مقتل صيرفي في صيدا وتوقيــف الجـاني ريفي كافأ سائق أجرة مساهم في القبض على القاتل

وجد الصيداوي محمد الناتوت (أبو مازن) صباح اليوم جثة هامدة داخل محله للاتصالات والصيرفة عند مستديرة الياس إيليا في صيدا غارقا بدمائه جراء طعنات عدة بسكين في انحاء مختلفة من جسده قبل ان يقوم القاتل بسرقة بعض الاموال والفرار الى بيروت.

وحضرت القوى الامنية وباشرت تحقيقاتها وقامت بعرض تسجيل كاميرات.. المراقبة داخل المحل، فتبين في المعلومات الاولية أنه قرابة الثانية والنصف بعد منتصف الليل دخل احد الاشخاص إلى المحل وطلب من الناتوت تحويل أموال إلى سوريا، فأعطاه "أبو مازن" بطاقة لمحله الثاني في صيدا المختص بتحويل الأموال إلى سوريا، فما كان من الشخص ان طعنه في صدره، وحاول المغدور مقاومته والإمساك بالسكينة والخروج من وراء "الكونتوار" للدفاع عن نفسه، ما أدى إلى جرح كبير في يده، إلا أن المجرم قام بطعنه مرتين في ظهره حتى سقط أرضاً، ثم سرق بعض الأموال قبل ان يفر مسرعا إلى ساحة النجمة ويستقل سيارة إلى بيروت، إلا أن مخابرات الجيش تمكنت من معرفته سريعا ونسقت عملية القبض عليه في بيروت، وتبين أنه سوري الجنسية ويدعى ن.ف.

مكافأة مالية: وبناء على تكليف من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي إستقبل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد ديب الطبيلي في مكتبه في سراي صيدا سائق الأجرة (ف.ك) الذي كان له دور أساسي في كشف جريمة قتل الصيرفي الناتوت والقبض عليه وسلمه مكافأة مالية من المديرية تقديرا لجهوده وامانته في الإبلاغ عن مكان الجاني وصولا الى القبض عليه.

إجتماع في دار الإفتاء: وفي ضوء الجريمة عقد في دار الإفتاء في صيدا لقاء جمع المفتي الشيخ سليم سوسان الى الرئيس فؤاد السنيورة وممثلين عن الطوائف الروحية في المدينة والجوار.

وأتصل الرئيس السنيورة برئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

بيان: وفي الختام، تلا المفتي سوسان البيان الاتي: "ان هول الجريمة النكراء التي ارتكبت بقتل المواطن الصيداوي المرحوم محمد الناتوت جاءت تتويجا لسلسلة من الارتكابات الامنية والسرقات التي عانت منها مدينة صيدا مؤخرا".

اضاف: "لقد اتت هذه الجريمة في ظروف يتوق فيها المواطن الى الامن والاستقرار ويكفيه فيه ما يعانيه من صعوبات الحياة. فالامن والاستقرار في الحياة الانسانية يساوي الرغيف. ولا يمكن لاي مواطن ان يعيش في ظل سرقات واضطرابات وجريمة".

وتابع: "من هنا يتوجه المجتمعون الى الدولة اللنبانية بكل اجهزتها الامنية والقضائية، بأن تضرب بيد من حديد على ايدي المجرمين وتنزل بهم اشد العقوبات ليكونوا عبرة لامثالهم، ويستتب الامن في هذه المدينة الطاهرة تحقيقا لقوله تعالى "ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. ان الامن من اهم مطالب الحياة، فهو كالماء والهواء وعندما تفقد مدينة امنها، ويتلاعب بها المجرمون، انما يوصل هذا الى الخراب والى الضياع".

وختم: "نؤكد ونهيب بكل الاجهزة الامنية والقضائية، وفي هذه الظروف الدقيقة من تاريخ هذا الوطن، بأن تقوم بمسؤولياتها فتفرض الامن والاستقرار كاملا الذي هو غاية المواطنين صونا للانفس والاموال والاعراض في هذه المدينة".

الحريري: الى ذلك، توالت الإستكارات على الجريمة، فأعربت النائبة بهية الحريري – الموجودة خارج لبنان – عن استنكارها الشديد للجريمة النكراء التي أودت بحياة الصيرفي، متوجهة بأسمى آيات التعزية والمواساة لعائلته ولجميع ابناء وعائلات المدينة.

وقالت: ان صيدا اليوم حزينة حزينة.. أم مفجوعة بفقد ابنها.. المحب للجميع والمحبوب من الجميع.. " ابو مازن الناتوت " الذي لا نستطيع الا أن نعبر عن خسارتنا الكبيرة بفقده.. فكيف اذا كان الرحيل مدوياً وبجريمة بشعة على يد سارق.. عندها تكون الخسارة أكبر ممزوجة بالألم والغصة..

إنها جريمة مزدوجة ليس لكونها جمعت بين القتل والسرقة، بل كونها استهدفت في آن معا، حياة مواطن شريف يسعى وراء رزقه وحياة مدينة تسعى لأن تحافظ على مساحات الأمان والإستقرار فيها بإرادة اهلها وبالتعاون مع القوى الأمنية والعسكرية.

