بدأ موسم بيع النصوب والشتول في حاصبيا

ينشط هذه الأيام في منطقة حاصبيا، بيع النصوب والشتول وفي مقدمها الزيتون، رغم كساد زيته، والصنوبر والكرز والمشمش والتفاح والدراق والكستناء والجوز واللوز وغيرها. ويتراوح سعر غرسة الزيتون او الصنوبر هذا العام بين 7 آلاف و15 الف ليرة تقريبا وذلك بحسب عمرها. اما انواع اللوزيات الأخرى، فلا يزيد سعرها عن 5 آلاف ليرة.

الا ان بيع نصوب الزيتون يبقى في المقدمة لتجذره في هذه المنطقة واتساع اراضيها، المزروعة منها والسليخ، على اعتبار ان الزيتون يؤتي ثماره بعد اربع او خمس سنوات من زراعته ولا يحتاج الى الكثير من العناية مقارنة بغيره من الأشجار المثمرة، وهو الشجرة المباركة ذات العمر المديد ما يزيد على الألفي سنة. لذا، فإن الناس في هذه المنطقة يسعون الى استصلاح اراضيهم وزرعها بنصوب الزيتون اضافة الى انواع اخرى مثل الصنوبر الذي بات يأخذ حيزا مهما لدى المزارعين كونه شجرة حرجية ولا يحتاج الا الى القليل من العناية، ومردوده المادي يبدأ في عمر العشر سنوات بحيث يصل كيلو الصنوبر الأبيض البلدي "اي المقشر" الى حدود الخمسين دولارا اميركيا" حسبما يقول ابو فادي، صاحب مشتل لبيع النصوب والشتول، مشيرا الى ان "نسبة الطلب على زراعة النصوب هذا العام وخصوصا الزيتون تراجعت بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي. والسبب الأساسي وراء ذلك، يعود الى صعوبة تصريف الإنتاج وغياب الإرشاد الزراعي وتشجيع المزارعين.
هذا الجهد الفردي الذي يقوم به اهالي المنطقة، بعيدا عن اي توعية او ارشاد زراعي، الا فيما ندر، انما يعتمد على ثقافة زراعية توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، ولديهم اصرار بعدم ترك اراضيهم بورا.
ابو مارون عطالله الذي يبحث في سوق الخان عن افضل انواع نصوب الزيتون، يذكر انه سيزرع هذا العام 150 غرسة زيتون مع العلم ان لديه 850 شجرة في حقله، مؤكدا ان "زيت الزيتون هو ذهب المنطقة رغم قلة بيعه وكساده في الجرار والخوابي"، "لكن الأرض غالية علينا ولن نتركها بورا طالما لدينا القدرة على زراعتها".

ويؤكد ابو علي الحاج الذي يبيع النصوب والشتول منذ عقود، ان "الناس في هذه المنطقة يزرعون اكثر من عشرين الف غرسة من كافة انواع الشتول لاسيما الزيتون، الا ان البيع هذا العام يبدو ضعيفا نسبيا ربما بسبب صعوبة تصريف الإنتاج والمحاصيل خاصة زيت الزيتون ووجود أسواق خارجية تغزو السوق المحلي".
منطقة شاسعة، وقاطنوها لا يوفرون جهدا في سبيل زراعة ارضهم والعناية بها وتشجيرها حفاظا على ما ورثوه من الأهل والأجداد. وجل ما يحتاجونه، القليل من الإهتمام والتوعية والإرشاد لما هو افضل لأرضهم من شتول يسهل العناية بها وتصريف انتاجها.

السابق
5 كومبيوترات من اليونيفيل لبلدية أرزون
التالي
تأثير ضئيل لعاصفة شمسية على الأرض