الأطلسي لن يتدخل حتى بتفويض دولي ..والاسد يؤكد على تلازم الإصلاح والاسـتقرار

رغم تصاعد حملة التحريض الأميركية ـ الغربية ـ الخليجية ضد سورية، والتي كان آخرها استصدار قرار مشبوه عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الهزائم التي تعرض لها هذا الحلف في اكثر من مكان، فإن الوضع الداخلي في سورية يسير نحو مزيد من الخطوات الإيجابية وسط تأكيد قيادتها على المضي في العملية الإصلاحية مهما كانت الضغوط. كما ان خطوات تثبيت الأمن في عدد من المناطق تخطو في الاتجاه المطلوب.

جدد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن الإصلاحات السياسية في بلاده يجب أن تتزامن مع الاستقرار، فيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، من انقرة، بأن الحلف لا ينوي التدخل في سوريا حتى ولو تحت مبدأ المساهمة في عمليات إنسانية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد تسلم رسالة من نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تتعلق بالتطورات الجارية على الساحة السورية، نقلها رئيس الحكومة مولاي ولد محمد لقظف.
وقدم الأسد للقظف، في دمشق، "شرحا حول حقيقة ما يجري في سوريا، وما تتعرض له من استهداف بمختلف الوسائل لإثارة الفوضى فيها، كما استعرض خطوات الإصلاح السياسي التي تقوم بها الدولة، مؤكدا أطن هذه الخطوات لا بد أن تسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار وحماية المواطنين".
وأكد لقظف، من جهته، "خطورة استهداف سوريا"، معتبرا أن "استقرار سوريا أساسي لأمن الدول العربية والمنطقة واستقرارها، وأن هدف ما يجري هو تفتيت سوريا والقضاء على دورها التاريخي والقيادي في المنطقة".
واستعرض لقظف، في اللقاء الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم،"وجهة نظر بلاده في سبل الخروج من الأزمة التي تشهدها سوريا"، فيما أعرب الأسد عن تقديره للجهود التي تقوم بها موريتانيا لمساعدة سوريا على تجاوز هذه المرحلة.
إلى ذلك، أعلنت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، في بيان، أنه "نظرا لتزامن تحديد موعد الاستفتاء الشعبي على الدستور في 26 شباط الحالي الذي يعد أولوية وطنية تتقدم على ما عداها من أولويات مع التوقيت المتوقع لانعقاد المؤتمر القطري الـ11 للحزب، قررت القيادة السياسية تأجيل موعد المؤتمر القطري إلى ما بعد عملية الاستفتاء على الدستور على أن يحدد الموعد الجديد لاحقا".

وقال راسموسن، في مقابلة مع "رويترز"، إن الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا حتى في حالة صدور تفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين، وحث دول الشرق الأوسط على إيجاد وسيلة لإنهاء «العنف».
كما رفض إمكانية تقديم أي إمدادات أو مؤن لدعم ممرات إنسانية في سوريا تقترحها فرنسا وتركيا. وتابع "لا نعتزم في أي حال أن نتدخل في سوريا".

وعن الموقف الروسي قال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في مؤتمر نادي "فالداي" الحواري الدولي، إن "الاقتراح الروسي بإجراء مفاوضات بين ممثلي السلطات السورية والمعارضة في موسكو يبقى مطروحا برغم رد الفعل الأولي السلبي لممثلي بعض مجموعات المعارضة، وخاصة المجلس الوطني السوري". وكرر أن "إطلاق الحوار من دون شروط مسبقة هو السبيل الوحيد لوقف سفك الدماء وتفادي الحرب الأهلي".

وأضاف بوغدانوف "رصدت روسيا تناميا كبيرا للعنف في سوريا في الفترة الأخيرة، ولم تتسبب فيه السلطات السورية بل بذلت ما بوسعها لتقليل العنف إذ أخرجت المدرعات والقوات من شوارع المدن وأفرجت عن آلاف المعتقلين ولم تضع العراقيل أمام التظاهرات السلمية وفقا لرأي المراقبين العرب في حين ازدادت المجموعات المسلحة المعارضة نشاطا".  

وأكد نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون، الذي التقى نظيره السوري فيصل المقداد في دمشق، "أجرينا محادثات أولية في هذا اللقاء وتبادلنا الآراء حول الوضع في سوريا، وتشاورنا في سبل تعزيز تعاوننا في مواجهة هذه المرحلة الصعبة في سوريا".
وأضاف تشاي جون، الذي يلتقي الأسد اليوم، إن "الصين أكدت موقفها المبدئي تجاه هذه

المسألة وقلنا إن سيادة الأراضي السورية ووحدتها واستقلالها وسلامتها يجب أن تحترم من قبل جميع الأطراف ومن قبل المجتمع الدولي، كما نؤيد الخيار المستقل للشعب السوري والحوار الوطني والإصلاحات المستقبلية في هذا البلد"، معربا عن "أمله في إحراز التقدم في هذه الاتجاه".



السابق
الانوار: البحث في حل بالتقسيط لازمة الحكومة ينطلق من مجلس النواب
التالي
النهار: حرّكات الوساطة أقلعت بعد التمديد للمحكمة والمخرَج دمج اقتراحين نيابيين لبدل النقل