الشعار: مشكلتنا في السلاح المنتشر

ناشد مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار الدولة اللبنانية ان تأخذ قرارها السياسي بنزع السلاح من جميع المواطنين ومن فوق جميع الأراضي اللبنانية، وان تكون هي صاحبة الأمر والنهي وهي المكلفة بإرساء قواعد الأمن والاستقرار على كل حبة تراب من أرض الوطن.

وأكد ان الحياة الطبيعية عادت الى مدينة طرابلس بعد المواجهات التي دارت رحاها خلال الأيام الماضية بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، شاكرا لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي سرعة مبادرتهما مع قائد الجيش لإصدار الأوامر للجيش الوطني الذي أخذ دوره وأعاد الهدوء الى هذه المنطقة الفقيرة والمظلومة والمنكوبة والمعدومة.

وأوضح المفتي الشعار في تصريح لـ «الأنباء» انه ليست هناك مشكلة حقيقية بين أهالي منطقة التبانة وأهالي منطقة جبل محسن وليس هناك من خلاف على شيء محدد لا على الماء والكهرباء ولا على سيارة أو قطعة أرض ولا على غير ذلك من شأنه ان يوصل الى توتر أمني أو تقاتل بين المنطقتين، لافتا الى التعاون والتعايش وان الأيام الماضية والسنوات الماضية خير دليل على ذلك، واعتبر ان الذي حدث في منطقة باب التبانة هو ثمرة ذلك الاحتقان السياسي العام الداخلي في لبنان والخارجي في سورية، ورأى ان القارئ والمتابع لليوميات السياسية في لبنان يدرك ان هناك توترا عاليا بين أكثر من فريق، وان هناك رغبة في ان يهيمن فريق على آخر لجهة التمكن من القرار السياسي أو حتى تحقيق المكاسب السياسية، وربما وضع اليد على توجهات الحكومة وسياستها، مشيرا الى ان هذا الأمر من شأنه ان يحدث ردة فعل عند غالبية الشعب اللبناني المسيس بغالبيته، وقال انه معلوم لكل من يتابع ان لبنان يحتضن فرقاء سياسيين لهم علاقتهم المميزة في الخارج، خاصة في سورية أو إيران، وهذا من شأنه ان يجعل هذا الفريق كثير التجاوب مع أي مشكلة تحدث في الداخل أو الخارج وان المتبصر في الشأن السياسي يدرك ان ما حدث في منطقة باب التبانة وجبل محسن ربما يكون صدى أو ثمرة لذلك الاحتقان لتحقيق بعض المصالح الداخلية أو الخارجية.
 وأوضح ان المشكلة في باب التبانة قد تكون توقفت، إلا انها لم تنته الى غير رجعة، خاصة ان هناك سلاحا منتشرا بين أبناء المجتمع مما يجعل وقوع المشكلة أو الكارثة منتظرا عند أي اشتباك سياسي.

وأعلن ان الوضع الأمني عاد الى وضعه الطبيعي وان معظم المواطنين عادوا الى منازلهم وعادت الحياة الطبيعية الى مدينة طرابلس، لافتا الى ان الاشتباكات التي حصلت كان لها الاثر السلبي على الحركة الاقتصادية والمعيشية والمعنوية.

وعن الوجهة التي يتدفق منها السلاح الى الأطراف المتقاتلة أعرب المفتي الشعار عن اعتقاده ان الجهات الأمنية والدولة لا يعجزها معرفة الأمر، خاصة فيما له علاقة بمصادر السلاح ونوعيته، لاسيما انه ينتقل من منطقة الى أخرى، رافضا قول البعض من ان الجيش يغض النظر عن مصادر اطلاق النار، مبديا ثقته الكبيرة جدا بالمؤسسة العسكرية مستبعدا ان يتورط الجيش في مثل هذا الأمر.

وأكد ان الجيش لديه من الحنكة والدراية ما يجعله قادرا على إسكات صوت النيران.

وقال المفتي الشعار ان ما يجري في سورية يلقي بظلاله وينعكس سلبا على الوضع في لبنان، وانه يخطئ من يعتقد ان لبنان ينفصل عن هذه الآثار السيئة والسلبية، خاصة ان هناك آلاف النازحين قد لجأوا الى وادي خالد وعكار وهم يعانون الأمرين، لافتا الى ان هذا الوضع من شأنه ان يفجر عواطف الناس ويصنع مناخا معينا فيه من التوتر والاضطراب النفسي ما يقلق ويزعج، معتبرا ان الشمال يدفع ثمنا كبيرا بتأثره المباشر وانعكاس الاضطرابات الموجودة في سورية عليه، نافيا ان تكون لديه معلومات عن تواجد لمسلحين مناهضين للنظام السوري أو لعناصر تابعة للجيش السوري الحر، وأكد في هذا المجال انه لا يتبني ما يشاع ويتردد حول هذا الأمر. 

السابق
منظمة العفو الدولية: تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة رسالة واضحة الى سوريا
التالي
الروتين الصباحي يقضي على التفكير الخلاق