ولا يسعنا والمصاب مصاب المدينة كلها وليس فقط مصاب عائلة أبو مازن الناتوت، الا أن نعلن شديد استنكارنا وادانتنا لهذه الجريمة، ونطالب بحق المدينة وحق العائلة في الاقتصاص من الجاني بإنزال اشد العقوبة به كي لا تتكرر هذه الجريمة، وان نطالب الجهات الأمنية والعسكرية والقضائية المختصة بأن تعزز حضورها في المدينة ليل نهار يما يحفظ امن المواطن وأمانه في مسكنه وعمله وتنقلاته..

نشارك عائلة ابو مازن مصابها الأليم سائلين الله عزل وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهم اهله وعائلته الصبر والسلوان.

وكانت النائبة الحريري اجرت من الخارج سلسلة اتصالات لمتابعة ملابسات جريمة صيدا شملت كلا من المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج ومفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد ديب الطبيلي. كما اتصلت بعائلة المغدور الناتوت معزيةً ومتضامنة.

سعد: استنكر رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد الجريمة وطالب باتخاذ إجراءات حماية فاعلة من شأنها أن تحد من إمكان حصول مثل هذه الجريمة في المستقبل، داعيا بلدية صيدا الى إعادة تفعيل الحرس البلدي ليقوم بدوره في اعمال الحراسة في المدينة". كما اجرى سلسلة من الاتصالات بهدف تنظيم تحرك في صيدا يعبر عن الاستنكار للجريمة، شملت كلا من المفتي الشيخ سليم سوسان، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد حسن صالح، ورئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف، وجرى التشاور خلال الاتصالات في أسلوب التعبير عن موقف صيدا الشاجب للجريمة، والمطالب بتوفير الحماية الأمنية لسكانها.

المستقبل: بدوره، استنكر الامين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري في بيان الجريمة، كما دان المنسق العام للتيار في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود الجريمة، لافتا الى انها تطرح من جديد قضية الامن المتراخي في البلاد، مقدما التعازي باسم المنسقية من عائلة المغدور.

بلدية صيدا: بدورها تقدمت بلدية صيدا، من عائلة المغدور ومن اهالي المدينة بالتعازي، مطالبة بالاقتصاص من المجرم وكل متورط يكشفه التحقيق.

الهيئات الاقتصادية: من جهتها، اعتبرت الهيئات الاقتصادية ان "الجريمة النكراء التي نالت من حياة ابن المدينة، نالت معها ايضا مما تبقى من امن واستقرار وامان ينشده المواطن"، لافتة الى ان مقتله وبهذه الطريقة اثناء وجوده في مكان عمله اصاب المدينة وهيئاتها الاقتصادية والتجارية في الصميم. وطالبت الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضاء اللبناني بعدم التهاون مع الجاني، منوهة بسرعة تحرك القوى الأمنية والعسكرية وتمكنها من القاء القبض على الجاني بعد ساعات قليلة على ارتكابه الجريمة. ودعت الى الإقفال والمشاركة في التشييع الذي سينطلق من مسجد الحاج بهاء الدين الحريري اليوم بعد صلاة العصر.

غرفة التجارة: كذلك وجهت غرفة التجارة والصناعة والزراعة نداء الى الجهات المختصة كافة للعمل على تنفيذ القوانين المرعية الاجراء لمعاقبة كل من تسول له نفسه القيام بهذه الاعمال الاجرامية.

حمود: كما استنكر منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود الجريمة وقال: ان كل عبارات الشجب والاستنكار لا تكفي لإدانة هذه الجريمة البشعة التي هزت صيدا كونها استهدفت مواطنا آمنا في مؤسسته.

ان جريمة قتل ابو مازن الناتوت تطرح من جديد قضية الأمن المتراخي في البلاد، وتتطلب من المسؤولين اعادة الاعتبار للدولة بفرض هيبتها التي من شأنها ردع المجرمين والمخلين بالأمن والمنتهكين لأمن واستقرار المواطنين.

كما ان هذه الجريمة التي شكلت صدمة لكل صيداوي، تدعو من بيدهم زمام الأمن في البلاد وفي المدينة للعمل على اتخاذ التدابير والاجراءات الكفيلة بإشعار المواطنين بالأمن والأمان، ووضع خطة امنية متكاملة لصيدا وفي الأساس منها المدينة القديمة.. ليعيدوا لهذا المواطن ثقته بدولته ومؤسساتها.

اننا اذ نتقدم بإسم منسقية تيار المستقبل في صيدا والجنوب باسمى التعازي من عائلة المغدور ابو مازن الناتوت رحمه الله، سائلين الله له الرحمة وان يدخله فسيح جناته، نعلن تضامننا الكامل مع العائلة من اجل احقاق الحق والعدالة بإنزال عقوبة الإعدام بالجاني ليكون عبرة لكل من يفكر في الإقدام على ارتكاب مثل هذه الجريمة.  

السابق
قوى الامن تحذر المواطنين من اتصالات احتيالية
التالي
الثورة المتصاعدة في المملكة العربية السعودية