قاسم: المطالبون بنزع السلاح جماعة مفلسة

رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في احتفال تجمع المهندسين- المهن الحرة، "أن منظومتنا اليوم تقوم على أربعة أمور أساسية في الواقع اللبناني، هي:

أولا: نعتبر أن مشروع المقاومة أحيا لبنان وحماه وجعله في الموقع المتقدم في كل الشؤون التي تحيط بنا. في السابق كانوا يقولون بأن لبنان يتأثر بمحيطه، وأقول لكم إن لبنان يتأثر بمحيطه، ولكن بعد المقاومة أصبح لبنان يؤثر في محيطه ولا يتأثر فقط، لم نعد مكسر عصا، ولم نعد جسر عبور، أصبح لنا موقف يؤثر ويغير ويبدل وينعكس على الواقع العام.

ثانيا: نعتبر أن المطالبين بنزع السلاح جماعة مفلسة، تحاول أن تصنع شعارا تعتقده جذابا، لكنه شعار بلا قيمة ولا إمكان لصرفه الآن ولا بعد فترة طويلة من الزمن، لذلك بالنسبة إلينا هذا الشعار هو تكرار للمطالب الأميركية-الإسرائيلية التي تريد لبنان ضعيفا لتتحكم فيه، ومع وجود هذه المقاومة وسلاحها لن تتمكن أميركا وإسرائيل من العبور من بوابة لبنان لتأخذ ما تريد.

ثالثا: نعتبر أن التورط والتدخل في الشأن السوري أمر ضد مصلحة لبنان، ولا طاقة للبنان على أن يتحمله، ولا يجوز أن يكون لبنان بوابة عبور للمشروع الأميركي الإسرائيلي ضد سوريا، وليختر الشعب السوري ما يريد، ولكن ما علاقة البعض في لبنان بأن يتدخلوا جهارا ونهارا بهذه الصيغة وبهذه الكيفية؟ هذا مضر للبنان وينعكس سلبا عليه وهذه اقتناعاتنا.

رابعا: نحن نرفض أن يستخدم لبنان بوابة لتصدير الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله، سواء أكان اسمه إرهابا إسلاميا أو إرهابا قوميا، أو إرهابا كفريا، نحن ضد استخدام لبنان مقرا أو ممرا لأي شكل من أشكال الإرهاب الذي لا أفق أمامه ولا مشروع لديه إلا الفوضى والقتل من دون سبب ومن دون مبرر".

وقال: "هذه الأمور الأربعة نحرص عليها ونعتبر أنها قواعد أساسية، وعملنا كل الفترة السابقة من أجل حماية لبنان على هذه القاعدة، طالما قالوا بأن وجود السلاح عند حزب الله يؤثر في المعادلة الداخلية! وأنتم تعلمون أن سلاحنا لن يؤثر على المعادلة الداخلية، بدليل أننا نخوض الانتخابات، فتارة نربح وتارة نخسر، وفي انتخابات الكليات، والنقابات، والنيابية، ولو كان لهذا السلاح أثر في الداخل لربحنا في كل الانتخابات، ولكن قرارنا ألا يستخدم هذا السلاح في الداخل، وتركنا الناس لخياراتهم، رغم أن هناك أسلحة سيئة يستخدمها الآخرون هي أسوأ بكثير مما يدعونه، وهي أسلحة شراء الضمائر والذمم، والأموال التي تفوح منها رائحة النفط، والدعم الخارجي الذي يعمل في السياسة والإعلام والترويج والتسويق لخداع الناس من أجل نجاح الطرف الآخر. مع ذلك اعتبرنا أننا يجب أن نعمل لإقناع الناس ولهم أن يختارونا أو لا يختارونا".

أضاف: "اليوم في لبنان جماعة 14 آذار ليس لهم قرار ذاتي، هم صدى للقرارات الأميركية-الإسرائيلية، هم أسرى أولياء النعم الذين يدفعون المال أثناء الانتخابات، والذين يواكبون الخدمات المأجورة للناس، والتي تكون على قاعدة أخذ البطاقات الى حين الانتخابات. لا أخفيكم أننا فوجئنا بأن خروجهم من الحكم قد أضاع صوابهم، كنا نعتقد أن الخروج من الحكم مؤلم، ولكن لا يصل إلى حد إفقاد الصواب، هذا يدل على ضيق الأفق. اتركوا الناس تختار، والاختيار جاء بمحض الإرادة عند هؤلاء الذين اختاروا هذه الحكومة ولم يختاروا غيرها".

وتابع: "في أي حال، ستؤكد التجارب يوما بعد يوم أن الاعتماد على القوى الخارجية لتعديل موازين القوى الداخلية غير نافع، ابحثوا كيف تعملون مع الناس، وابحثوا كيف يقتنع الناس بأطروحتكم، ولا تلتفتوا إلى الخارج.
أما الحكومة، فنحن حرصاء في حزب الله على استمراريتها، ونساهم في تجنيبها المنزلقات، ونعمل على التعايش معها في إطار التعقيدات الموجودة في داخلها، هذه الحكومة مركبة وليست متجانسة، وهي نتيجة تقاطع رؤى في مرحلة زمنية، وليست من لون واحد. هذه الحكومة هي تعبير عن اجتماع اقتناعات في لحظة تاريخية حساسة، ولكن هذا لا يعني أن من في داخلها يتعايش مع الآخر بكل شفافية أو باقتناع تام. لذا نعتبر أن علينا أن نحافظ على هذه الحكومة ونعرف كيفية تشكيلها وتركيبتها، وبكل صراحة، هذه أفضل حكومة ممكنة في ظل الظروف التي نعيشها في لبنان".

