتلهّين بأمور كثيرة والمطلوب واحد". المطلوب ولمرة واحدة إعادة فتح جميع الملفات ولتأخذ العدالة مجراها.

السابق
الأزمة المفتوحة
التالي
حصل في سورية مرة ثانية