نظام البعث… وطن بلا شعب!

لعل من أشهر الأقوال التي كان يرددها عتاة الفاشية العربية وكما كان يتردد على لسان رئيس نظام البعث العراقي البائد صدام حسين قولته الشهيرة "من يفكر بأخذ العراق منا سنسلمه العراق وطنا بلاشعب"! طبعا تغيرت الأمور وجرت مياه عديدة تحت كل الجسور, وأخذ الأميركيون العراق وسلموه بالتالي للنظام الإيراني مع القبلات, ولم يفن شعب العراق, بل بقي يصارع البلوى ويقاوم الفاشية الدينية والطائفية الجديدة, وسيظل يسقي شجرة الحرية حتى تتغير الظروف, أو يقرر الله أمرا كان مفعولا .
إرتباط الأوطان بألأنظمة الحاكمة هي بدعة فاشية بإمتياز تكرست مع أنظمة الهزيمة العسكرية العربية وأرتبطت بمفهوم القائد الأوحد الكاريزمي الذي يفنى الشعب ويسحق الوطن وتتبدد الثروات من أجل راحته وهنائه وإستمراره في الملك والتسلط الذي حول جمهوريات الخوف والفشل العربية إلى جمهوريات نعاج وراثية مستنسخة! في ظل مفاهيم غريبة للعدالة والحرية والديمقراطية والتقدم , والنظام البعثي السوري الآيل للسقوط, الذي يحظى بمباركة ونصرة وتأييد الولي الإيراني الفقيه واتباعه في العالم العربي من المؤمنين, حتى الثمالة, بنظرية الرئيس العراقي السابق صدام حسين, وهو يتصرف ويعمل ويناور ويحارب من وحي تلك الفلسفة الإستئصالية, وضمن إطارها الآيديولوجي والفكري , فالنظام المافيوزي لايرى الدنيا إلا من خلال عرشها القائم على الجماجم والدماء ,

وقد تعود سيادة الرئيس الأوحد الذي ورث عرش ( الرئيس الخالد ) والجلاد المتميز على إدمان طاعة السوريين, وعدم خروجهم عن الطوق السلطوي المرسوم لدرجة أنه حتى في جلسة التنصيب الرئاسية بعد التعديل الدستوري السريع الذي هيئ لتنصيب بشار الأسد رئيسا تعجب النظام, وقتذاك, من إعتراض أحد أعضاء مجلس الشعب السوري وكان إسمه "منذر الموصلي" على طريقة إنتخاب الرئيس, رغم أن منذر الموصلي من البعثيين القدماء, وكان مديرا لمكتب الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ! , المهم إن البعثيين, وكما أثبت تاريخهم, لايعترفون إلا بالإستئثار السلطوي وكل حديث عن مشاركة أو إنفتاح أو ديمقراطية هو عندهم بمثابة هرطقة وحديث خرافة وإضاعة للوقت والجهد , لقد أعلنها نظام البعث السوري وبتفويض مفتوح من روسيا, وإلى حد ما الصين, وبمعاونة النظام الإيراني وأتباعه من أهل الأحزاب الإيرانية في العراق ولبنان والخليج العربي, حربا دموية إستئصالية مفتوحة لنهايات مأساوية, ومريعة أيضا من شأنها إطالة أمد معاناة الشعب السوري وزيادة الخسائر البشرية بشكل مروع بسبب عدم التكافؤ في القوة وحجم النيران بين السلطة ومعارضيها, ولعل السيناريو الأشد بؤسا وقتامة هو أن النظام, وهو يعيش كل موجبات وأسباب الإحتضار والتلاشي قد يلجأ إلى خيارات تفجيرية من ضمنها رفع راية التقسيم الطائفي وتمزيق الوطن السوري إلى كانتونات طائفية مريضة, وبما من شأنه أن يعيد للأذهان حكاية "دولة الساحل العلوية"!!

رغم أن العلويين في سورية ليسوا على خط واحد, ولا رؤية موحدة في الوقوف مع النظام الرافع لرايات البعث والعروبة بشكل إنتهازي فج ومفضوح.
 لقد حقق النظام السوري بحرفنة عالية وهو يرفض كل المبادرات الدولية, بما فيها مبادرة الجامعة العربية, هدف تدمير الشعب وحرق الأخضر واليابس من أجل الإستمرار في السلطة, ولو على حساب جثث السوريين ودمار الوطن.
النظام لايمتلك وصفة حقيقية للإصلاح غير لغة السلاح والتقتيل وتسليط الأجهزة الإستخبارية وإتباع سياسة إبادة المدن وتهديمها على رؤوس قاطنيها بذريعة الحفاظ على الوحدة الوطنية! كما حصل في حملات اعوام 1964 و1966 و1982 وفي أحداث الثورة السورية الكبرى المتجددة منذ مارس 2011 وحتى اليوم.
لاسبيل لمعالجة جرائم النظام السوري سوى بإستعمال نفس لغته وأسلوبه وهو أسلوب القوة المفرطة , أي لا بديل أبدا عن التدخل العسكري الدولي كما حصل في صربيا تحت راية الأمم المتحدة , أي أسلوب ديبلوماسي مع النظام السوري لن يؤدي سوى إلى نتائج كارثية مروعة , فالنظام قد قرر إبادة الشعب السوري ما أستطاع إلى ذلك سبيلا… رغم أن الشعب السوري الحر قد قال كلمته وسينجز وعده بإرسال النظام إلى مزبلة التاريخ. 

السابق
الراي: بلمار أبلغ ميقاتي أنه سيُصدر تحديثاً للقرار الاتهامي بجريمة الحريري
التالي
الانوار: الحريري يشن حملة على النظام السوري وحزب الله لسنا نحن من اوقف الحوار الوطني