اللواء: لقاء بري – ميقاتي لم يحرّك الأزمة الحكومية من عنق الزجاجة

لا يوجد في الأفق السياسي اي معطى يوحي بأن المياه الحكومية ستعود الى مجاريها هذا الاسبوع، وبالتالي فإن المشاورات لرأب التصدع الذي تعرض له مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة ستبقى خجولة بانتظار انقشاع الرؤية، وايجاد البيئة الملائمة لتحرك الوسطاء وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري.

واذا كان قد سجل في الساعات الماضية حراكاً سياسياً يتيماً في اتجاه الحد من تمدد الحريق الذي اندلع على خط الرابية – فردان، فإنه كان لافتاً اللقاء الذي جمع الرئيس بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في عين التينة، حيث لم تبرز بعده اي مؤشرات تدل على ان تفكيك العقد التي ادت الى اندلاع الاشتباك بين رئيس الحكومة ووزراء عون على وشك الحلحلة، لا بل إن ما قالته مصادر مقربة من الرئيس بري انه لم يقتنع حتى الآن بضرورة التدخل يؤكد بوضوح ان رئيس المجلس غير مستعد لاطلاق عجلة كاسحة ألغامه قبل ان يضمن ان الطريق سالكة امامها، وان لا عقبات ستحول دون وصولها الى الغاية المنشودة، بما يعني ان الازمة الحكومية ستبقى على رف الانتظار إلى حين عودة الرئيس ميقاتي من زيارته إلى فرنسا.
 وتوضح اوساط رئيس المجلس في هذا الاطار انه غير مرتاح لما يسمعه من هنا وهناك حولما حصل، وانه لا يستطيع مقاربة الازمة في الوقت الراهن في ضوء ما يسمعه من حجج لدى الطرفين، منتظرا ان يسمع كلام آخر يشجع على اجراء مروحة من المشاورات بهدف احتواء الازمة وعودة الامور الى نصابها، سيما وان الظرف الراهن في المنطقة لا يسمح باندلاع مثل هكذا ازمات كون ان اي تشنج داخلي سيكون له مردوده السلبي على الجميع.
وفي رأي الاوساط ان لا اسباب خاصة لدى الرئيس بري تؤدي الى بطء حركته، اذ انه لا يرى ضرورة لتدخل القوى حتى الان قياساً لطبيعة الازمة وما يقوله المعنيون بها حيالها.
في موازاة ذلك اكدت مصدر وزارية ان الازمة الحكومية لن تطول، وان الجميع في نهاية المطاف سيحتكمون الى الدستور وسيحترمون القانون، والا فإن هناك استحالة في بناء الدولة ومعالجة الملفات ومواجهة التحديات ومقاربة ما هو آت من استحقاقات داخلية وخارجية.

وفي تقدير المصادر ان رئيس المجلس ينتظر ان تنضج الامور لكي يتحرك في مساحة منزوعة الالغام، لاعتقاده ان اي مسعى لفض اي خلاف سياسي يتطلب وفقاً للتراشق، وايجاد بيئة آمنة تبعد المخاطر عن اي صيغة تسوية من الممكن ان يطرحها.
وتعتقد مصادر سياسية مواكبة أن الحقيقة لا تزال مخبأة، وأن هناك من الأسباب التي أدّت الى اندلاع الخلاف لا تزال محجوبة عن شريحة واسعة من السياسيي والاعلام، إذ أن هناك معارك ضارية كانت تحصل داخل قاعة مجلس الوزراء ولم تكن تؤدي إلى اتخاذ قرار بتعليق جلسات مجلس الوزراء، مشيرة الى أن تمسك الرئيس ميقاتي بصلاحيات الرئاسة الثالثة، ودفاع عون عمّا يعتبره حقوقا للمسيحيين هم جزء من المشكلة وليس كلها، مشددة على ان انعدام الثقة بين الطرفين هو ما يؤجج الخلاف المستمر بينهما عند مقاربة العديد من الملفات.
وتعتبر المصادر انه لم يعد من الجائز القيام بعمليات تجميلية للحكومة أو ترقيع الخلافات، وقد وصلنا إلى مرحلة باتت تحتم اجراء عملية جراحية واسعة تزيل كل أسباب الخلاف، وإلا سنكون عمّا قريب أمام أزمة سياسية حقيقية تفتح الساحات الداخلية على شتى الاحتمالات.
وكان الرئيس برّي استقبل أمس في عين التينة الرئيس ميقاتي وعرض معه على مدى ساعة الوضع الحكومي خرج بعدها رئيس الحكومة ليعلن انه وضع رئيس المجلس في كل المعطيات التي لديه، لافتاً إلى أن الرئيس بري يتريث ليتابع اتصالاته وفي اي موقف يمكن ان يتخذه.
وعما إذا كان سيُصار إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء قال: إذا تأكدنا أن مجلس الوزراء سيكون منتجاً حتماً هناك جلسة.  

السابق
النهار: واشنطن ترى الأسد خاسراً وتقفل سفارتها
التالي
الحياة: سليمان يدعو إلى العمل من خلال حوار هادئ على بقاء لبنان بمنأى عن ارتدادات محيطه