وزراء بسمنة وزراء بزيت؟!

ربما كان على وزير السياحة فادي عبود أول من أمس أن يذهب الى الرابية لا الى السرايا ليغني على طريقة عبد الحليم حافظ: "سواح في البلاد سواح… سواح ولا داري بحالي سواح".
ذلك ان الشكوى عند الرئيس نجيب ميقاتي في ما يتصل بالحكومة ومسارها لن تقدم أو تؤخر، ربما لأن ميقاتي هو أيضاً يدندن في سرّه: "لا أنا عارف ارتاح… وأنا تايه سواح".
ولكن ماذا يترك الوزير عبود للمواطن اللبناني، عندما يقول انه ضائع ولا يفهم كيفية عمل مجلس الوزراء ولكأن هناك أصلاً من يفهم، وانه ذهب يستوضح ميقاتي أموراً قد لا تكون واضحة عند دولته بالتأكيد وهو صاحب نظرية "النأي بالنفس"، التي لا تعني في النتيجة سوى اننا في دولة "دري وطنّش" واننا مثل أليس في بلاد العجائب وآخر من يعلم!

ولا ندري سبب دهشة الوزير عبود من أن الوضع في الحكومة هو على طريقة "ولاد الست وولاد الجارية" وان هناك كما يقول وزارات سيادية ووزارات تعتير، وكأنه لم يكن الى جانب الجنرال ميشال عون في معاركه للحصول على الوزارات السيادية، التي يقول عبود ان الدستور [ومرحبا ايها الدستور] لا يجعل منها وصية على الوزراء "الجواري والمعترين" في البيئة والصناعة والسياحة، وهو ما ذكّر الناس بكتاب الجاحظ "مفاخرة الجواري والغلمان".
كان واضحاً من كلام وزير السياحة الذي سبق له ان بشّرنا بأنه يملك خطة عنوانها "صناعة السياحة" أن نار الغيرة تتآكله من وزير الزراعة النشيط حسين الحاج حسن زميله وحليفه، الذي استطاع كما يقول أن يرفع ميزانية وزارته من 20 مليار ليرة سنوياً كانت توازي ميزانية وزارة السياحة الى 350 ملياراً، ولكأن عبود في إشارته الى أن هناك وزراء بسمنة ووزراء بزيت، لا يدري الفرق بين فادي وحسين، وبين عبود والحاج حسن، ثم بين "الشرطة السياحية" التي يطالب بها وبين "حزب الله" الذي يرى وزير الزراعة أنه يحرس البلد ليبقى فيه سياحة وسياح!

المثير أن تصريح عبود صباحاً من السرايا سبق الاشتباك الكلامي مساءً بين زميله الوزير جبران باسيل والوزير محمد الصفدي، حول سلف الخزينة وتسكير دفتر الحساب، والذي انتهى بقول الصفدي: "إذا بدكم وزير ماليّة غيري دوّرو على غيري".
ومن الواضح ان ما قاله عبود يعني في العمق: "دورو على غيري"، لكن كان الأجدى به قول هذا في الرابية لا في السرايا، فليس سراً ان هناك من يهمس بأنه بات يغبط شربل نحّاس على خروجه من جنّة الملائكة في الرابية!  

السابق
كل الألاعيب القذرة 
التالي
الثورات والسنّة في لبنان