صيدا لم تستجب لاعتصام الأسير في بيروت

شكًل الاعتصام الذي نفذه الشيخ احمد الأسير أول امس، في ساحة الشهداء في بيروت، مادة للنقاش في مختلف الاوساط الاسلامية والوطنية.
وتؤكد مصادر متعاطفة مع الأسير، ان الاخير من خلال تحركه الاخير اراد ان يوصل رساله الى كل العالم الاسلامي ويثبت حضوره في لبنان وخارجه في الاقطار العربية بأنه الشخص الذي يمكن التحدث معه في لبنان عن الحالة الإسـلامية بشكل عام والسلفية بشكل خاص، وأنه بمخاطبته الدول العربية دولة دولة اراد أن يأتي الجواب له شخصياً وليس لغيره وهكذا كان.
وتتوقف المصادر عند عدم إثارة الاسير للغرائز المذهبية وخطبه ود المسيحيين، مشيرة الى ان المواقف التي نأت بنفسها عن مسيرته واعتصامه، قد تضررت شعبياً، في الوقت الذي بات فيه الاسير يلعب في ملعبها المذهبي والمناطقي وبات شريكاً قوياً لها في كل الاستحقاقات.
وتقول أوساط الأسير إنه استطاع بشخصه أن يقوم بما لم تستطع أية جهة القيام به عبر الزحف والاعتصام وسط بيروت ومخاطبة كل العالم من العاصمة اللبنانية وتأمين هذا الحشد رغم المطر والبرد (تفاوتت التقديرات حول عدده ما بين 1500 و1800 مشارك).

اما في الضفة المقابلة لهذه القراءة، هناك في صيدا من يؤكد بأن مسيرة الاسير واعتصامه لم يستطيعا ان ينالا كثيرا من هيبة القوى السلفية الاخرى ولا حتى من اهمية حضور الجماعة الاسلامية، ولا من جمهور القوى الاخرى، خاصة تيار المستقبل.
وتشير هذه القراءة الى ان الاسير كان قد وعد بحشد يقارب الـ 5000 او ستة آلاف شخص «ووجدنا انه لم يتمكن من جمع اكثر من 1400 شخص في بيروت، معظمهم من صيدا (نحو 800 شخص) ناهيك عن الوجود السوري المعارض فيها.
وتلفت هذه القراءة النظر الى ان استدراك فلسطين من باب الاقصى وحمايته جاء متاخراً جداً في اهتمامات ومواقف وخطب الاسير، لأنه لا يذكر فلسطين الا نادراً، إضافة الى ان التوقيت بحد ذاته للاعتصام يثير الريبه، اذ «لماذا التضامن مع حمص اليوم بعد سقوطها، مع العلم انها بقيت اربعة اشهر محاصرة؟. وهل القصد نقل التوتر الى لبنان؟».

إضافة لما تقدم هناك ارتياح صيداوي لحجم المشاركة الصيداوية في المسيرة «ما اثبت ان الصيداوي ليس مستعداً لأن يذهب بالتحدي حتى النهاية، مع العلم ان الكثير ممن خرج غير محسوب على الاسير بل خرج كردة فعل على التهديدات التي صدرت، وجزء آخر منهم خرج كرهاً بالشيعة والسوريين».
وتنتقد هذه القراءة الأسلوب الذي ينتهجه الاسير في تغييب الآخرين بعدم تنسيقه مع احد حتى من تعامل معهم سابقاً لا سيما اللقاء العلمائي، ليظهر بمظهر المرجعية التي بات واضحاً من اسلوب دعوته لكل الانشطة حرصه عليها من خلال الدعوات التي تحمل اسمه.
الى ذلك، اعتبر المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود ان من حق الاسير التعبير عن ارآئه بكل حرية طالما انه يمارس هذا الحق ضمن الاطر القانونية وبما يكفله الدستور لاي مواطن في التعبير عن رأيه وفكره ومعتقداته. واستغرب الضجة الاعلامية المفتعلة للتشويش على تحرك الاسير الذي صب في المحصَلة لمصلحته بعد التهديدات له.

في المقابل، اعتبر إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود ان تحرك الاسير الاخير في العاصمة بيروت جاء في غير موضعه وفي غير مكانه لأنه يعتمد على تحليل سياسي خاطئ ويؤدي في النهاية الى تأييد التدخل الاجنبي الذي يتسبب بأضرار تفوق الأضرار التي تحصل الآن .
ويشدد حمود على ان ظاهرة الاسير مؤقتة لأنها لا تعتمد على رؤية لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية السياسية.
وبرأي حمود ان التركيز على التحريض المذهبي في مواقفه وخطبه انما هو سلوك قد يؤدي الى نتائج خطيرة لا تستطيع النيات السليمة وقفها ولا يمكن ضبط حدودها.

السابق
صيدا القديمة تحت المجهر الدولي في مؤتمر التقييم والتطور
التالي
تراث صور مهدد بالخطر!!