وقال: "لا أحد يراهن على شيء آخر، ولا أحد يطالبنا بأمر لا قدرة لنا ولا لغيرنا عليه. هذه أفضل حكومة يمكن أن تكون موجودة في هذه الظروف الموضوعية، على الأقل هذه الحكومة أنجزت الاستقرار السياسي والأمني في البلد، وحمت لبنان من الانزلاق في الأزمة السورية، وكنا نسمع التصريحات التي أرادت أن تجعل من شمال لبنان مخيما سوريا للاجئين وللمقاتلين، يزود سوريا بهم ويورد إلينا الباقين إلى الداخل اللبناني. لولا هذه الحكومة بعد توفيق الله تعالى لانزلق لبنان في المأزق السوري.
هذه الحكومة أوقفت العبث بالإدارة التي كان يتم الاختيار في داخلها بحساسيات وحسابات وعصبيات قاتلة، وهذه الحكومة توازنت قراراتها السياسية مع خصوصية لبنان، لذا نعمل على أن نحافظ عليها ونجنبها المطبات. نعم، عليها أن تنجز التعيينات، وأن تلتفت إلى الملفات اليومية للناس، وإلى الملفات الحياتية المختلفة، لأن هذه من الأمور التي يجب أن تقوم بها، ونحن بصراحة نتابع قضايا الناس ونعمل قدر الإمكان".

وأضاف: "لعل البعض يناقشنا بأنكم دائما تتحدثون في السياسة أكثر مما تتحدثون في القضايا المطلبية. في الواقع، إذا كان المطلوب الحديث في القضايا المطلبية حتى يسجل أنه قلنا شيئا عن القضايا المطلبية، فنحن حاضرون، ولكن هذا لا ينفع، نحن نعلم أن مسألة الأجور للقطاع العام وللمعلمين الخاص والعام إلى الآن لم يتحرك فيها ساكن، في الوقت الذي أقرت أجور للعمال، وعلى الحكومة أن تنجز هذا الملف وهذا حق طبيعي".

وأشار الى "أننا نعلم أن قضية الكهرباء أخذت جدلا كبيرا، لكننا عملنا بكل طاقتنا من أجل تسهيل العملية، حتى خرج المشروع من المجلس النيابي. والآن هناك متابعة لمسألة البواخر لتصل الى النتيجة الممكنة. نحن شاركنا في إلغاء الـ TVA على المازوت الأخضر والأحمر لتخفيف العبء على الناس، وهناك قرارات بمشاريع مائية كثيرة تمت، هذه الأمور الإجرائية تحتاج إلى حركة عملية نقوم بها قدر الإمكان، ولكن هناك مشكلة مزدوجة من ناحية الحكومة تسير ببطء بسبب طبيعة تركيبتها، والسبب الثاني أن البلد غارق في مديونية بسبب اتجاهات سياسية سابقة، ونحن أسرى لدفع استحقاقات هذه المديونية وفرملة عجلة تقدم لبنان.
ونركز على السياسة لأننا نعتبر أننا إذا وعينا الناس وحمينا البلد سياسيا يمكن أن نعمل في الداخل، أما إذا كان البلد معرضا لأن يكون مزرعة أو مسرحا أو ملعبا، فلا يمكن لأي خدمة أن تقدم في الداخل اللبناني، لذا نركز على القضايا السياسية الأساسية".

ولفت الى "أن مواقفنا التي أدت إلى هزيمة إسرائيل استعادت جنوب لبنان وساهمت في إعماره وجعلت هناك استقرارا داخليا حقيقيا، بينما عندما كانت إسرائيل محتلة بشكل أوسع، كانت تتدخل في إثارة القلاقل في داخلنا حتى لا نتحرك وحتى لا نحصل على ما نحصل عليه".

وختم: "نحن في حزب الله سنستمر في مواقفنا، ومقتنعون بأن هذه المواقف هي التي تحمي لبنان والمستقبل. ليست لدينا مراهنة إقليمية ولا دولية، وليست لدينا مراهنة على سقوط أنظمة أو بقاء أخرى، ولا على متغيرات دولية تغير رأي مجلس الأمن الدولي تجاهنا، ضدنا أو معنا، مراهنتنا الوحيدة بعد الله تعالى هي على مقاومتنا وإمكاناتنا وموقفنا وصبرنا أمام كل التحديات، ونحن مقتنعون بأن هذا الطريق هو الذي يوصل إلى نتيجة، غيره لا يوصل إليها".  

السابق
الجميل: اسرائيل ليست مستعدة للسلام وتوفر ذريعة لقيام الاصوليات
التالي
ابي نصر: لا انتخاب للمغتربين في 2013 لغياب الجدية